اختبار جديد للكشف بسرعة عن سرطان البنكرياس

فحص الأمعاء قد يساعد في الكشف عن مراحله المبكرة

TT

قد يتمكن الأطباء من ملاحظة الأعراض المبكرة لسرطان البنكرياس من خلال فحص الأمعاء من الداخل، حسب ما تشير إليه دراسة جديدة.

وأجرى الأطباء دراسة استخدموا خلالها المنظار لفحص الأمعاء الدقيقة في النقطة التي تلتقي فيها مع البنكرياس، للبحث عن أي مؤشر غير طبيعي قد يدل على اقتراب الإصابة بالسرطان.

وكشف الفحص التجريبي عن الإصابة بسرطان البنكرياس في 12 شخصا من المشاركين في الدراسة المصابين فعلا، ولكن في الوقت نفسه أتت بعض نتائج الإصابة لدى البعض الآخر من غير المصابين بالسرطان، حسب قول الباحثين.

فحص تجريبي

* وصرح الطبيب مايكل والاس، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي بعيادة «مايو كلينيك» في جاكسونفيل بولاية فلوريدا والباحث بهذه الدراسة، بأن النتائج تشير إلى إمكانية استخدام هذا الفحص يوما ما في الكشف على المرضى الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس واكتشاف المرض في مراحله المبكرة.

ويتم تشخيص سرطان البنكرياس بإجراء فحص بالأشعة يتبعه فحص نسيج مستخلص (خزعة) بإجراء جراحة. وغالبا ما يتم تشخيص المرض في المراحل المتقدمة نظرا لعدم ظهور أي أعراض واضحة على المرضى في المراحل المبكرة من المرض. ونتيجة لذلك، يصبح سرطان البنكرياس غير قابل للعلاج عند اكتشافه؛ إذ يتوفى 94 في المائة من المرضى الذين يتم اكتشاف إصابتهم بالمرض خلال فترة 5 سنوات.

وشملت الدراسة الجديدة عددا قليلا، وهو 21 شخصا فقط، لذا يلزم إجراء دراسة لاحقة على نطاق واسع من أجل التأكد من النتائج، على حد قول الباحثين، كما نقل عنهم موقع «ماي هيلث نيوز ديلي» الإلكتروني.

تأثيرات ميدانية

* في السنوات الأخيرة، درس الباحثون طرقا تعتمد على إجراء جراحات بسيطة لاكتشاف السرطان بالبحث عما يسمى «التأثيرات الميدانية»، وهي التغييرات التي تحدث للأنسجة نتيجة نمو سرطاني. علي سبيل المثال، يحتاج الورم إلى التغذية بمزيد من الدم مما يعني أن النسيج الذي يوشك على الإصابة بالسرطان قد تتسع أوعيته الدموية، ويستنفذ نسبة الأكسجين في الدم. وشبّه والاس الفحص الجديد، بأجهزة الكشف عن المعادن التي تصدر إشارات أسرع كلما اقتربت من السرطان.

وتشمل الدراسة الجديدة 12 مريضا تم تشخيص إصابتهم بسرطان البنكرياس و9 أشخاص أصحاء لم يصابوا بالمرض، حيث قام الأطباء بفحص أمعاء المرضى باستخدام منظار، وهو عبارة عن أنبوب مصحوب بإضاءة حيث تم قياس حجم الأوعية الدموية ونسبة تركيز الأكسجين في الدم.

وقام باحثون آخرون بتحليل القياسات دون أن يعرفوا مَن من المشاركين مصاب بالسرطان. وبلغت دقة الفحص في الكشف عن السرطان أينما وجد مائة في المائة، في حين كان الفحص أقل دقة في التمييز بين الأشخاص المصابين وغير المصابين حيث تلقى أحد الأصحاء نتيجة إيجابية، وتلقى مشارك صحيح آخر نتائج تقترب من الإيجابية.

اختبار متقدم

* وقال الدكتور ديفيد روبينز، مساعد مدير مركز المنظار العلاجي المتقدم بمستشفى «لينوكس هيل» في نيويورك: «كان تطوير فحص بتدخل جراحي بسيط لمرض السرطان القاتل أمرا ذا قيمة في مجال تشخيص السرطان منذ فترة طويلة». ولم يشارك الدكتور ديفيد في الدراسة. وأضاف روبينز أن نتائج تلك الدراسة مشجعة، على الرغم من كونها نتائج أولية وتستلزم مزيدا من البحث.

ويعد فحص الأمعاء في هذه الدراسة أكثر تقدما من الفحوصات التي تستخدم في تشخيص سرطان البنكرياس وفحص الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

تتطلب تلك الفحوص، التي توظف نوعا خاصا من الموجات فوق الصوتية، في الوقت الحاضر تدريبا متخصصا وأجهزة.

وقد لا تنجح الفحوصات، التي تشمل الفحص بالرنين المغناطيسي، في اكتشاف نسبة إصابة بالسرطان تتراوح بين 25 و30 المائة، بحسب ما قال روبينز.

من جانب آخر، يمكن إجراء الفحص المذكور في الدراسة باستخدام الأجهزة المتاحة ويتسم بدقة كبيرة.

قال روبينز إنه يجب إجراء دراسات موسعة لمعرفة مدى دقة الفحص في الكشف عن خلايا السرطان الصغيرة الأكثر قابلية للعلاج. ويعتزم الباحثون إجراء تجارب عملية على نطاق أوسع يشارك فيها 600 شخص للتأكد من النتائج.

وفي حال التأكد من النتائج، قد يستخدم الفحص مع أشخاص ينتمون إلى أسر لها تاريخ مرضي مع سرطان البنكرياس، أو هؤلاء الذين يعانون من التهاب مزمن في البنكرياس يزيد من احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس، بحسب ما أوضح والاس. وأضاف والاس أن الفحص يعد جراحة بسيطة، لكن لا تزال نسبة الكشف عن السرطان ضئيلة، لذا لن يكون من المناسب نصح الجميع بإجراء هذا الفحص.

وتم عرض الدراسة في 21 مايو (أيار) الحالي خلال اجتماع لباحثين في أمراض الجهاز الهضمي بمدينة سان دييغو.