استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الدهون الأحادية

* لدي ارتفاع في ضغط الدم ومرض السكري، وقد نصحني الطبيب بتناول زيت الزيتون وذكر أنه غني بالدهون الأحادية، ما توضيحك؟

بسام هيكل - عمان.

- هذا ملخص رسالتك. والموضوع مهم نظرا لأهمية توفير وتناول الأطعمة الصحية ذات التأثيرات الثابتة المفيدة لصحة الجسم. ومن الضروري معرفة التأثيرات والعواقب المستقبلية للأمراض، وخاصة الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري. ومن أهم المضاعفات المحتملة، التي تتطلب العمل على الوقاية من حصولها ومنع ذلك، بالنسبة لارتفاع ضغط الدم ومرض السكري هي نشوء مشكلة تضيق الشرايين وتصلبها. والشرايين المقصودة هي الشرايين في كل الجسم، وخاصة تلك الموجودة في القلب أو الدماغ أو التي توصل الدم إلى الساقين والقدمين. ولأن ارتفاع ضغط الدم يرفع من احتمالات حصول أمراض شرايين القلب والدماغ، فإن من المهم أولا العمل بكل عناية للوصول إلى خفض الارتفاع في ضغط الدم وإبقائه ضمن المعدلات الطبيعية، وذلك طوال الوقت. ونفس الشيء بالنسبة لمرض السكري، أي أن المهم هو إبقاء نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وطوال الوقت. هذه هي الأولوية.

وبالتزامن مع هذه الأولوية، يتم العمل وفق أمرين، الأول متابعة سلامة الأعضاء المستهدفة بالضرر جراء الإصابة بارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري، أي سلامة عمل الكلى، وسلامة عمل القلب، وسلامة شرايين القلب من التضيقات، وسلامة شبكية العين، وسلامة الأعصاب. والأمر الثاني أن التأثيرات السلبية لارتفاع ضغط الدم ولمرض السكري على الشرايين القلبية أو الدماغية تمر عبر طريق حصول ارتفاع في نسبة كولسترول الدم أو الدهون الثلاثية في الدم، وعبر طريق سهولة ترسب وتراكم الدهون والكولسترول في جدران الشرايين. ولذا من المهم العمل أولا على عدم حصول ارتفاع في الكولسترول والدهون الثلاثية، والعمل ثانيا على إعاقة ترسب الكولسترول والدهون في جدران الشرايين. هذا هو التفكير الطبي وهذه هي خطة الوقاية.

ولاحظ معي أن العمل على عدم ارتفاع الكولسترول يتطلب تخفيف تناول الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية، ويتطلب تناول الأطعمة التي تساعد على خفض ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية. ولاحظ معي أيضا أن العمل على إعاقة ترسيب الكولسترول يتطلب تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد تمنع تأكسد الكولسترول وتمنع ترسيخ ترسيبه في جدران الشرايين.

وعليه، فإن تقليل تناول الدهون الحيوانية المشبعة وتقليل تناول الكولسترول هو الخطوة الأولى. وتوجد الدهون المشبعة بالدرجة الأولى في الأطعمة ذات المصادر الحيوانية. ومن المنتجات النباتية الغنية بالدهون المشبعة زيت جوز الهند وزيت النخيل. والكولسترول موجود حصريا في الأطعمة ذات المصادر الحيوانية، ولا يوجد أي كولسترول في أي منتجات غذائية ذات مصادر نباتية على الإطلاق.

والدهون النباتية المصدر مفيدة وصحية إذا كانت طبيعية، أي غير تلك الدهون والزيوت النباتية المتوفرة في المتاجر من نوعية الزيوت النباتية المهدرجة. وهناك فرق صحي كبير بين زيت ذرة أو زيت كانولا أو زيت دوار شمس طبيعي، وأي من تلك الأنواع في عبوات زيوت نباتية مهدرجة. وهذه نقطة مهمة عليك ملاحظتها بعناية.

والزيوت النباتية «الطبيعية» تحديدا تحتوي في الغالب على نوعية الدهون غير المشبعة. وهذه الدهون غير المشبعة على نوعين، هما أولا الدهون الأحادية غير المشبعة، وثانيا الدهون الكثيرة غير المشبعة. وفي جانب الدهون الأحادية بالذات في سؤالك، هي بلا شك من المواد الغذائية المفيدة إذا ما تم تناولها باعتدال في الكمية وبشكل يومي. والأدلة العلمية تشير إلى أن الدهون الأحادية هذه تتوفر في المنتجات النباتية التالية: زيت الزيتون، ثمار الزيتون، ثمار الأفوكادو، زيت كانولا الطبيعي، مكسرات الفستق الحلبي واللوز والجوز والكاجو، وبقول الفول السوداني وزيت الفول السوداني. كما أن الأدلة العلمية أثبتت أن تناولها باعتدال يومي يؤدي إلى خفض الإصابة بأمراض شرايين القلب وأمراض شرايين الدماغ لدى عموم الناس ولدى مرضى ارتفاع ضغط الدم ومرضى السكري. كما يسهم في خفض نسبة كولسترول الدم، وخاصة خفض ارتفاع الكولسترول الخفيف الضار بالشرايين حين ارتفاعه. ويسهم في خفض احتمالات ترسب وتجلط الدم في الشرايين. ويقلل من وتيرة عمليات الالتهابات في الجسم. ويسهم في خفض ارتفاع ضغط الدم. وربما له تأثيرات إيجابية في تنشيط مفعول هرمون الأنسولين في الجسم وتفعيل عمله لخفض ارتفاع نسبة سكر الدم.

وما يفعله الحريص على صحته هو تناول الدهون النباتية الطبية، وتقليل تناول الدهون الحيوانية المصدر.

نمو الرموش

* هل هناك علاج لتنشيط نمو رموش العين؟

وئام أحمد - الأردن.

- هذا ملخص رسالتك. صحيح، هناك علاج دوائي أعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الإذن الطبي باستخدامه لعلاج مشكلة الرموش. والعقار اسمه بيماتوبروست bimatoprost، ويسوق تجاريا في الولايات المتحدة تحت مسمى لاتيس ومسمى ليومغان. ولا أعلم مدى توفره في بلدان منطقة الشرق الأوسط. وهو يوصف لحالات عدم توفر كميات كافية من الرموش في جفون العين. وهو بالأصل علاج لحالات المياه الزرقاء في العين، أو ما يسمى «غلوكوما». وتمت ملاحظة أن المرضى الذين يستخدمونه تنمو رموش جفونهم بشكل أفضل. وهو ما دفع إلى متابعة ودراسة هذه الأمور، ووصل إلى نتيجة أنه مفيد طبيا.

ويتم استخدام الدواء بشكل موضعي، أي لا يتم تناوله عبر الفم، بل يوضع كقطرة على خط نمو الرموش في الجفون العلوية فقط، وليس لرموش الجفن السفلي. ويظهر مفعول استخدامه بعد نحو شهرين من مداومة الاستخدام اليومي. ويستمر المفعول طالما استمر المرء في وضعه على خط نمو شعر رموش الجفن العلوي. وحينما يتم التوقف عن استخدامه يزول المفعول وتعود الرموش إلى حالها السابق.

ولكن من الضروري ملاحظة الآثار الجانبية التالية جراء استخدامه، وهي حكة واحمرار في العين، وجفاف العين، وزيادة غمق لون الجفن نفسه، ونشوء بقع بنية داكنة في قزحية العين، أي الجزء الملون من العين، ونمو الشعر غير المرغوب فيه في منطقة ما حول العين وذلك حال عدم وضعه بشكل صحيح وبكميات منصوح بها وتسريبه على جلد المنطقة المحيطة بالعين. وقد تزول التغيرات في غمق لون جلد الجفون بعد التوقف عن وضع العلاج، ولكن تغيرات نشوء بقع في لون قزحية العين قد تكون دائمة حتى بعد التوقف عن استخدام العلاج.

ومن الضروري مراجعة طبيب العيون حول بدء استخدامه أو دواعي ذلك أو متابعة الآثار الجانبية.