فحص القولون الافتراضي.. يكشف معظم الأورام الحميدة

بعد تطهير الأمعاء افتراضيا

TT

يضطر الأشخاص الذين يخضعون لفحص القولون الافتراضي virtual colonoscopy، وهو الفحص الذي يتم إجراؤه من خلال التصوير بالأشعة المقطعية الطبقية، للخضوع لتطهير تقليدي للأمعاء لتطهير القولون والسماح بالكشف الدقيق عن الأورام الحميدة.

وتقوم طريقة جديدة باستخدام بعض البرامج الكومبيوترية لضبط صورة الأشعة المقطعية الطبقية للأمعاء، بما لا يدع أية حاجة للقيام بتطهير الأمعاء عن طريق استخدام المواد الملينة. فهل يكون هذا الأسلوب بديلا عمليا؟

دراسة جديدة

* شارك في هذه الدراسة 605 أشخاص، بلغ متوسط أعمارهم 60 عاما وتعرضوا لخطر متوسط من الإصابة بسرطان القولون والذين تم فحصهم مرتين. وقد اتبع هؤلاء الأشخاص نظاما غذائيا منخفض الألياف لمدة يومين قبل إجراء فحص القولون الافتراضي، فضلا عن إضافة مادة مخالفة للون بعض الأطعمة، حتى يمكن وضع «علامات توضيح» للبراز أثناء وجوده في أمعائهم خلال الفحص. وبعد إجراء هذا الفحص، تقوم بعض البرامج الكومبيوترية الخاصة بإزالة هذه المادة التي توضح البراز من الصور، ثم يتم فحص هذه الصورة بعد ذلك للكشف عن احتمال الإصابة بأورام حميدة.

وبعد أسابيع قليلة، خضع هؤلاء المشاركون لاختبار ثان، ألا وهو فحص القولون بالمنظار العادي، حيث تم استخدام منظار مرن للتحقق من وجود أورام حميدة. توقف المشاركون عن تناول نظام الألياف الغذائي ليوم أو يومين قبل إجراء الفحص، وفي الليلة التي سبقت الفحص، قام المشاركون بشرب المادة الملينة اللازمة لتطهير الأمعاء.

كانت الصورة التي نتجت بعد تنظيف الأمعاء بنفس جودة الصورة التقليدية تقريبا في تحديد الأورام الحميدة الكبيرة، وهي الأورام التي من المرجح بصورة كبيرة أن تتحول إلى أورام سرطانية. ونجح اختبار الأشعة المقطعية في اكتشاف 91 في المائة من الأورام التي كانت بحجم 10 ملليمترات أو أكبر، في مقابل 95 في المائة لفحص القولون بالمنظار التقليدي. وفضلا عن ذلك، كانت هذه التقنية الجديدة أقل دقة في الكشف عن الأورام الأصغر حجما التي يقل حجمها عن 6 ملليمترات، حيث استطاعت اكتشاف 59 في المائة فقط منها، مقابل 76 في المائة للفحص التقليدي. أكد المشاركون أن الطريقة التي لا تتضمن تناول مواد ملينة للمعدة كانت هي الأسهل، وأنهم يفضلون استخدامها في إجراء فحوصات القولون في المستقبل.

نجاح الفحوص

* يعتبر البالغون من أكثر المتضررين المحتملين من هذه الأورام، حيث يصاب واحد من بين كل 20 شخصا بالغا بسرطان القولون والمستقيم، ولكن الوفيات الناجمة عن هذا المرض آخذة في الانخفاض، وهو ما يعود بصورة جزئية للأشعة التي يمكنها اكتشاف الأورام قبل أن تتحول إلى سرطانية. ويوصى بإجراء فحص دوري بداية من سن 50 عاما وما فوق. أكدت الدراسات أن 90 في المائة من الأورام الحميدة التي من المحتمل تحولها إلى أورام سرطانية يبلغ حجمها 10 ملليمترات أو أكبر، ولكن الممارسات الطبية الشائعة تتمكن من إزالة الأورام التي تبلغ 6 ملليمترات أو أكبر.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»