«الخرف الوعائي».. وســـبل الوقاية منه

ينجم عن انسداد الأوعية الدموية

TT

شخّص أن والد زوجي مريض بالخرف الوعائي (الناجم عن ضيق وانسداد الأوعية الدموية)، وأشار طبيبه إلى أن أمراض القلب ربما تكون قد ساهمت في حدوث هذه المشكلة. ما هذا النوع من الخرف؟ وما الذي يجب علي القيام به لمساعدة زوجي على تفادي حدوثه؟

تشمل الإصابة بالخرف حدوث فقدان للذاكرة، وتشوش، وتغيرات في الشخصية، وكذلك تدني قدرات الشخص المصاب به على تنفيذ نشاطاته اليومية المعتادة. ويعاني منه الملايين من كبار السن.

أسباب الخرف الوعائي

* تعتبر الإصابة بمرض ألزهايمر إحدى الأسباب الرئيسية للخرف، ويحدث المرض نتيجة عملية تراكم متواصلة لكتل من البروتين داخل خلايا المخ وفي ما حولها، وتؤدي هذه الكتل إلى منع الخلايا من الاتصال بعضها ببعض، وقد تقود في النهاية إلى القضاء على الخلايا نفسها.

أما النوع الثاني للخرف فهو الخرف الوعائيvascular dementia الذي يظهر عندما لا تتمكن الأوعية الدموية من توفير إمدادات كافية من الأكسجين إلى المخ. وعادة، فإن الانسدادات الصغيرة (في مجرى الدم) تحرم بعض خلايا الدماغ من الأكسجين مما يؤدي إلى موتها.

إلا أن الأضرار التي تحدث في الدماغ، في معظم الأحيان، تكون ضئيلة بحيث لا يلاحظها الأشخاص المعرضون لها، أو عائلاتهم، أو أصدقاؤهم. وفي الواقع، فإن هؤلاء الأشخاص يصابون بسلسلة من أشكال السكتة الدماغية الصغيرة.

ولذا، فإن تدهور القدرات العقلية يحدث في نسق «متدرج»، مما يعني أن المصاب يعاني من انحدار في مستوى الإدراك، ثم يبدو مستقرا، ثم يتدهور الإدراك مجددا لديه بعد حدوث سكتة دماغية صغيرة.

الأعراض

* وقد تشمل الأعراض: التشوش، واختلال النطق، أو ضعف التفكير. وفي حالات أندر يمكن أن يحدث الخرف الوعائي نتيجة التعرض لسكتة دماغية قوية (تحدث بعد انسداد مجرى الدم مسببة ضررا كبيرا في المخ). وقد تسبب هذه الحالات تغيرات عقلية مفاجئة، تصاحبها أحيانا حالات الشلل واختلال النطق.

ويعتمد ظهور الأعراض على موقع الضرر في المخ وامتداداته.. ولذلك، فإن العرض الرئيسي للخرف الناجم عن مرض ألزهايمر - وهو فقدان الذاكرة - يمكن أن لا يظهر لدى المصابين بالخرف الوعائي. وعلى المنوال نفسه، فإن بعض إخفاقات التفكير قد تظهر (مثل صعوبة إجراء العمليات الحسابية)، بينما تظل جوانب أخرى للإدراك (مثل القدرة على التخطيط) باقية.

وتظل خيارات العلاج محدودة بعد الإصابة بالخرف الوعائي. وقد توصف أحيانا للمصاب أدوية علاج ألزهايمر، إلا أنها لا تقدم في أحسن الأحوال إلا حماية مؤقتة وقليلة لقدرات الإدراك.

درء الخرف الوعائي

* وتؤثر عوامل عديدة في زيادة خطر الإصابة بالخرف الوعائي.. وهي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكولسترول، ومرض السكري، وأمراض القلب، كما تلعب دورها عوامل التدخين وزيادة الوزن. ولذا، فإن التركيز ينصب على مكافحة هذه العوامل.

وتقدم جمعية القلب الأميركية وجمعية السكتة الدماغية الأميركية توصياتها التي نشرت في سبتمبر (أيلول) 2011 في مجلة «ستروك» بهذا الشأن لدرء الإصابة بالخرف الوعائي. وهذه التوصيات مماثلة للتوصيات المتبعة لحماية القلب والشرايين التي تحمي القلب أيضا، وتشمل:

- التحكم في ارتفاع ضغط الدم، وفي مستويات الكولسترول والسكر في الدم.

- الإقلاع عن التدخين.

- اتباع نظام غذائي صحي للقلب مثل نظام غذاء البحر المتوسط الغني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والسمك الدهني والدهون غير المشبعة.

- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

- التمتع بحياة عائلية وعلاقات مع الأصدقاء.. وتنشيط حدة الذهن بالتعلم والهوايات.

- التخلص من الكآبة.

* طبيب، رئيس تحرير «رسالة هارفارد للصحة العقلية»، خدمات «تريبيون ميديا»