إستشارات

TT

* ما علاقة تناول البيض بالكولسترول في الدم، وهل على الإنسان تجنب تناول البيض؟

الدكتور ع. طاهر - القاهرة - هذا ملخص الأسئلة في رسالتك حول مدى حقيقة النصيحة الطبية المتوارثة حول تجنب تناول البيض لمنع حصول ارتفاع في نسبة الكولسترول بالدم. والموضوع مهم، لأن هناك أقوالا طبية متضاربة، وكثير من الأطباء ينصح الناس بنصائح غذائية ربما لا أصل علميا لها أو ربما أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أنها غير صحيحة.

وألخص لك الأمر بعبارة ذكرتها فيكتوريا تيلور، اختصاصية أولى في التغذية بجمعية القلب البريطانية، في مقالتها على موقع الجمعية في فبراير (شباط) 2011 بعنوان «الحقيقة حول البيض والكولسترول» والذي قالت فيه: «الموضوع ليس حول ما هي كمية الكولسترول في البيض الذي نتناوله، بل هو حول كيف نطهو البيض قبل تناوله. وهذه عبارة دقيقة، ودعني أوضح هذا الأمر».

البيض أحد المنتجات الغذائية الطبيعية الغنية بالمواد المفيدة جدا للجسم، وهو غذاء أقل ما يقال فيه إنه عظيم ومفيد جدا. والبيض مكون من صفار وبياض. والصفار يحتوي على المعادن والفيتامينات والدهون والكولسترول ونحو نصف كمية البروتينات في البيضة الواحدة، والبياض مكون من بروتينات.

ولا شك أن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم هو شيء ضار بصحة الشرايين القلبية والدماغية، ولكن السؤال هو لماذا ترتفع نسبة الكولسترول وما سبب ذلك؟

إن الكولسترول الذي في الدم يأتي 80 في المائة منه من الكبد الذي يصنع الكولسترول، و20 في المائة يأتي من الغذاء الذي نتناوله. وما يحفز الكبد على إنتاج الكولسترول هو عوامل عدة، من أهمها الجينات الوراثية وكمية الدهون الحيوانية المشبعة التي نتناولها في غذائنا. ومصدر الدهون الحيوانية المشبعة هي اللحوم والشحوم والزبدة والحليب الكامل الدسم. أما الدهون التي في البيض فهي غالبا دهون غير مشبعة، وكمية الدهون المشبعة في البيض ضئيلة جدا.

وكان سبب خلط النصائح الطبية بين البيض وارتفاع نسبة كولسترول الدم قد حصل في ستينيات القرن الماضي حينما اكتشف العلماء آنذاك أن أمراض شرايين القلب والدماغ لها علاقة بارتفاع نسبة كولسترول الدم. وحينما نظر وقتها الأطباء في الولايات المتحدة وغيرها إلى أطعمة الناس في ذلك الوقت، وجدوا أن البيض من المنتجات الغذائية العالية المحتوى بالكولسترول، وتلقائيا، ودون إجراء دراسات علمية لإثبات علاقة السبب بالنتيجة، قالوا إن الإكثار من تناول البيض يؤدي إلى ارتفاع نسبة كولسترول الدم وبالتالي ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب. وهذا ما ثبت علميا لاحقا أنه غير صحيح.

البيضة الواحدة تحتوي نحو 180 ملليغراما من الكولسترول، والنصيحة الطبية تطلب أن يتجاوز المرء الخالي من أمراض الشرايين القلبية ومسبباتها، تناول كمية 300 ملليغرام من الكولسترول يوميا. كما تطلب من مرضى القلب عدم تجاوز تناول كمية 200 ملليغرام من الكولسترول يوميا.

وما ثبت علميا أن في البيض مواد طبيعية، وتحديدا مواد «ليسيثين» في صفار البيض، تمنع الأمعاء من امتصاص الكولسترول، كما ثبت علميا أن امتصاص الأمعاء للكولسترول يحدث حينما يكون الكولسترول مختلطا بدهون حيوانية مشبعة. ولذا هناك فرق بين تناول بيض مقلي بالسمن الحيواني أو الزبدة أو مختلط بلحوم، وبين بيض مسلوق يتناوله المرء في وجبة إفطار أو عشاء خالية من الزبدة أو اللحوم أو مشتقات ألبان كاملة الدسم. ولذا قالت الباحثة البريطانية المتقدمة الذكر: «إن البحوث أثبتت اليوم أن ارتفاع الكولسترول في أجسامنا هو في الحقيقة نتيجة ارتفاع تناولنا للدهون الحيوانية المشبعة وليس نتيجة الإكثار من تناول مادة الكولسترول. ولذا فإن الإكثار من تناول البيض المقلي بالزبدة أو الممزوج بالجبن في (الأومليت) ربما يتسبب في رفع الكولسترول في الدم، بينما البيض المسلوق أو المقلي من دون السمن أو الزبدة الحيوانية هو شيء جيد ولا توجد محاذير صحية منه ضمن وجبات صحية متوازنة المحتوى».

ولاحظ معي أن الكولسترول مادة شمعية تختلف في تركيبها الكيمائي جذريا عن التركيب الكيميائي للدهون عموما. وأن الدهون تنقسم إلى نوع حيواني مشبع، ونوع نباتي غير مشبع. وأن الكولسترول لا يوجد إلا في المنتجات الغذائية الحيوانية، وأن جميع المنتجات الغذائية النباتية هي خالية من الكولسترول، وهو ما يشمل أن الزيوت النباتية الطبيعية خالية بالأصل من الكولسترول.

ومع هذا كله، كما تقول النشرات العلمية الصادرة عن «مايو كلينك» بالولايات المتحدة، صحيح أنه من غير الثابت علميا أن تناول البيض بطريقة صحية لا علاقة له باحتمالات إصابة الأصحاء من الناس بأمراض شرايين القلب، إلا أن على مرضى القلب أن يتنبهوا. والمعنى، أن مرضى شرايين القلب ومرضى السكري ومرضى ارتفاع الكولسترول عليهم الحذر، ومعنى الحذر هو الحرص على تناول البيض بطريقة صحية وعدم الإكثار منه، أي مثلا لهم أن يتناولوا وجبة مكونة من بيضتين ومرتين في الأسبوع. والأهم هو الحرص على تقليل تناول الدهون المتحولة الموجودة في الزيوت النباتية التي تعرضت لعملية الهدرجة الصناعية، والحرص أيضا على تقليل تناول الدهون الحيوانية المشبعة.

* تبييض الأسنان

* ما الذي يساعد على لون صحي للأسنان؟

ريما - الرياض - هذا ملخص سؤالك عن الأطعمة التي تساعد على حفظ لون طبيعي للأسنان. وكثيرا ما يقال إن حفظ اللون النظيف والطبيعي للأسنان يبدأ من المطبخ، أي مما نتناوله من أطعمة ومشروبات. والملاحظ علميا أن تناول الخضراوات والفواكه الصلبة نسبيا والغنية بالألياف يسهم في ما نتحدث عنه، مثل تناول الجزر أو التفاح أو غيرهما. وهذه الأطعمة تحفز أيضا إفراز اللعاب، والفراولة مثلا تحتوي إنزيمات تعمل كمبيض طبيعي للأسنان، والبروكلي والقرنبيط يحتويان على معادن تمنع تراكم صبغات بعض أنواع الأطعمة والمشروبات.

وأي أطعمة أو مشروبات قادرة على صبغ لون القميص الأبيض، هي أيضا قادرة على صبغ الأسنان، مثل القهوة والشاي أو الكولا أو غيرها. ولذا يكون الحرص على مضمضة الفم بعد الفراغ من تناولها.

والأهم، الحرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون وتخليل ما بين الأسنان للتنظيف بالخيط الطبي. والحرص أيضا على المتابعة لدى طبيب الأسنان لاستشارته حول الأنواع التي تتوفر في الصيدليات كمعاجين أو مستحضرات لتبييض الأسنان، لأن أنواعها مختلفة والمواد الكيميائية فيها مختلفة.

* صمامات القلب الصناعية والحيوانية

* ابنتي لديها تسريب شديد في الصمام الميترالي نتيجة التهاب روماتيزمي، وتحتاج عملية زراعة صمام، هل الصمام المعدني أفضل من الصمام الحيواني؟

أبو سهام - الرياض - هذا ملخص رسالتك. ولم يتضح لي من رسالتك عمر ابنتك وهل لديها أطفال أو ترغب في الحمل لاحقا، وما هي حالتها الصحية في الوقت الحالي وما حالة الصمامات الأخرى لديها.

بالعموم، هناك ثلاثة أنواع من الصمامات التي يمكن زراعتها، إما صمام صناعي، أو صمام نسيجي حي، أو صمام مأخوذ من نفس قلب المريض، وتحديدا الصمام الرئوي. والصمام النسيجي الحي، إما حيواني أو مكون من أنسجة بشرية.

الصمامات الصناعية أو الميكانيكية مكونة إما من مواد معدنية ومواد كربونية بلاستيكية عالية الكفاءة والقدرة على التحمل. ولاحظ معي حقيقة وهي أن القلب فيه أربعة صمامات، والصمام الواحد يفتح ويغلق 40 مليون مرة تقريبا في السنة. أي مع كل نبضة للقلب. ولذا فإن الصمامات من التراكيب المهمة في القلب، وسلامتها من الأمراض أمر مهم، فوجود أمراض فيها يكون ذا تأثيرات متفاوتة على القلب بناء على درجة عدم كفاءة العمل وبناء أيضا على قوة وحجم القلب وانتظام إيقاع نبض القلب وعوامل أخرى مهمة. حينما يكون هناك تسريب شديد في الصمام الميترالي، ويقرر الطبيب أنه ليس بالإمكان إصلاح الصمام الطبيعي الموجود خلقة بالجسم، فإنه يقرر زراعة صمام جديد. والأنواع المقترحة إما صمام صناعي أو صمام نسيجي حي. ولكل واحد من النوعين مميزات. الصمامات الميكانيكية الصناعية، أو المعدنية، ذات كفاءة عالية في العمل ولفترات زمنية طويلة، أي لا تبلى غالبا، ولكن هناك دائما خطرا أن تتكون على أجزاء الصمام المعدني خثرات وتجلطات دموية، ولذا يجب على المريض الذي يزرع له صمام معدني أن يتناول طوال مدة بقاء هذا الصمام في الجسم، أي غالبا طوال العمر، أدوية مسيلة للدم أو مانعة لتكوين التخثرات، مثل عقار ورافرين. وهذا العقار يتطلب أن تتم متابعة نسبة تأثيره على سيولة الدم عبر إجراء تحاليل سيولة الدم.

أما الصمامات النسيجية، الحيوانية غالبا، فهي مكونة من أنسجة حيوانية مأخوذة إما من الخنزير أو البقر. وصحيح أن زراعتها لا تتطلب تناول أدوية منع التخثر طوال العمر، إلا أن عمرها عملها الافتراضي بكفاءة هو أقصر من العمر الافتراضي للصمامات الميكانيكية، أي أننا نتحدث عما بين عشر إلى خمس عشرة سنة في الغالب.

وحالات الحمل والولادة تتطلب عدم حصول زيادة في سيولة الدم، ولذا النساء الشابات أو النسوة اللاتي يرغبن في الحمل لاحقا يفضل أن تتم لهن زراعة صمامات غير ميكانيكية، أي صمامات نسيجية حيوانية.