استشارات

د. حسن صندقجي

TT

فتق الحجاب الحاجز

* أعاني من فتق في الحجاب الحاجز، ويتسبب لي بآلام في المعدة منذ عدة سنوات.. بم تنصح بالنسبة للعملية الجراحية؟

أبو عبد السلام - الدمام.

- هذا ملخص رسالتك. ولاحظ معي بداية أنه على الرغم من أن وجود فتق في الحجاب الحاجز يتسبب بأعراض مؤلمة ومزعجة في منطقة أعلى البطن، أو تحديدا في منطقة فوهة المعدة التي بين المريء والمعدة، فإن غالبية الأشخاص الذين لديهم بالفعل هذا الفتق هم في الحقيقة لا يعانون من أي أعراض. وبعبارة أخرى، ليس كل من لديه فتق في الحجاب سيعاني بشكل حتمي من أعراض مزعجة في المريء والمعدة.

وللتوضيح، فإن المريء هو أنبوب يمر في الصدر ويوصل الطعام والشراب من الحلق إلى المعدة، ومنطقة اتصال المريء بالمعدة هي منطقة مهمة يجب أن تكون مفتوحة حينما يكون ثمة طعام أو شراب يعبر من المريء إلى المعدة، وحين لا يكون ثمة ما عليه أن يعبر من المريء إلى المعدة فإن هذه المنطقة يجب أن تكون مغلقة. وهي بالعادة مغلقة بسبب وجود عضلة عاصرة في أعلى المعدة، ومدعومة بوجود حجاب حاجز يعمل بكفاءة في دعم إغلاق منطقة اتصال المعدة بالمريء ويبقي المريء في منطقة تجويف الصدر، أي فوق الحجاب الحاجز، ويبقي المعدة في منطقة تجويف البطن، أي تحت الحجاب الحاجز.

وسبب ضرورة أن تكون هناك آلية فاعلة في إغلاق منطقة اتصال المعدة بالمريء هو منع تسريب محتويات المعدة، من الأطعمة والأحماض، والوصول إلى المريء، وبالتالي منع حصول التهابات في بطانة المريء غير المهيأة بالأصل للتعامل مع أحماض المعدة. وحينما يكون ثمة فتق صغير في الحجاب الحاجز فإنه لا يتسبب عادة بأي أعراض، أما حينما يكون الفتق كبيرا، فإن جزءا من المعدة ينزلق إلى داخل تجويف الصدر، أي ما فوق الحجاب الحاجز. وحينما تتسرب محتويات المعدة إلى المريء، تظهر أعراض حرقة الفؤاد في أعلى البطن، والتجشؤ وألم الصدر والغثيان، وخاصة عند الانحناء إلى الأمام أو حمل أشياء ثقيلة أو الاستلقاء على الظهر.

وغالبا لا يلجأ الأطباء إلى النصح بإجراء العملية الجراحية التي تهدف إلى رأب الفتق وإصلاحه لأسباب عدة، بل يلجأون إلى نصح المصابين بالفتق في الحجاب الحاجز إلى الاهتمام بسلوكيات حياتية تخفف من أعراض وتداعيات وجود هذا الفتق، أي تلك التي تتعلق بأوقات تناول وجبات الطعام وكمياتها، وتقليل تناول الدهون، وخفض وزن الجسم، والامتناع عن التدخين وغيرها. كما يفيد لتخفيف تلك الأعراض، تناول أحد أنواع أدوية خفض حموضة المعدة وغيرها.

والواقع أن القليل جدا من حالات فتق الحجاب الحاجز يحتاج إلى العملية الجراحية، وتحديدا حينما لا تتغلب الأدوية على أعراض تسريب محتويات المعدة، أو حينما يكون الفتق كبيرا وتتأثر به وظائف الجهاز التنفسي، كصعوبات التنفس أو ضيق التنفس مع بذل المجهود، أو حصول صعوبات في البلع، أو نزيف، أو اختناق جزء من المعدة داخل الصدر، أو غيرها من المضاعفات المؤثرة والنادرة. وغالبا ما يتم إجراء العملية الآن بالمنظار من خلال جلد البطن. ولكن المهم، والذي على المرضى التنبه له هو أنه لا توجد ضمانة بعد العملية لعدم عودة حصول الفتق، حتى عند إجراء العملية من قبل جراحين مهرة أو في مركز طبية متقدمة. ولذا على المريض التنبه إلى أن الحل الأفضل هو تخفيف أسباب تكون الفتق، وتخفيف أسباب تفاقم تأثيرات وجود الفتق.

أعراض التوقف عن التدخين

* ما الأعراض الناتجة عن التوقف عن التدخين؟

أسعد مرسي - الأردن.

- هذا ملخص رسالتك التي تحدثت فيها عن رغبتك في الامتناع عن التدخين، والصعوبات التي واجهتك عدة مرات عند محاولاتك التوقف عن التدخين وأمور أخرى تتعلق بوصف المشكلة.

بداية، فإن التوقف عن التدخين هدف صحي استراتيجي بالنسبة للإنسان، ومهما كلف من ثمن فإنه أفضل من التمادي في عادة التدخين. هذه نقطة علمية وصحية لا مجال للشك حولها. وصحيح هناك عدة تأثيرات جانبية للنجاح في التوقف عن التدخين. وبعض هذه الآثار الجانبية المزعجة ناتج عن توقف تزويد الجسم بمادة النيكوتين، وبعضها له علاقة بأمور أخرى. والنيكوتين بالأصل مادة تثير نشاط عمل الدماغ، كما أنه مادة مثيرة للنشاط في عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) المتعلقة بحصول التفاعلات الكيميائية الحيوية بالجسم. وهي أيضا مادة مثيرة لنشاط عمل أجزاء من الجهاز الهضمي، ومنها بالذات القولون. والنشاط المقصود في هذه المناطق المختلفة من الجسم لا يعني إطلاقا أنه نشاط صحي أو نشاط مفيد.

ومن الملاحظ طبيا أن نسبة من المدخنين لا يعانون من مشكلات الإمساك خلال فترات استمرارهم في التدخين، وتنتظم لديهم عمليات إخراج الفضلات. والسبب أن النيكوتين هو مادة ملينة ومسهلة لإخراج الفضلات. ولذا حينما يتوقف أحدهم عن التدخين فعليه أن يتوقع احتمال حصول الإمساك أو عدم سهولة وانتظام في الإخراج كما في السابق. ولكن هذا التأثير للتوقف عن التدخين على عملية إخراج الفضلات هو تأثير وقتي. ويزول غالبا في غضون بضعة أسابيع من بعد الامتناع التام عن التدخين.

ويمكن التغلب على هذا الأمر عبر الحرص على الإكثار من شرب الماء، وتناول الكميات اللازمة من الألياف النباتية، أي الألياف التي تتوفر في الخضراوات، والفواكه، وحبوب القمح الكاملة وغير المقشرة، والمكسرات، والبقول، إضافة إلى الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية، وخصوصا المشي المفيد في تنشيط حركة الأمعاء.

وأيضا، فإن للتوقف عن تزويد الجسم بالنيكوتين تأثيرا في بطء نشاط العمليات الكيميائية الحيوية بالجسم، وبالتالي المعاناة من شعور بالتعب والخمول والإجهاد. ولكن أيضا هذا التأثير السلبي مؤقت، ويزول بعد بضعة أسابيع من الصبر على التوقف عن التدخين. وخلال هذه الفترة، يمكن تخفيف هذا العرض من خلال الحرص على تزويد الجسم بالماء، لأن الماء أحد أهم العوامل المنشطة لتلك العمليات الكيميائية الحيوية. وكذلك الحرص على توزيع وجبات الطعام إلى ثلاث وجبات رئيسية متوسطة المحتوى في كمية الطعام، ووجبتين خفيفتين مكونة من المكسرات أو الفواكه، مع تجنب تناول السكريات المحتوية على سكريات بسيطة سهلة الهضم والامتصاص، كما في السكر العادي، لأن تناول هذه السكريات يزيد من الشعور بالتعب والخمول في الجسم. وهنا أيضا تفيد ممارسة الرياضة البدنية في التغلب على هذا التعب المؤقت.

وبالعموم، فإن أي تأثيرات جانبية للتوقف عن التدخين لا تقارن بفوائد التوقف عن التدخين، ويجب ألا تكون حائلا دون الاستمرار في التوقف عنه.