استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الإنسولين لعلاج السكري

* لدي مرض السكري وعمري 53 سنة، وينصحني الطبيب بأخذ حقن الإنسولين، وأن الأدوية لا تضبط السكر لدي. لا أريد الإنسولين. بماذا تنصح؟

أشرف فاروق - القاهرة.

- هذا ملخص رسالتك. أنك متخوف من البدء في أخذ الإنسولين لعلاج السكري لديك. وبداية، من الضروري معرفتك بأهداف معالجة السكري.. هناك هدفان رئيسيان؛ الأول: ضبط نسبة سكر الغلوكوز في الدم كي يكون ضمن المعدلات الطبيعية، أي لا يرتفع كثيرا ولا ينخفض كثيرا. والهدف الثاني، منع حصول مضاعفات مرض السكري. وتشمل مضاعفات مرض السكري تلك التي قد تصيب الكلى بالضعف، والمضاعفات التي تتسبب بخلل في عمل الأعصاب بالجسم، والمضاعفات التي قد تتسبب بالضرر في شرايين القلب أو شرايين الدماغ أو شرايين الأطراف، والمضاعفات التي قد تصيب بالضرر شبكية العينين.

وعلاج مرض السكري يكون بالحبوب الدوائية أو بحقن هرمون الإنسولين للعمل على خفض أي ارتفاعات في نسبة الغلوكوز في الدم، كما يشمل العلاج أيضا متابعة مدى تطور حصول أي من المضاعفات المذكورة، أي خفض ضغط الدم إلى الحدود الطبيعية وخفض الكولسترول والدهون الثلاثية إلى المعدلات الطبيعية، وذلك لمنع حدوث أمراض الشرايين القلبية أو الدماغية أو الطرفية، ومتابعة سلامة شبكية العينين ومعالجة أي اضطرابات ناجمة عن السكري عبر الليزر وغيره. وكذا هناك وسائل علاجية لأي مضاعفات في الكلى أو الأعصاب.

والقاعدة المهمة التي عليك تذكرها هي أن كل جهد تبذله لضبط نسبة سكر الغلوكوز في الدم ذو نتائج طيبة على المدى المتوسط والبعيد في حمايتك من الإصابة بأي مضاعفات للسكري.

والوسيلة الطبيعية للجسم في ضبط نسبة السكر بالجسم هي هرمون الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس في أجسامنا. ويعالج الطبيب السكري عبر إفهام المريض أهمية أن يتناول كمية معتدلة من السعرات (كالوري) الحرارية للأطعمة اليومية، وهو ما يسميه البعض «حمية السكري» ويسمى بطريقة صحيحة «تناول كمية صحية من الأطعمة اليومية». كما يستخدم الطبيب أدوية تعمل على تنشيط البنكرياس أو تعمل على تنشيط استجابة الجسم للإنسولين القليل الذي يفرزه البنكرياس، أي رفع مستوى استفادة الجسم من الكمية غير الكافية للإنسولين التي يفرزها البنكرياس.

وحينما لا تفلح هذه الوسائل، يضطر الطبيب إلى وصف الإنسولين بصفته علاجا لا بد منه لضبط الارتفاع في نسبة السكر بالدم. ولذا، فإن وصف الطبيب للإنسولين هو إما نتيجة لأنك لم تلتزم كما يجب بمساعدة نفسك على علاج السكري لديك، أو نتيجة لأن جسمك لا ينتج بالفعل الإنسولين.

ثقة الفتيات بالنفس وصورة الجسم

* ابنتي عمرها 15 سنة، وألاحظ عليها عدم ثقة في نفسها وعدم تقبل لشكلها، وهي متوسطة الجمال وليست غير جميلة بكل المعايير، كيف أتعامل مع هذه المشكلة؟

أم رزان - جدؤة.

- هذا ملخص رسالتك المهمة. والمشكلة التي تحدثت عنها تعاني منها بعض الفتيات وتلاحظها أمهاتهن ويتعاملن معها إما بإنكار وجود المشكلة أو بغيرها من الطرق التي لا تواجه المشكلة للعمل على إزالتها بطريقة متدرجة وصحيحة.

بالنسبة للفتيات وغيرهن، فإن الصورة الصحية للجسم جزء من تكوين مقومات الثقة بالذات، ومن الضروري للفتاة أن تكون لديها حالة صحية صحيحة لصورة جسمها، وعدم وجود هذا الرضا عن صورة أجزاء الجسم يسبب ضغوطا نفسية للفتاة دون داع. وحفاظ الفتاة في فترة المراهقة على صورة صحية عن جسمها أمر صعب، أي في فترة التغيرات التي تطرأ على الجسم خلال فترة المراهقة.

وثمة عدة عوامل قد تضر بصورة الفتاة عن جسمها، منها زيادة الوزن الطبيعي وغيرها من التغيرات البدنية خلال ظهور علامات المراهقة والبلوغ، ومنها ضغط الزميلات والأقران في المدرسة أو محيط الأسرة حول مدى جاذبية وجمال جسمها، ومنها تلك الصور المثالية وغير الواقعية وغير الطبيعية التي تروج لها وسائل الإعلام المختلفة حول الجمال والجاذبية، ومنها كذلك تعليقات الأم أو الأب حول الانزعاج من زيادة وزن الفتاة أو عدم اهتمامها بمظهرها.

وهناك عواقب سلبية حينما لا تجد الفتاة نفسها ذات مظهر جمالي لجسمها، والأمر قد يبدأ بالخجل والشعور بعدم الجاذبية أو حتى ربما البشاعة، وفي أحيان كثيرة جدا لا مبرر لها إطلاقا، مثل اعتقاد الفتاة أنها سمينة وهي ليست كذلك إطلاقا، أو أن أنفها كبير وهو ليس كذلك إطلاقا. وبالتالي يتطور الخجل إلى تدني الثقة بالنفس ونقص احترام الذات، ثم إلى الاكتئاب، وهو ما قد تجد الفتاة الحل له باضطرابات في الأكل، أي إما إفراط أو نقص تناول الطعام أو عدم تناول بعض الوجبات أو اللجوء إلى القيء أو تناول أعشاب أو أدوية للتخسيس وغيرها.

وتشير بعض الدراسات الطبية إلى لجوء بعض الفتيات إلى التدخين على أنه وسيلة لتقليل شهية الأكل، أو اللجوء إلى إجراء عمليات التجميل على أنه حل للمشكلة الوهمية التي لديها، أو حتى التعلق الوهمي بأن إجراء العملية التجميلية هو الحل حتى لو لم تجر أيّا من تلك العمليات.

الحلول تبدأ من صراحة الحديث بين الأم وابنتها عن صورة الجسم وكيفية بناء الإنسان تصور صورة جسمه، وعند مناقشة صورة الجسم يجب على الأم أن تشرح آثار البلوغ على تكوين وشكل وحجم الجسم، وأن زيادة الوزن جزء طبيعي خلال تلك المرحلة العمرية، ويجب أن تتم مناقشة الاهتمام بوزن الجسم عبر الحرص على تناول الأطعمة الصحية، أي يكون التركيز على تناول الطعام الصحي بوصفه سلوكا حياتيا وليس وسيلة ضرورية لخفض وزن الجسم.

وللتقريب يتم إيراد مثال استخدام الفرشاة والمعجون لتنظيف الأسنان، فإن ما يقال للفتاة هو أن تنظيف الأسنان ضروري للحفاظ على سلامة الأسنان من التسوس واللثة من الالتهابات، ولا يقال لها مباشرة إن استخدام الفرشاة والمعجون هو لجعل رائحة الفم غير كريهة، لأن الفتاة حينها قد تبدأ في التفكير بأنه ربما لديها مشكلة رائحة الفم. كما أن وضع ضوابط في الأسرة لمنع استخدام عبارات جارحة من قبل أفرادها حول سمنة أحدهم أو شكل صورة آخر ضروري، وكذلك بناء معلومات صحيحة لدى الفتاة حول كيفية تقييم وزنها وما هو الطبيعي وكيفية معرفة ذلك، وتشجيعها على ممارسة التمارين الرياضية للرشاقة واللياقة البدنية العالية وغيرها من الوسائل التي تبعث لديها الثقة بسلامة خلقتها من الأمراض.