هل تستطيع الهواتف الذكية الكشف عن الأمراض؟

يمكن توظيفها لشم المرض باستنشاق البخار الكيميائي له

TT

شهدنا الاستخدامات الطبية لأجهزة «آي فون»، كما رأينا أيضا الأنوف الإلكترونية (والألسنة أيضا). ماذا إذن عن الجمع بين كليهما؟ تلك هي رؤية فريق من الباحثين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، بقيادة نيت لويس، اختصاصي الكيمياء، الذي يقوم فريقه بتطوير أنف إلكتروني قادر على استنشاق البخار الكيميائي. وتعتقد هيثر كريغ، طالبة الدكتوراه التي تعمل مع لويس، أن تلك التكنولوجيا سوف تصبح يوما ما صغيرة الحجم ومتاحة للجميع حيث يمكن للطبيب أن يحملها لأي مكان على جهاز «آي فون» الخاص به، ويستخدمها لإجراء فحص فوري وتشخيص الحالات للمرضى: «لن تكون بحاجة لإرسال العينات للمختبر، حيث يمكنك البدء فورا في العلاج».

شم المرض

* قد تكون فكرة أن تتمكن من شم المرض - بغض النظر إن كنت تفعل ذلك عبر الهاتف الذكي - غريبة للبعض. لكن استخدام حاسة الشم شكل من أشكال الفحص الكيميائي، الذي يشكل أساسا لفحوص تشخيصية عديدة.

ويقول أحد الأطباء المشاهير: «بإمكانك أن تعلم الكثير عن طريق شم المرضى بالأنف» حيث ذكره أبقراط مثالا على التشخيص من خلال شم المرضى (بإمكانك أن تجد تاريخ تحاليل التنفس من أجل التشخيصات الطبية على الإنترنت)».

في شهر أغسطس (آب) الماضي، أوضحت كورتني هامفريس الكاتبة بمجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية كيف يمكن للأنف الإلكتروني اكتشاف مرض السل في عينة من البول. وكانت النتائج في نيودلهي في الهند مدهشة: «جمع الباحثون عينات بول من أكثر من 100 شخص حديثي الإصابة بالسل في نيودلهي حيث قاموا بتحليل جزيئات البول التي تتبخر بسرعة في الهواء، وتسمى مركبات عضوية متطايرة، باستخدام الكروماتوغرافيا الغازية وقياس الكتلة الطيفي، التي توفر نتائج تفصيلية عن المكونات الكيميائية ونسب تركيزها. وباستخدام ذلك المنهج للبحث عن النماذج، تمكنوا من تحديد المركبات العضوية المتطايرة الموجودة بتركيزات مختلفة في الأشخاص المصابين. وبهذه الطريقة أصبحوا قادرين على التنبؤ بالإصابة بمرض السل في مجموعة أخرى من المرضى بنسبة دقة تصل إلى 99%».

ذكر مقال نشر عام 2008 في دورية «كيميكال ريفيو»، دراسة متعمقة عن الأنف الإلكتروني (تحت عنوان: «الوضع الحالي والاتجاهات المستقبلية»). ذكر المقال بإيجاز طرقا مختلفة من التشخيص الإلكتروني (شملت كل شيء من الكروماتوغرافيا الغازية حتى القياس بطيف الأشعة تحت الحمراء) وقام بتحليل تطبيقات عديدة للتكنولوجيا تتعدى تشخيص المرض (تحليل الطعام والشراب بالإضافة إلى مراقبة البيئة). وخلصت الدراسة إلى القول: «تتنوع احتمالات استخدام تكنولوجيا الأنف الإلكتروني في المجال الطبي»، حيث أشاروا إلى أن مرض البولينا، والأمراض الفطرية للجهاز التنفسي، والإصابة بضيق التنفس، حتى الإصابة بسرطان الرئة ضمن الأمراض التي يمكن اكتشاف الإصابة بها عن طريق الأنف الإلكتروني.

إذن متى يمكننا أن نرى هذا الشيء متجسدا في الواقع؟ على الرغم من افتراض صحيفة «ديلي ميل» ومصادر أخرى بشأن ابتكار جهاز أنف إلكتروني في حجم «آى فون» وبأسعار مناسبة قريبا، فإن الباحث هامفريس كان أقل تفاؤلا، حيث قال لـ«تكنولوجي ريفيو» إن القيام بتصغير حجم الجهاز وطرحه بأسعار مناسبة للجميع سوف يكون «مهمة بالغة الصعوبة».