تناول العقاقير ولكن من دون إفراط

تحذيرات من الجرعات الزائدة لأدوية الغدة الدرقية وحموضة المعدة

TT

1 - علاج الغدة الدرقية Thyroid medicine: يتعاطى الأفراد عقار ليفوثروكسين levothyroxine (ليفوثرويد Levothroid سينثرويد Synthroid، وأسماء أخرى)، وهو بديل صناعي للهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية thyroid hormone.

ويستخدم هذا العقار عند حدوث حالة قصور الغدة وعدم تمكنها من إنتاج ما يكفي منه بطريقة طبيعية. ويبدأ الكثيرون في تعاطي دواء الغدة الدرقية في سن صغيرة نسبيا، ومع مرور الوقت يصبحون أكبر سنا ويكون تعاطيهم لهذا العقار قد دام لسنوات وربما لعقود. ومع تقدم العمر تتناقص حاجة الجسم لهرمون الغدة الدرقية، ولذا في كثير من الحالات، إذا التزم شخص كبير السن بتعاطي نفس الجرعة التي كان يتناولها وهو في سن أصغر يكون بذلك قد تناول جرعة مفرطة من عقار الغدة الدرقية، وقد يفضل المرضى (والأطباء المعالجون لهم) جرعات أعلى لأن عقار الغدة الدرقية يساعد الناس على مقاومة زيادة الوزن كما يحدث أثرا مضادا للاكتئاب.

مخاطر الجرعة الزائدة

* بيد أن بحثا صدر خلال الآونة الأخيرة أشار إلى وجود مخاطر محتملة لهذه الجرعات الزائدة والمتمثلة في حدوث كسور العظام، وربما عظم الحوض بشكل خاص.

وقد استخدم باحثون كنديون قاعدة بيانات حكومية لتحديد أكثر من 200000 من قاطني مقاطعة أونتاريو من الذين حصلوا على وصفة طبية واحدة على الأقل من عقار ليفوثروكسين ويبلغون من العمر 70 عاما على الأقل، وتمكنوا من إيجاد صلة بين تلك البيانات وسجلات المستشفى عن علاج كسور العظام.

أصابت النتائج التي حصلوا عليها هدفين في ذات الوقت. الأول، أن مستخدمي عقار ليفوثروكسين الحاليين هم أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام ممن لا يتعاطونه. وثانيا، أنه كلما زادت الجرعة التي يتناولها المريض من عقار الغدة الدرقية، زادت نسبة احتمال إصابته بكسر على الرغم من عدم معاناته من مسببات الإصابة بكسور في العظام.

التأثير السيئ لعقار علاج الغدة الدرقية هذا على العظام ليس بالأمر الجديد؛ فهناك الكثير من الدلائل على ذلك، لكن نتائج الأبحاث التي تم الإعلان عنها عام 2011 برزت بقوة لتركيزها على كبار السن. ولا يجب على أي شخص يتناول عقار علاج الغدة الدرقية هذا أن يتوقف عن ذلك فجأة خوفا من الإصابة بكسر في العظام، لكن في حالة إن كنت من كبار السن قد يكون ذلك هو الوقت المناسب لمناقشة كمية الجرعات المناسبة مع الطبيب والتأكد من أنها ليست جرعات عالية جدا. ومن ناحية أخرى يجب فحص نسبة الثيرويد في الدم على نحو دوري، كما يجب أيضا تعديل جرعة دواء الثيرويد إذا قلت الحاجة.

مثبطات الحموضة 2 - مثبطات مضخة البروتون (PPIs) Proton - pump inhibitors. تقلل مثبطات مضخات البروتون أو مانعات الحموضة من أحماض المعدة. وتأتي على رأس قائمة الأدوية الأكثر مبيعا منها، عقاقير مثل اسمابرازول esomeprazole (نكسيوم Nexium)، لانسوبرازول lansoprazole (بريفاسيد Prevacid)، وأوميبرازول omeprazole (بريلوزيك Prilosec).

ويصف الأطباء عقاقيرPPI للعلاج أو الوقاية من قرح المعدة والإثنى عشر، حيث أصبحت هذه العقاقير العلاج المتعارف عليه لمرض الارتجاع الحمض المدي المريئي gastroesophageal reflux disease - الذي يعرف اختصارا بالرمز GERD ويحدث بسبب ارتداد أحماض المعدة إلى المريء. تعد عقاقير PPI أفضل من مضادات الحموضة المسماة H2 blockers، وهي الجيل القديم من العقاقير المضادة للحموضة والتي تشمل فاموتدين famotidine (بيبسيد Pepcid)، ورانتيدين ranitidine (زانتاك Zantac).

ولكن الشكوك بدأت تظهر بشأنها حيث وجدت الدراسات صلة بين تناول عقار PPI وزيادة احتمال الإصابة بالتهاب ذات الرئة وعدوى المطثية العسيرة Clostridium difficile، العدوى التي أصبحت يوما بعد يوم أشد مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية. وأكدت دراسة دنماركية في عام 2011 أن عقاقير الـPPI قد تؤدى إلى إضعاف العظام وتزيد من خطر الإصابة بكسور كما وجدت دراسات أخرى أن تناول PPI يحول دون امتصاص الكالسيوم وقد يقلل من ضخ البروتون في نسيج العظام والذي يحافظ على العظام قوية، ليس فقط مضخات البروتون هي المسؤولة عن الإنتاج المفرط لأحماض المعدة، فقد سجل الباحثون الدانمركيون أن عقاقير PPI تسبب ضررا لأنها تقلل فاعلية عقاقير هشاشة العظام الأكثر شيوعا الأندرونات (فوساماكس).

وتقول الدكتورة سوزان سلامون اختصاصية أمراض الشيخوخة بالمعهد الطبي بيت إسرائيل ديكونيس التابع لجامعة هارفارد وعضو بمجلس إدارة تحرير دورية «رسالة هارفارد الصحية»: «كثير من الناس يتناولون عقار PPI ويستمرون في ذلك لسنوات حتى لو لم يكونوا في حاجه لذلك، كما يجب على كل من يتناول ذلك العقار أن يسأل الطبيب إذا كان بحاجة للاستمرار في تناوله أم لا». لا يجب التوقف المفاجئ عن تناول عقاقير الـPPI حيث قد يؤدي ذلك إلى تأثير ارتدادي ويؤدي إلى الشعور بحموضة في المعدة. وبدلا من ذلك يجب تقليل الجرعة تدريجيا.

* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»