بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

كيف تقاوم حرارة الصيف؟

* من الخطأ السير مشيا في النهار خاصة في فترة الظهيرة من فصل الصيف، والاعتقاد أن مجرد الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة كاف للوقاية من أمراض الحرارة؛ إذ لا يلبث الشخص الماشي أن يصاب بالإعياء والإرهاق الحراري والإغماء.

إن المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة تصبح أكثر تأثيرا وتفاقما عما هي عليه كلما أصبحت درجات الحرارة ومستويات الرطوبة مرتفعة لدرجة غير عادية. كما ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض الناتجة عن الحرارة العالية (وليس شرطا التأثير المباشر لأشعة الشمس) مثل التقلصات العضلية الحرارية، والإرهاق الحراري، وأخيرا ضربة الشمس أو «الحرارة» وهي حالة قد تنتهي بالوفاة.

وهناك أفراد من مجموعة من بين سكان العالم، يصنفون بأنهم الفئة المعرضة للخطر؛ وتشمل المصابين بأحد الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم مثلا، وكبار السن والأطفال الصغار والرضع، وهؤلاء أسرع تأثرا بمضاعفات الحرارة العالية.

«المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية (CDC)» تقدم النصائح التالية للمحافظة على الصحة واللياقة في فصل الصيف شديد الحرارة والبقاء بحيوية خلال الطقس الحار:

* عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو المناطق الحارة والبقاء في المنازل تحت تكييف الهواء قدر المستطاع.

* شرب كثير من السوائل طوال اليوم.

* ارتداء الملابس خفيفة الوزن، والمناسبة والفضفاضة وذات اللون الفاتح.

* استعمال الكريمات الواقية من الشمس، وحمل المظلة (الشمسية).

* الحد من ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق الحار، وسرعة العناية بالجلد عند التعرض للحرارة العالية والعرق.

* أخذ حمام بارد والاستحمام عدة مرات.

* متابعة الأخبار المحلية وتحديثات الطقس.

* عدم ترك الأطفال داخل سيارات مغلقة النوافذ.

الحذر من أدوية السعال للأطفال

* يخطئ كثير من الآباء والأمهات في سرعة إعطاء أطفالهم أدوية يحصلون عليها من دون وصفة طبية «أدوية لا وصفية OTC) Over - The - Counter medication)»، وذلك فور ظهور أعراض مرضية بسيطة وخفيفة خوفا من ازديادها.. ومن تلك الأدوية الشائعة مانعات السعال.

إن إمكانية شراء أدوية تسكين وتهدئة السعال أو الكحة من مخازن الأدوية المحلية من دون وصفة طبية، لا يعني أنها غير ضارة ومصرح باستعمالها بطريقة عشوائية ومن دون الرجوع إلى أحد الأطباء، خاصة إذا كانت ستعطى لصغار السن.

الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة تقدم هذه النصائح عند إعطاء دواء السعال للأطفال:

* لا تعط دواء السعال لطفل يقل عمره عن 4 سنوات ما لم يوافق عليه طبيب الأطفال.

* لا تعط الطفل دواء السعال المخصص للكبار، أو أي دواء يحتوي على الإسبرين.

* لا تعط طفلك في الوقت نفسه أدوية حصلت عليها بوصفة طبية نظامية مع أخرى اشتريتها من دون وصفية طبية، أو عدة أدوية لا وصفية للسعال إلا إذا كنت قد استشرت طبيب الأطفال ووافق على ذلك.

* لا تعط دواء انتهت صلاحيته سواء كان للسعال أو لغيره.

* إذا لم تتحسن حالة الطفل باستخدام العلاج اللاوصفي في الوقت المتوقع للشفاء، راجع طبيب الأطفال بدلا من مواصلة استعمال هذه الأدوية اللاوصفية.

* وأخيرا، لا تعط طفلك دواء السعال من أجل مساعدته على النوم سريعا.

الأدوية في رمضان

* يخطئ بعض المرضى في شهر رمضان في نظرتهم لبعض الأدوية التي توصف لهم من قبل أطبائهم المعالجين، ويعتبرونها جارحة لصيامهم ومفطرة لهم فيرفضون تناولها في نهار رمضان، وتكون النتيجة اشتداد حدة المرض الذي يعانون منه. ومن ذلك مرض الربو المزمن الذي يحتاج من أجل تهدئته إلى استخدام بعض أنواع البخاخات الوقائية لمنع حدوث النوبات أو تفاقم الحالة أو تطورها إلى نوبة ربو حادة ومضاعفاتها.

يقول استشاري أمراض المناعة والحساسية د. موفق محمد سعيد طيب، أستاذ مساعد بكلية طب رابغ في جامعة الملك عبد العزيز إن «كثيرا من مرضى الربو يحجمون عن أخذ أدوية الربو خلال الصيام لاعتقادهم أنها من المفطرات، بينما هناك فتاوى شرعية لكبار العلماء تفيد أن ما يدخل الجسم من أي طريق وهو ليس مغذ للجسم فهو لا يفطر الصائم على الراجح و(أدوية الربو منها)، بينما أي دواء يدخل الجسم من أي طريق وهو مغذ للجسم فهو يفطر الصائم كالحقنة المغذية التي يستغني بها المريض عن الأكل والشرب».

وعليه، فإننا ننصح أي مريض ربو أن يأخذ دواء الربو الموسع للشعب الهوائية في أي وقت يحتاج إليه حتى لو خلال الصيام؛ فهو لا يفطر الصائم، أما الأدوية المانعة للنوبات فيمكن أخذها قبل السحور وبعد الإفطار مباشرة ولا داعي لأخذها خلال الصيام.

الصيف والنشاط البدني للأطفال

* ما زلنا نعيش في فصل الصيف ونستمتع جميعنا، وخاصة الأطفال، بإجازة الصيف بعيدا عن مقاعد الدراسة وطوابير الصباح. إلا أن كثيرا من الأطفال يخلدون، خلال هذه الفترة، إلى حياة الراحة والركود والسكون تحت تأثير الألعاب الإلكترونية وتصفح الإنترنت. وبالطبع يبتعدون عن ممارسة أي نشاط بدني وقاية لهم، كما يعتقدون، من أشعة الشمس الضارة وحرارة الطقس الحارقة.

والصواب أن المسؤولية تقع على الآباء والأمهات في تشجيع الأبناء على المحافظة على اللياقة البدنية الجيدة والمطلوبة ممن هم في سنهم.

الأكاديمية الأميركية لعلم التغذية واختصاصيو التربية وعلم النفس يخططون لكيفية جعل الأطفال يستمتعون بعطلة الصيف بطريقة صحية تحافظ على لياقتهم وحيويتهم وتمنحهم النشاط اللازم:

* تشجيع الأطفال على الالتقاء بأصدقائهم من خلال زيارات شخصية بدلا من التحدث معهم على الهاتف.

* إيقاف تشغيل ألعاب الكومبيوتر والفيديو داخل المنزل، ودعوة الأطفال للخروج إلى النوادي والمنتديات لممارسة ألعاب حقيقية مثل لعبة كرة القدم، أو التنس، أو التزلج.. إلخ.

* تسجيل الأطفال كمنتسبين في الدوري الرياضي الصيفي والمسابقات الرياضية كالمشي والجري.

* مشاركة الأطفال كمتطوعين في المخيمات الصيفية، لتنظيف الحي، العناية بالحدائق، والمشاركة في مشاريع المجتمع الأخرى.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]