محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

الذبحة الصدرية

* تعتبر أمراض الشرايين التاجية للقلب من أكثر أمراض القلب انتشارا. وهي أحد أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الموت في العالم، عند الرجال والنساء على حد سواء. وتحصل الإصابة بمرض الشرايين التاجية عندما تصبح الشرايين التي تزود عضلة القلب بالدم متصلبة ومتضيقة بتراكم كميات من الكولسترول والدهون داخل جدرانها. وتسمى تراكمات الكولسترول والمواد أخرى باسم «لويحة». وتلتصق هذه اللويحة على باطن جدران الشرايين. وتسمى مجمل هذه التراكمات في الشرايين بإصابة الشريان بمرض التصلب العصيدي.

ومع نمو هذه التراكمات، فإن كمية الدم التي تتمكن من المرور في الشريان تتناقص تدريجيا. وهو الأمر الذي يجعل عضلة القلب عاجزة عن الحصول على حاجتها اللازمة من الدم أو الأكسجين لكي تعمل بكفاءة في ضخ الدم للجسم كله. وهذا النقص في تروية عضلة القلب يتسبب في الشعور بالألم الصدري وهو ما يسمى الذبحة الصدرية. ولذا، يشير أطباء القلب إلى أن ألم الذبحة الصدرية تعبير عن «أنين» عضلة القلب جراء نقص تزويدها بالدم المحتوي على الأكسجين والغذاء.

وهناك فرق بين ألم الذبحة الصدرية وألم نوبة الجلطة القلبية. وفي الحالة الأولى، يقل تدفق الدم من خلال الشريان المتضيق، ولكنه لا يتوقف تماما، وفي الحالة الثانية يتوقف تدفق الدم بشكل تام من خلال الشريان الذي حصل فيه انسداد بسبب تكون كتلة من خثرة الجلطة الدموية على المناطق المتضيقة من الشريان. وعندما توقف الجلطة الدموية تزويد القلب بالدم بشكل تام ومفاجئ، فإن هذا يتسبب في ضرر دائم في عضلة القلب، وبالتالي في قوة عمله على ضخ الدم للجسم.

وبالتالي، فإن مرض الشريان التاجي يمكن أن يتسبب في ضعف عضلة القلب، أو يساهم في حدوث حالة فشل القلب، أو نشوء اضطرابات نظم إيقاع ضربات القلب. ويعني فشل القلب أن القلب لا يستطيع أن يضخ الدم بشكل جيد إلى بقية أعضاء الجسم. أما اضطرابات النظم، فهي خلل في إيقاع ضربات القلب الطبيعية.

وألم الذبحة هو ألم صدري أو انزعاج من أعراض الشعور بشيء يشبه الألم الضاغط أو العاصر في منطقة الصدر، أو الشعور بما يشبه عسر الهضم، أو الشعور بألم في الكتفين أو الذراعين أو العنق أو الفك أو الظهر.

وهناك ثلاثة أنواع من الذبحات: المستقرة وغير المستقرة، والمتفاوتة. والذبحة غير المستقرة هي الأكثر خطورة لأنها لا تخضع لأي نظام ويمكن أن تحدث من غير بذل أي جهد جسدي، ولا تزول بالراحة أو الأدوية، وهي علامة تشير إلى أن المريض موشك على التعرض لنوبة قلبية.

وليس كل ألم صدري أو انزعاج هو ذبحة. وفي حال وجود الألم الصدري، يجب مراجعة الطبيب.

رأب طبلة الأذن

* طبلة الأذن هي غشاء رقيق داخل الأذن، وتحديدا في نهاية القناة السمعية، أي المنطقة التي تفصل بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى.

ولا يشكل حصول انثقاب غشاء الطبلة في العادة مشكلة صحية كبيرة، ولكنه يمكن أن يتسبب في نقص بالسمع وفي تكرار الإصابة بعدوى ميكروبية في الأذن الوسطى. ويجدر التنبه إلى أن حصول تدن في قدرات السمع يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الكلام واللغة عند الأطفال.

والسبب الأكثر شيوعا لحصول ثقب في غشاء الطبلة هو التهاب أو عدوى الأذن الوسطى، وذلك حينما يتراكم السائل الصديدي فيها، وإذا لم يتمكن هذا السائل من التسرب عبر قناة أستاكيوس إلى الجزء العلوي من البلعوم، فإن ضغطه يزداد ويؤدي إلى حصول ثقب في غشاء الطبل. كما يمكن أن ينشأ ثقب غشاء الطبلة نتيجة التبدل في ضغط الهواء المحيط بالطبلة، مثلما يحدث عندما تغير الطائرة من ارتفاعها أو سماع أصوات شديدة وبضغط عال مصاحب لها. كما يمكن أيضا أن ينثقب غشاء طبلة الأذن بسبب الرضوض، مثلا بسبب لكمة أو صفعة على الأذن أو دخول أداة ما في الأذن مثل أعواد قطن تنظيف الأذن.

وتتراوح أعراض ثقب غشاء الطبلة ما بين ألم خفيف إلى ألم حاد. وقد يسيل من الأذن سائل شفاف أو صديد قيحي أو نزيف دموي. ويشعر المريض المصاب بثقب غشاء الطبلة أحيانا بصوت رنين أو هدير أو طقطقة. وإذا دخل الماء عبر ثقب غشاء الطبلة إلى الأذن الداخلية، فقد يشعر المريض بالدوخة والدوار والغثيان وربما القيء. وفي حالات نادرة، يمكن أن تنتقل العدوى من الأذن الوسطى إلى الأقسام المجاورة من الرأس، وتسبب مضاعفات شديدة. لذا، تجدر مراجعة الطبيب بشكل دوري للتحري عن عدوى أو التهابات الأذن.

وعملية رأب الطبلة هي عملية جراحية يجرى خلالها إصلاح للثقب في طبلة الأذن. ذلك أنه إذا تمزقت طبلة الأذن فإنها لا تشفى من تلقاء نفسها، ويصبح بالتالي التمزق أكبر بسبب الالتهابات المتكررة والرضوض المتكررة أو الصدمات. وتجرى عملية رأب الطبلة تحت التخدير الموضعي أو العام. ويضع الجراح رقعة نسيجية عبر الثقب الموجود في طبلة الأذن، وتقوم هذه الرقعة بدور الجسر، حيث يمكن أن تنمو الأنسجة عليها وتشفى طبلة الأذن. وتؤخذ الرقعة النسيجية عادة من غلاف الأنسجة العضلية الواقعة خلف الأذن، ثم يتم وضع رغوة هلامية خاصة حول الرقعة النسيجية للمساعدة على تثبيتها في مكانها. ثم يخيط الجراح أي شقوق موجودة في الأذن، والخيوط تذوب من تلقاء نفسها مع الزمن.

أنواع التخدير

* يتم إعطاء المريض قبل إجراء أي عملية جراحية، أو بعض الفحوصات الطبية، مادة مخدرة لمنع شعوره بالألم أو تخفيفه. وهناك أربعة أنماط رئيسة للتخدير، وهي:

* التخدير الموضعي: يتم تخدير منطقة واحدة صغيرة من الجسم. ويبقى المريض يقظا مدركا ما يحدث.

* التخدير «الواعي» أو «التسكين» عن طريق الوريد: يتم استخدام مادة مخدرة خفيفة لتسكين المريض وتخفيف الألم. يظل المريض صاحيا، لكنه قد لا يتذكر العملية في ما بعد.

* تخدير الناحي: وفيه يتم تخدير ناحية من الجسم، مثل الذراع أو الساق.

* التخدير العام: ومن خلاله يتم تخدير الجسم كله فيستغرق المريض في النوم ولا يشعر بأي شيء ولا يتذكر شيئا بعد العملية.

ونوع التخدير الذي يختاره الطبيب للمريض يتوقف على الكثير من العوامل المتعلقة بالحالة الصحية للمريض ونوع العملية الجراحية ومكانها وغيرها من العوامل.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]