استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الحمل بعد عمر 35 سنة

* عمري 34 سنة. ولاداتي السابقة كانت طبيعية وأرغب في الإنجاب، وأعلم أن الحمل بعد سن 35 سنة له تأثيرات صحية، أرجو التوضيح، وكيف أتفاداها؟

أم ماجد - الدمام.

- هذا ملخص ما ورد في رسالتك. وبداية، هناك الكثير من الأمهات اللواتي يؤخرن الإنجاب إلى ما بعد الثلاثين من العمر لأسباب متعددة، ويحملن ويلدن أطفالا أصحاء ولا يواجهن متاعب خلال فترة الحمل. والمهم، سواء للأمهات ما دون سن العشرين أو الأمهات في فترة العشرينات أو الثلاثينات أو الأربعينات، هو أخذ الحيطة في العناية بالنفس خلال فترة الحمل والحرص على المتابعة الطبية في العيادات المتخصصة بمتابعة الحمل.

ولا شيء مميز في فترة ما فوق الخامسة والثلاثين أو أقل من ذلك، اللهم إلا بعض الجوانب الطبية التي تحتاج عناية. ومثلا، فإن فترة الخصوبة الأفضل هي ما دون سن الثلاثين، وعدد البويضات يكون أكثر لدى المرأة، وبعد سن الثلاثين يتناقص عددها، مما يعني أن حصول الحمل قد يتطلب وقتا أطول، أي نحو مدة ستة أشهر. وإذا طالت المدة عن ذلك، ربما من الضروري استشارة المرأة لطبيب الحمل والولادة.

وأيضا، كلما زاد عمر المرأة زادت احتمالات تعدد الأجنة، أي الحمل بالتوأم مثلا، وخاصة حينما تلجأ المرأة للاستعانة بوسائل التلقيح الصناعي أو الوسائل الدوائية لزيادة إنتاج المبايض للبويضات. وكذلك، ترتفع احتمالات الإصابة بمرض سكري الحمل، أي اضطرابات نسبة السكر في الدم خلال فترة الحمل. وأيضا ترتفع احتمالات ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل، وهما حالتان تتطلبان مزيدا من الرعاية الطبية خلال فترة الحمل للوصول إلى ولادة أطفال أصحاء.

ومن ناحية عملية الولادة نفسها، فإن زيادة عمر المرأة يعني ارتفاع احتمالات مواجهة صعوبات خلال عملية الولادة أو تمركز المشيمة في مناطق قريبة من مخرج الجنين من الرحم. وارتفاع هذه الاحتمالات لا يعني تلقائيا أن الولادة ستكون نتائجها مزعجة أو غير مرغوب فيها، بل هي احتمالات يمكن متابعتها عن كثب ويمكن اكتشافها في وقت مبكر للتعامل معها بكفاءة طبية.

والنقطة التي يجب النظر إليها بعناية هي ارتفاع احتمالات حصول اضطرابات جينية في تركيب الجنين، مما قد يرفع من احتمالات الإجهاض أو ولادة أطفال ذوي أمراض ناجمة عن اضطرابات جينية.

والحقيقة أن عمر المرأة ليس فقط ذا تأثيرات على الحمل والولادة، بل إن عمر الرجل أيضا، وخاصة عندما يكون عمر الرجل فوق سن الأربعين. ومن تلك التأثيرات تحديدا ولادة أطفال ذوي أمراض ناجمة عن اضطرابات جينية.

وإزاء كل ما تقدم، هناك الكثير مما يمكن فعله لحصول حمل صحي وولادة أطفال أصحاء. ومن أهم الأمور مراجعة الطبيب قبل الحمل للتأكد من صحة المرأة وقدرة جسمها على تحمل الحمل، مثل نسبة الهيموغلوبين ومقدار ضغط الدم ونسبة سكر الدم ووزن الجسم ومستوى المعادن والفيتامينات بالجسم وغير ذلك. وأيضا الحرص على المتابعة الطبية طوال فترة الحمل لدى طبيب الحمل، واتباع تعليماته وإجراء الفحوصات التي يطلبها. وأيضا الحرص على تناول الأطعمة الصحية الطازجة وإعدادها بطريقة صحية تضمن استفادة الجسم منها من دون التسبب بسوء في التغذية أو نقص أي من المعادن والفيتامينات، أو زيادة الوزن بشكل مفرط ومتسارع خلال فترة الحمل. وللتذكير، فإن الزيادة الطبيعية في وزن جسم خلال فترة الحمل للمرأة ذات الوزن الطبيعي قبل الحمل هو ما بين 11 إلى 16 كيلوغراما، والحرص كذلك على النشاط البدني المعتدل وعدم ممارسة الحركات البدنية أو العادات الحياتية الضارة.

خفقان القلب

* عمري 47 سنة، وأشعر أحيانا بخفقان نبضات القلب، بماذا تنصحني؟

عادل أحمد - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك التي لم تحتو على معلومات مهمة تفيد في مراجعة سبب الخفقان لديك. وبداية، هناك مجموعة من الأسئلة التي نسألها كأطباء للقلب عند شكوى المريض من الخفقان، منها:

متى يحصل الخفقان؟ أي هل حينما يكون المرء قلقا أو متوترا، أو مع بذل الجهد البدني، أو حال السكون والراحة؟

وعند الشعور بالخفقان، هل يكون نبض القلب أسرع من المعتاد أو مضطربا وغير منتظم أو أبطأ من المعتاد؟

وهل يسبق الشعور بالخفقان، تناول المرء للقهوة أو الشاي أو الكحول أو التدخين أو أي أدوية من الأعشاب أو أدوية لعلاج أمراض شائعة كنزلات البرد وغيرها؟

وهل يصاحب الخفقان شعور بألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو الدوار والدوخة أو الإغماء وفقدان الوعي أو الصداع أو التوتر أو الغثيان والقيء أو ارتفاع حرارة الجسم أو نقص وزن الجسم؟

ولاحظ معي أننا لو راجعنا حالات 100 شخص يشكون من الخفقان، فإن غالب أسباب الخفقان لا علاقة لها بالقلب، أي أن مرضا في القلب نادرا ما يكون هو السبب في الخفقان. ووفق الإرشادات الطبية، تجدر مراجعة الطبيب حينما يكون الخفقان مصحوبا بألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو الإغماء أو الدوخة. كما أرجو أن تلاحظ معي أن هناك أسبابا شائعة للخفقان، مثل التوتر النفسي والانفعال العاطفي والقلق، أو القيام بمجهود بدني عنيف أو متوسط، أو تناول مادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي ومشروبات الكولا والشيكولاته، أو وجود ارتفاع في حرارة الجسم، أو اضطرابات هرمونية ترافق حالات الدورة الشهرية أو الحمل لدى النساء، أو بعيد تناول أدوية معالجة نزلات البرد أو السعال أو أدوية معالجة الربو.

وحينما يكون شك لدى الطبيب ويريد أن يطمئن على حالة القلب الصحية، فإنه يجري، إضافة إلى الفحص السريري للمريض، تحاليل للدم في عناصر متعددة، ورسم تخطيط القلب ورصد نبضات القلب لمدة أربع وعشرين ساعة أو ما يسمى بجهاز الهولتر، ويجري فحص القلب بالأشعة الصوتية. وإذا كانت هذه كلها طبيعية، فإنه يجري اختبار جهد القلب ورصد ضغط الدم لمدة أربع وعشرين ساعة. وبناء على نتائج هذه الأمور مجتمعة يكون القرار الطبي بإجراء مزيد من الفحوصات للتأكد من سلامة شرايين القلب أو التأكد من سلامة نظام كهربائية القلب.