الحول وكسل العين.. الأسباب والعلاج

قد ينجم عن عيوب انكسارية أو ضعف أعصاب العضلات

TT

الحول هو حالة عدم توازن في حركة العين، بحيث تكون إحدى العينين أو كلتاهما غير مستقيمة، وعند التركيز بعين واحدة تنحرف الأخرى إلى الداخل (جهة الأنف) أو إلى الخارج (بعيدا عن الأنف) وأحيانا يكون الانحراف إلى أعلى أو إلى أسفل حسب نوع ودرجة الحول.

وللحول أنواع، فهناك ما يسمى بـ«حول خلقي» يظهر خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، وهناك «حول تكيفي جزئي أو كلي» يعود سببه إلى وجود عيوب انكسارية، أهمها طول النظر، وهناك نوع ثالث للحول، فقد يكون «حولا شلليا» سببه ضعف أو شلل في أعصاب العضلات المحيطة والمحركة للعين.

حول هذا الموضوع تحدث إلى «صحتك» الدكتور عبد الإله عباد الطويرقي استشاري طب وجراحة العيون والمدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، فأوضح أولا أن العينين خلقتا لتستخدما لرؤية الهدف بنفس الاتجاه، وبالتالي ترفع الصورة بزاويتين مختلفتين، بحيث تنقل إلى المخ الذي يقوم بدمجها وتحويلها إلى صورة واحدة ثلاثية الأبعاد.

وأشار إلى أن حالة «كسل العين» هي إهمال الصورة الأقل وضوحا عندما تختلف حدة الصورة في كل عين، بحيث إن المخ يأخذ الصورة الواضحة ويهمل الأخرى، وبذلك يحدث ما يسمى بكسل العين، وهذا يكون لدى الأطفال، وإذا لم يتم علاجه في الصغر فإن العين تكون كسولة مدى الحياة.

أسباب الحول

* وأضاف د. الطويرقي أن من أهم أسباب الحول ما يلي:

1. العيوب الانكسارية.

2. الساد أو الماء الأبيض (إعتام عدسة العين) لدى الأطفال.

3. ضعف الرؤية لإحدى العينين سواء كان بسبب أمراض الشبكية أو العصب البصري أو غيرها.

4. إصابات العين.

5. بعض العمليات الجراحية.

6. عامل الوراثة.

7. هناك نسبة كبيرة من الحالات غير معروفة السبب.

علاج الحول

* يعتمد مبدأ علاج الحول على التوصل إلى تشخيص مسبب أو أسباب الحول، ومن ثم يتم وضع طريقة العلاج. فمثلا إذا كان المسبب هو الساد (الماء الأبيض)، فيتم إجراء عملية الساد لتتضح الرؤية، وإذا كان المسبب هو وجود عيب انكساري في العين، فحينئذ توصف النظارة ذات القوة المناسبة لتصحيح ذلك العيب، وهكذا. وعند الأطفال يجب تغطية العين السليمة لساعات محددة من قبل الطبيب المعالج لتنشيط العين الكسولة. وهناك حالات من الحول تستلزم لعلاجها إجراء عملية جراحية محددة.

عمليات علاجية

* أوضح د. عبد الإله الطويرقي أن حركة كل عين تتم بواسطة ست عضلات، ويجب أن يكون هنالك توازن وتنسيق في عمل العضلات الموجودة بكل عين لتتم الرؤية بشكل سليم ومتوازن، فإذا حدث حول فإن العملية تجرى لبعض العضلات في عين واحدة أو كلتا العينين لتعديل الحول، وطرق العمليات هي:

* حقن البوتكس: تستخدم مادة البوتكس في علاج الحول؛ حيث تحقن في عضلة العين لتحدث ضعفا مؤقتا في تلك العضلة المستهدفة، مما يؤدي إلى تنشيط العضلة المقابلة، وبالتالي يعود التوازن إلى عضلات العين ويعالج الحول. إلا أن المعروف عن دواء البوتكس هذا أن تأثيره يتلاشى عادة بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من حقنه، والنتيجة المتوقعة أن الحول لدى بعض الناس قد يختفي، وربما نحتاج إلى إعادة حقن البوتكس لأكثر من مرة لدى البعض الآخر، وفي فئة ثالثة قد نضطر إلى عمل إجراء جراحي في حالة عدم عودة العين إلى وضعها الطبيعي.

* العمليات الجراحية: يتم في عمليات الحول الجراحية إجراء تعديل لعضلات العين الواحدة أو كلتا العينين، وذلك بإجراء شد لإحدى العضلات وإرخاء للأخرى، وتختلف حسب نوع ودرجة الحول، وعند الأشخاص البالغين يمكن إجراء ما يسمى عملية الحول القابلة للتعديل في اليوم الثاني، بحيث يمكن تعديل الحول في اليوم الثاني بشد أو إرخاء إحدى العضلات.

أما مضاعفات عملية الحول فهي:

* من المحتمل أن يحدث تصحيح زائد.

* ومن المحتمل أيضا أن يكون التصحيح ناقصا.

* حدوث التهابات.

* فقد إحدى العضلات.

* حدوث نزف في الملتحمة، وغيرها من المضاعفات.

ولكن هذه المضاعفات قليلة الحدوث ويمكن تلافيها إذا اختير الطبيب المناسب لإجراء هذا النوع من العمليات.

علاج كسل العين

* لعلاج كسل العين لا بد من التوصل أولا إلى السبب المؤدي إلى ضعف النظر في كلتا العينين أو في العين الواحدة، ومن ثم علاجه. فمثلا إذا كان السبب هو «الساد» فيجب إزالته، وإذا كان السبب هو ارتخاء أحد الجفون فيجب تعديله، ومن ثم يتم تنشيط العين الكسولة بالآتي:

* تغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب المعالج.

* ارتداء نظارات طبية لتصحيح العيون الانكسارية.

* في حالة صعوبة تغطية العين، فيمكن وضع قطرات للعين السليمة، وذلك لتوسيع حدقة العين وتشويش الرؤية فيها ليتسنى تنشيط العين الكسولة.

وفي حالة عدم معالجة العين الكسولة مبكرا في سن الطفولة فإن ذلك يؤدي إلى ضعف دائم في الرؤية للعين الكسولة، وهذا الضعف غير قابل للعلاج.