استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الصدفية وزيت السمك

* لدي صدفية في الركبتين وفروة الرأس. هل يعالج تناول حبوب زيت السمك الصدفية؟

سهام - المغرب.

- هذا ملخص رسالتك. ولم يتضح لي منها ما إذا كانت الصدفية في مفصل الركبة، أي التهاب المفاصل المرافق في بعض حالات صدفية الجلد، أم أنها مجرد تغيرات الصدفية في طبقة الجلد المغلفة للركبة. وبالعموم، ما لاحظته الدراسات الطبية أن سكان المناطق التي يتناول أهلها الأسماك الغنية بدهون أوميغا - 3، أو ما يُعرف بزيت السمك، هم أقل عُرضة للإصابة بمرض الصدفية في الجلد بالذات.

ولذا تم إجراء الكثير من الدراسات الطبية على مدى جدوى تناول كبسولات زيت السمك في تخفيف أعراض مرض صدفية الجلد. ولم تكن النتائج قوية في إثبات هذه الفائدة، بخلاف الحرص على تناول الأسماك لتعزيز الصحة عموما. ولكن إحدى دراسات التجارب الطبية لاحظت أن إعطاء زيت السمك في الوريد له جدوى في تخفيف أعراض الصدفية بشكل أفضل من تناول كبسولات دوائية تحتوي زيت السمك. إلا أن إعطاء المرضى عموما زيت السمك في الوريد لا يتوفر كعلاج طبي يُنصح به لكل الناس ولا يتوفر في المستشفيات ولا يُوجد اتفاق علمي طبي على استخدام هذا الأمر كوسيلة علاجية.

ومع هذا لا يُقال إن تناول كبسولات زيت السمك غير مفيد لتخفيف أعراض الصدفية، ولا يُقال إنه ضار بهم طالما أن كمية زيت السمك أو دهون أوميغا - 3 لا تتجاوز غراما واحدا يوميا. ولاحظي معي أن الأطباء قد ينصحون بتناول بعض المرضى لكميات عالية من زيت السمك، أي نحو 3 غرامات يوميا، ولكن في ظروف صحية خاصة تتعلق بارتفاع نسبة الدهون الثلاثية بالدم، فإنهم يُتابعون مع مرضاهم أي إصابات بالآثار الجانبية لتناول هذه الكمية العالية من زيت السمك.

مفصل الركبة الصناعي

* والدي زرع مفصلا صناعيا في ركبته اليمنى. ما مدة بقاء المفصل الصناعي في الركبة؟

أبو عبد الرحمن - الرياض.

- هذه صيغة سؤالك. والمفصل الصناعي يمكن أن يبقى في مكانه المثبت فيه طوال عمر الإنسان. والمهم أن لا يتعرض هذا المفصل لأي التهابات ميكروبية أو أي عطل في آلية عمله بحيث يتطلب تغيره بمفصل آخر. ولذا فإن على المرضى أن يدركوا أهمية المحافظة على المفصل الصناعي المزروع؟ وبإمكان هذا المفصل الصناعي أن يعمل بكفاءة ودون التسبب بأي مشكلات صحية لفترات زمنية طويلة قد تصل إلى عشرين عاما.

وعليك ملاحظة العوامل التي يُقال طبيا إنها قد تتسبب في تقليص العمر الافتراضي لعمل المفصل الصناعي، التي من أهمها زيادة الوزن. ومعلوم أن أطباء العظام يطلبون من مرضاهم العمل الجاد ذا النتائج الملموسة في خفض وزن الجسم. ولذا من المهم أن يتنبه المريض إلى أن زيادة وزن الجسم مع مرور الوقت سيكون ربما ذا تأثيرات سلبية على عمل المفصل وعمره وربما اضطرار الطبيب إلى استبداله.

وكذلك على المريض أن يهتم باستخدام المفصل المزروع بطريقة تضمن طول مدة عمله بكفاءة، أي في طريقة الجلوس، وخاصة وضعية القرفصاء أو التربيعة، أو في إهمال الاهتمام بتقوية عضلات الفخذ وعضلات الساق، أو في إهمال الاهتمام بقوة العظم وسلامته من الهشاشة عبر تناول الكالسيوم وفيتامين «دي»، ومعالجة أي نقص فيهما. وهذه أمور أساسية ثلاثة، أي خفض وزن الجسم وطريقة استخدام المفصل وثبات قوة العظم.

وهناك جانب آخر مهم، وهو وقاية المفصل من أي التهابات ميكروبية، وهو ما يتطلب مراجعة الطبيب والمتابعة معه في حالات الإصابة بالالتهابات الميكروبية، مثل التهابات مجاري البول أو اللوزتين أو الرئة.

توسيع الصمام المايترالي بالبالون

* لدي ضيق في الصمام المايترالي. هل الأفضل عملية جراحية أو التوسيع بالبالون؟

عبلة أحمد - جدة.

- هذا ملخص رسالتك، وقد اطلعت على تقرير الأشعة الصوتية للقلب المرفق بها. وبداية لاحظي معي أن لديك التهابا روماتزميا تسبب في ضيق الصمام المايترالي، ويُسمى أيضا الصمام التاجي. ووفق نتائج الأشعة فوق الصوتية لك، فإن الضيق لديك ليس شديدا، ومساحة الصمام هي أكثر من سنتيمتر مربع. ولكن لم يتضح لي هل شكيت إلى طبيبك تطور سوء ضيق التنفس مع بذل الجهد البدني أو تواجهين صعوبات في التنفس عند الاستلقاء على ظهرك للنوم.

وتتطلب معالجة ضيق الصمام المايترالي متابعة لدرجة الضيق وعمل القلب والصمامات الأخرى فيه عبر إجراء فحص القلب بالأشعة فوق الصوتية وفق الجدول أو الترتيب الزمني الذي ينصح به الطبيب المعالج، أي إما مرة كل سنتين في حالات الضيق البسيط، أو في كل سنة أو أقل في حالات الضيق المتوسط أو القريب من الشديد. كما أن المعالجة تتضمن تناول الأدوية التي تضبط إيقاع نبضات القلب للبقاء ضمن المعدلات الطبية أو المستويات الدنيا من المعدلات الطبيعية، كما تتضمن ربما تناول أدوية مُدرة للبول لتقليل كميات السوائل التي ربما تتجمع في الرئة وتتسبب بضيق التنفس.

وإذا ما كانت درجة الضيق شديدة في الصمام، أي أن مساحة الصمام أقل من سنتيمتر مربع، أو حصل تطور سلبي في أعراض ضيق التنفس، فإن أمام الطبيب خيارين: إما إجراء عملية جراحية يتم فيها إصلاح الصمام أو استبداله، أو إجراء توسيع للصمام بالبالون من خلال القسطرة. والمرضى الذين يُنصحون عملية القسطرة بالبالون هم أولئك الذين يُصنفون طبيا بأن البالون أفضل لهم، أي الذين تنطبق عليهم شروط ذلك.

ومن الشروط الطبية مثلا أن يكون الصمام مرنا وغير متصلب بتراكم الكلس، وأن لا يكون ثمة تسريب واضح في الصمام وغير ذلك. ولذا فإن من يقرر ما هو الأفضل لطريقة معالجة ضيق الصمام هو الطبيب، والطبيب بدوره يوضح الوضع للمريض، ويشرح له الخيارات العلاجية، ويترك له القرار في طريقة إكمال المعالجة.