بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

التدخين والإدمان يخفضان معدل الذكاء

* من الأخطاء الشائعة أن يتجاهل البعض من الآباء المدخنين والمدمنين أضرار هذه السموم على أبنائهم وأنهم قدوة لهم في تقليدهم في وقت مبكر، وحينها يصعب إقناعهم عن الإقلاع عنها.

وقد شبه الخبراء أضرار استنشاق دخان المواد المخدرة مثل «الماريغوانا» على الجهاز العصبي للإنسان وعلى نسبة ذكائه كمن يخسر نقاطا من نتيجة اختبار الذكاء IQ مع كل نفس زفير يطرد فيه الدخان. وأشارت البحوث الحديثة في هذا المجال إلى أن التدخين في سن المراهقة بانتظام قد يجعل المراهقين أقل ذكاء من الكبار. والسبب في ذلك أن المخ قبل سن 18 يكون ما زال في مرحلة النمو بشكل أساسي، وأن استنشاق هذه السموم يمنع الدماغ النامي من الوصول إلى الحد الكامل لنموه. ولم تشر الأبحاث إلى حدوث نفس هذه الأضرار لمن بدأ التدخين في سن متأخرة.

ومما يؤسف له، أن النتائج لإحدى الدراسات التي قامت بها د. تيري موفيت Terrie Moffitt من الكلية الملكية في لندن للطب النفسي، أشارت إلى أن الإقلاع عن تعاطي هذه السموم وخاصة من مجموعة المخدرات لا يتيح استعادة الوظائف الذهنية والفكرية الدقيقة بين المراهقين الذين بدأوا التعاطي مبكرا.

وقد اعتبرت الدراسة أن معدل الذكاء هو أحد المحددات القوية لوصول الشخص للتعليم الجامعي، وللحصول على دخل مادي جيد مدى الحياة، وللحصول على وظيفة مناسبة، وأداء جيد في العمل، ومن جانب آخر يحدد هذا الاختبار إمكانية إصابة الشخص بأمراض القلب ومرض الزهايمر، وحتى الموت في وقت مبكر.

عليه أصبح واجبا على جميع أولياء الأمور متابعة سلوكيات أبنائهم حتى لا يقعوا في الإدمان المبكر.

تعقيم أيدي الموظفين الصحيين من الأخطاء الشائعة عند مقدمي خدمات الرعاية الصحية بشكل عام والرعاية المنزلية بشكل خاص عدم إلمامهم بأساسيات التنظيف والتعقيم للأيدي والأدوات مما يشكل خطرا صحيا على الفئة المستفيدة من هذه الخدمات.

التمريض المنزلي يعتبر في جميع دول العالم، مشكلة متنامية، تضع المرضى وكبار السن في خطر متزايد من الإصابة بالأمراض المعدية القاتلة، والسبب هو تقديم الرعاية الصحية بأيدٍ ملوثة.

وقد عزت دراسة، نشرت في مجلة علم الشيخوخة التطبيقي the Journal of Applied Gerontology، عدم نظافة اليدين إلى النقص في عدد موظفي الرعاية الصحية وضعف برامج التثقيف الصحي، إضافة إلى مشكلة تزايد أعداد نزلاء دار الرعاية للمسنين خاصة الذين يعانون من الخرف وغيره من الحالات التي تتطلب المساعدة العملية بالأيدي من قبل مقدمي الرعاية لمساعدة المحتاجين على وسائل وطرق تطبيق النظافة الأساسية مثل تنظيف أسنانهم وتغيير ملابسهم وعند استخدام المرحاض وتحضير الوجبات الغذائية ومساعدتهم في تناولها.

ولهذا السبب ولما ثبت للباحثين من أن هناك تزايدا في قصور التزام مقدمي الرعاية الصحية المنزلية نحو تنظيف وتعقيم اليدين، وزيادة نسبة انتشار الأمراض المعدية الفتاكة مثل عدوى البكتريا المتفوقة MRSA وكلوستيريديم العسيرة Clostridium difficile، فقد قامت مراكز تقديم الرعاية الصحية والطبية بتقديم النصح والتوعية لمقدمي الرعاية المنزلية لغسل أيديهم وتطهيرها في بداية كل وردية عمل، وبعد أي اتصال مباشر مع الأشخاص، وفي نهاية كل نوبة عمل من أجل خفض نسبة انتشار هذه الأمراض والمحافظة على صحة وسلامة مرضى الرعاية المنزلية.

السيطرة على سكّري الحمل

* تصاب بعض النساء أثناء الحمل بارتفاع مستوى السكر في الدم. ونطلق على الحالة «مرض سكّري الحمل»، وهي حالة تتطلّب حذرا وانتباها شديدين للمحافظة على صحة وسلامة كل من الأم والجنين، إلا أن بعض الحوامل يخطئن التعامل الجيد مع المرض فيقعن في مضاعفاته التي لن تقتصر على الأم فقط بل سوف تطال الجنين أيضا.

ومن الحقائق العلمية أن جسم المرأة ينتج، خلال فترة الحمل، هرمونات لها تأثير على إعاقة عمل الأنسولين. وعليه تنتج المرأة الحامل كميات إضافية من الأنسولين. إلا أن بعض النساء تظل لديهن كمية الأنسولين غير كافية، فيصبن بمرض سكّر الحمل، الذي يميل إلى الاختفاء مع نهاية الحمل.

تقدم وزارة الصحة الأميركية والخدمات الإنسانية للنساء المعرضات لمرض سكّر الحمل، بعض التعليمات للمحافظة على سكر الحمل في وضع «تحت السيطرة» نذكر منها:

* على المرأة الحامل مشاركة أخصائي التغذية في وضع خطة غذائية تتناسب مع صحة كل من الأم والجنين.

*عليها أن تتجنب أكل الحلويات، وأن تتناول وجبات طعام صغيرة ومتكررة على مدار اليوم، مع مراقبة وتسجيل كمية الكربوهيدرات.

*عليها أن تأكل الفواكه الطازجة بكمية كافية، وكذلك الخضار والحبوب الكاملة.

*توصى الحامل بمزاولة التمارين الرياضية المناسبة لها لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم. ويتم تصميم جدول بالتمارين المناسبة للحامل من حيث النوعية وعدد الحصص وذلك بمساعدة الطبيب.

*عمل فحص سكّر الدم بشكل منتظم مع تسجيل النتائج للمتابعة والتحكم الجيد.

*أخذ أدوية مرض السكّر الموصوفة من قبل الطبيب بدقة وعناية.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]