أعاني من ألم ونزف قليل في الدم أثناء التغوط، ويقول الطبيب إنها حالة «شرخ شرجي».. ما هي الحالة، وما هي أفضل سبل علاجها؟
إن «شرخ (أو شق) الشرج» (anal fissure) هو تمزق في الأنسجة التي تغطي قناة الشرج. ويحصل هذا نتيجة أذية أو تضرر، مثل صعوبة التغوط عند الإمساك. وتسبب الحالة ألما حادا عند خروج البراز، غالبا ما يصاحب ببعض الدم الذي يمكن رصده على سطح المرحاض أو على لفائف أوراق المسح.
شرخ مزمن
* وتشيع حالات شرخ الشرج، وقد تتحول إلى حالات مزمنة، لأن التغوط قد يؤدي إلى حدوث تمزق جديد في منطقة التمزق الأول نفسها. وتأخذ العضلة العاصرة (sphincter muscle) الموجودة تحت موقع التمزق في التشنج، وبهذا فإنها تشد نهايات الشق بعيدا عن بعضها. وهكذا تؤدي حلقة من التشنجات والآلام إلى أضرار أكثر للأنسجة، وتمنع الشفاء.
ويمكن علاج الحالة منزليا. وأهم الأمور هنا هو إرخاء العضلة العاصرة في الشرج، وكذلك تحويل البراز إلى براز أكثر طراوة وأكثر انتظاما. وأهم أمر في العلاج هو إضافة الألياف إلى الطعام (الفواكه والخضراوات هي مصادر جيدة لها) أو تناول بعض المكملات الغذائية مثل السيليوم (psyllium) («ميتاموسيل» Metamucil) أو «ميثيلسيليلوز» (methylcellulose) («ستروسيل» Citrucel). كما أنه من المهم أيضا تناول كميات كبيرة من السوائل.
وإن لم يؤدي تناول الألياف والسوائل إلى تحسين الحالة فإنه من الممكن تناول الملينات التي تباع من دون وصفة طبية. وللعمل على إرخاء العضلة العاصرة وتخفيف الألم عليك الاستحكام بمغطس جلوس يحتوي على ماء دافئ بعد انتهاء عملية التغوط. كما يمكن للفازلين أن يخفف أعراض الحالة.
أدوية وجراحة
* هناك بعض الأدوية التي يمكن لك تجربتها. فمرهم النتروغليسرين يساعد على الشفاء بزيادته لتدفق الدم في المنطقة مما يقلل الضغط على العضلة العاصرة. ويعطى مرهم النتروغليسرين 0.4 في المائة («ريكتيف» Rectiv) بوصفة طبية. وأكثر المضاعفات شيوعا لهذا الدواء هو الصداع الذي يبدأ بعد 10 إلى 15 دقيقة من وضعه وينتهي بعد نصف ساعة من ذلك.
كما أن حقن العضلة العاصرة بسم البوتوكس يؤدي إلى شفاء بعض الشروخ، إلا أن الحالة في أغلب الأحيان لا تلبث أن تعود إلى وضعها السابق.
وإن لم تحقق هذه الأدوية النجاح المطلوب، فإن الجراحة قد تمثل أحد الخيارات. وهذه الجراحة هي استئصال جزء من العضلة العاصرة (sphincterotomy) الداخلية في الشرج بهدف إرخائها. وتؤدي هذه العملية إلى تخفيف الآلام وتمتاز بقلة احتمالات عودة الحالة المرضية إلى سابق عهدها. إلا أن الجراحة لها مخاطر قليلة في حدوث «سلس البراز» (fecal incontinence)، لذا يوصي الخبراء بتجربة الأدوية أولا للعلاج.
* طبيبة ورئيسة تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة».. خدمات «تريبيون ميديا»