تطبيقات وبرامج طبية.. لمساعدة المرضى أثناء السفر

لتخزين البيانات ومواقع الخدمات في الهواتف الجوالة والكومبيوترات اللوحية

TT

كان المسافرون من ذوي الأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم يعانون من تذكر أوقات تناول أقراص الدواء عندما يعبرون مناطق زمنية، أو ربما كانوا يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد الرعاية في حالات الطوارئ في إحدى الدول الأجنبية أو في التواصل مع الأطباء في ما يتعلق بالأوضاع الصحية المعقدة، ولكن أصبح هناك الآن عدد متزايد بصورة كبيرة من التطبيقات الصحية والطبية الجوالة التي تهدف إلى التعامل مع هذه المواقف.

بيانات قبل الرحلة ويمكن للمسافرين الاستفادة من تلك التكنولوجيا قبيل بدء الرحلة، من خلال تخزين المعلومات التي يمكن أن تساعدهم على ضمان الحصول على الرعاية الطبية الصحيحة في حالة حدوث مشكلات صحية. ويقوم البعض بوضع تاريخهم الطبي، مثل آخر تخطيط للقلب، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، أو قائمة بأسماء بعض الأدوية، على شريحة تخزين صغيرة (يو إس بي) تحمل علامة الهلال الأحمر، ويتم إرفاقها بعقد أو قلادة أو سلسلة مفاتيح. ويمكن لأولئك الذين أجروا من قبل جراحة في القلب أو أي جراحة أخرى أن ينشئوا صورة بسيطة من خلال استخدام التطبيق المجاني «درو إم دي» (DrawMD) على أجهزة «آي باد»، الذي يظهر الموقع الدقيق للضمادات والدعامات والأنسجة الحية والمجازات الإبطية. وبالنسبة للمسافرين الذين يفضلون طرقا تقليدية للتواصل، توجد بطاقة مغلفة تحتوي على قائمة بالمعلومات الهامة وكيفية الاتصال بالأطباء.

ويحتوي الموقع الإلكتروني لإدارة أمن النقل الأميركية على بطاقة يمكن طبعها من قبل أولئك الذين يريدون أن تكون حالتهم الطبية معروفة فقط لعاملي الأمن أو يريدون مناقشة أي موضوع أو الخضوع لأي فحوصات بطريقة سرية.

ولا يتم احتساب الأجهزة الطبية الموجودة أكياسها الخاصة في حقائب المسافر ضمن الكمية المحددة له التي يجب عليه الالتزام بها في المطار، على الرغم من أن ذلك قد يكون غير معروف لجميع العاملين في المطارات.

وتقول ميلاني ترو هيلز، وهي مؤسسة موقع «StopAfib.org» الخاص بإحدى المجموعات غير الربحية، التي تكرس كل عملها لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مرض الرجفان الأذيني، إنها غالبا ما يتم توقيفها في المطارات من قبل عمال الأمن أو وكلاء البوابة ويخبرونها بأن الجهاز الذي تستخدمه لعلاج مرض توقف التنفس أثناء النوم يجعلها تتعدى الكمية المحددة لها للمرور من المطار، ويخبرونها بأنه يتعين عليهم التأكد من الأشياء الموجودة داخل حقيبة الأمتعة. وتقول هيلز إن رجال الأمن يتعاملون معها برقة ولين عندما تطلعهم على قانون إدارة أمن النقل المعمول به والذي قامت بطباعته من موقع الإدارة على الإنترنت.

تطبيقات جوالة

* ويشير روبرت غلاتر، وهو طبيب في قسم الطوارئ بمستشفى لينوكس هيل بمانهاتن، إلى أن المسافرين ذوي الأمراض المزمنة يبحثون عن الأطباء المتخصصين في الأمراض التي يعانون منها وعن المستشفيات في الأماكن التي سيتوجهون إليها قبل أن يغادروا منازلهم. أما بالنسبة لأولئك الذين لم يستعلموا عن ذلك وهم في حاجة إلى رعاية عاجلة، فيمكنهم الاستعانة بتطبيقات الهاتف للحصول على المساعدة الطبية في مكان قريب.

وثمة تطبيق على أجهزة الـ«آي فون» يسمى محدد مركز الطوارئ الطبية (Emergency Medical Center Locator)، وهو يعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس» على أجهزة الهاتف الجوال للعثور على مراكز مجاورة. ويحتوي هذا التطبيق على قائمة بما يقرب من 2400 مركز طبي في 101 بلد، ويمكن للمستخدمين الاختيار من بين ستة مجالات تخصص، بما في ذلك تخصصات الصدمات النفسية والعيون والرعاية القلبية. ولا يتم سرد كل المراكز الطبية، ولكن المراكز التي يتم سردها هي تلك التي يتم الموافقة عليها من قبل الجمعيات المعتمدة مثل الكلية الأميركية لأمراض القلب.

ويمكن أن تمثل المناطق الزمنية تحديا إضافيا بالنسبة للمرضى، مثل أولئك الذين يعانون من مرض السكري، مع وجود جدول زمني للفحص على مدار الساعة.

وثمة تطبيقات على الهاتف مثل «غلوكوز بادي» (Glucose Buddy) و«غلوكوز مو» (GluCoMo)، التي تذكر المستخدمين بتتبع وتسجيل مستويات السكر في الدم.

وهناك أيضا تطبيق «ويلدوك» لنظام التحكم في السكري Welldoc›s Diabetes Manager))، وهو متاح على مجموعة متنوعة من برامج الهواتف الجوالة ومواقع الإنترنت، ويقوم بتحليل البيانات التي يدخلها المريض عن الغلوكوز والأدوية والمواد الغذائية وممارسة الرياضة، ويقدم المشورة بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها لكي يتم الالتزام بخطط العلاج. ويعاني أناند آير، وهو رئيس مؤسسة «ويلدوك»، من مرض السكري ويسافر كثيرا، ويرى أن تحليل البيانات الذي يقوم به هذا التطبيق يشبه التقرير الذي تصدره الإذاعة عن حركة المرور، مضيفا: «إنه لشيء جميل أن تعرف بما إذا كان يمكنك تغيير طريقك أم لا، ولكن ما أريده حقا هو أن أعرف أفضل طريق. إذا عرفت أن نسبة السكر في الدم مرتفعة جدا أو منخفضة جدا فإنني أكون بحاجة إلى معرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها».

تذكير بمواعيد الأدوية

* وهناك أيضا تطبيق «RxmindMe Prescription / Medicine Reminder and Pill Tracker» الموجود على أجهزة الـ«آي باد» و«آي فون»، الذي يذكر المسافرين بموعد تناول الأدوية. ويقوم المستخدمون بإدخال أسماء الأدوية التي يتناولونها أو يقومون بالبحث عن مرض السكري ثم تحديد الوقت الذي يريد أن يتم تذكيرهم به. ويمكن للتطبيق أن ينبه المستخدمين بالوقت الذي يتعين فيه إعادة ترتيب الأدوية، ويمكن للكاميرا الموجودة في الجهاز أن تعرض صورة للدواء.

وبالنسبة للمسافرين الذين يقومون بوضع كل ما لديهم من حبوب في كيس من البلاستيك بدلا من الحصول على الحبوب في زجاجات منفصلة (لا ينصح بذلك)، فهناك تطبيق «إيبوكراتس» (Epocrates)، الذي يمكنه مساعدة المريض في التعرف عليها من خلال مجموعة من الأسئلة حول شكل الحبوب ولونها والعلامات الموجودة عليها. ويمكن استخدام ذلك التطبيق أيضا في إعادة التحقق من أي حبوب أو استعراض الآثار الجانبية المحتملة أو تفاعلات الأدوية.

ويرى مايلز دروكمان، وهو نائب رئيس شركة «إنترناشيونال إس أو إس» المتخصصة في توفير الخدمات الطبية التي تساعد المنظمات متعددة الجنسيات من خلال خطط صحية مخصصة للمسافرين، أنه يتعين على المسافرين أن يضعوا خططا لما يتعين عليهم القيام به في حالة تمديد وقت الرحلات، واقترح إحضار كمية من الدواء تكفي لأسبوع إضافي. وأضاف دروكمان: «لا أحد يعرف، فمن الممكن أن تمتد الرحلة اليومية إلى رحلة تستغرق عدة أيام».

ونتيجة للحواجز اللغوية أو الاختلافات بين المعدات أو اللوازم الطبية، فإن السفر إلى بلدان أخرى، ولا سيما الدول النامية، يمكن أن يتسبب في مجموعة من التحديات الإضافية التي قد تؤدي إلى أزمة صحية، ولذا فإن بعض الشركات تتعاقد مع شركات متخصصة في تقديم المساعدات الطبية، مثل «إنترناشيونال إس أو إس» التي لديها مكاتب في أكثر من 70 بلدا حول العالم، لمساعدة الموظفين الذين يمرضون أو يحتاجون إلى المشورة الطبية. ويمكن للمكاتب المحلية أن تتعامل عن طريق الهاتف، وتقوم بتقديم المشورة الصحية أو إحالة الموظف إلى العيادة أو المستشفى المناسب، أو الطبيب المناسب. وعلاوة على ذلك، تقدم شركة «إنترناشيونال إس أو إس» تطبيقا على الهاتف يرسل إلى المسافر معلومات عن الصحة العامة والأمن ذات الصلة بخط سير المسافر، مع الإشارة، على سبيل المثال، إلى ما إذا كان هناك مرض متفشٍّ في المنطقة التي يذهب إليها المسافر أم لا.

تطبيقات للأطباء

* وهناك تطبيقات متاحة أيضا للأطباء في حالة استدعائهم لتقديم المساعدة الطبية على الرصيف أو داخل الطائرة، فهناك مثلا تطبيق «آيتشارت» (Eyechart)، الذي يساعد في فحص المرضى الذين يعانون من مشكلات في الرؤية، وتطبيق «يوهير» (uHear) المتخصص في مشكلات السمع. وهناك تطبيق «نيورومايند» (NeuroMind)، الذي يطرح على المستخدم مجموعة من الأسئلة للمساعدة في تشخيص حالة المريض إذا كان يعاني من صدمات في الرأس.

ودائما ما تظهر تطبيقات جديدة كل أسبوع، وتتنوع هذه التطبيقات من حيث الجودة. وعن ذلك يقول بول سيراتو، الذي يستعرض التطبيقات العلاجية بصفته محررا بمؤسسة «إنفورميشن ويك هيلثكير»: «تعتمد بعض التطبيقات على أبحاث رئيسية، في حين لا تقوم تطبيقات أخرى بذلك». ويوصي سيراتو المرضى بأن يستشيروا الشركات التي تقدم الخدمات الطبية لهم قبل اختيار التطبيق الذي يناسب حالتهم.

وعلى الرغم من أن معظم التطبيقات الحالية تسجل المعلومات وتذكر المستخدم بمواعيد تناول الأدوية، فإن التطبيقات التي ستكون متاحة في المستقبل ستقوم بتشخيص الحالة بصورة أفضل، مثل تطبيق نظام «آي بي جي ستار» لمراقبة نسبة السكر في الدم (iBGStar Blood Glucose Monitoring System)، الذي يوجد به جهاز صغير يتم توصيله مباشرة بجهاز الـ«آي فون» أو «آي بود». ويقوم المريض بإدخال شريط اختبار في الجهاز لمعرفة نسبة السكر في الدم. وهناك مطوقة المعصم التي تقيس ضغط الدم والتي يتم إلحاقها بالهاتف الذكي. ويمكن لكلا التطبيقين أن يرسل النتائج إلى الطبيب من غرفة في فندق أو من أي اجتماع عمل في جميع أنحاء العالم. وعن ذلك يقول سيراتو: «في حقيقة الأمر، تقوم هذه التطبيقات بتغيير قواعد اللعبة للجميع».

* خدمة «نيويورك تايمز»