استشارات

د. حسن صندقجي

TT

تسريب الصمام المايترالي

* هل العملية الجراحية ضرورية لعلاج التسريب في الصمام المايترالي؟

أسعد - الإمارات - هذا ملخص رسالتك. ونصيحتي الاستمرار بالمتابعة مع طبيبك، ومناقشتك حال نصحه بأي وسيلة علاجية سواء كانت جراحية أم بالقسطرة. ولاحظ معي أن طريقة علاج التسريب في الصمام المايترالي تعتمد على درجة الشدة في التسريب وعلى حالة قوة القلب ونوعية درجة الأعراض التي تشكو منها. والهدف من المعالجة هو تخفيف حدة الأعراض التي ربما تعاني منها، أي ضيق التنفس مع بذل الجهد وغيره، والهدف الثاني حماية قوة عضلة القلب من أن يعتريها أي ضعف، وحماية الصمام من أي التهابات ميكروبية في بعض الظروف التي ربما تكون سببا في التهاب الصمام بالميكروبات.

ولذا يعتمد الطبيب نهج المتابعة الطبية لاستمرار الملاحظة لأي أعراض في حالات التسريب البسيط أو المتوسط. وتتم المراقبة بشكل أكثر وفي فترات زمنية متقاربة حال وجود تسريب شديد في الصمام المايترالي، والهدف هنا معالجة الأعراض بالأدوية التي تخفف حدتها وأيضا ملاحظة بدايات نشوء أي ضعف في قوة عضلة القلب. ولاحظ معي أن المتابعة ليس معناها الإهمال أو عدم الاهتمام، بمعنى أن المتابعة مهمة وليس من الضروري أن يستعجل الطبيب في التدخل للعلاج الجراحي للصمام، بل المطلوب إجراء العملية الجراحية في الوقت اللازم لذلك، وهو ما يحدده الطبيب وفق عدة معطيات تبدو للطبيب من فحص المريض وسؤاله ونتائج تصوير الأشعة الصوتية للقلب.

وحين يقرر الطبيب توجيه النصيحة للمريض بضرورة إجراء العملية الجراحية، فإن الاختيارات إما عملية إصلاح الصمام الطبيعي أو زراعة صمام صناعي. والصمام الصناعي على نوعين؛ إما ميكانيكي معدني، أو صناعي مكون من أنسجة حيوانية.

التثاؤب والأمراض

* ألاحظ أن البعض يتثاءب أكثر من المعتاد، ما معنى ذلك؟ وهل كثرة التثاؤب لها علاقة بأي من الأمراض؟

أم طلال - الدمام - هذا ملخص رسالتك. التثاؤب فعل ربما لا يستغرق أكثر من 6 ثوان في الغالب، ولكن يحصل خلاله أخذ نفس عميق ثم إخراج الهواء بسرعة مع شد للذراعين وتحريكهما في الهواء ببطء وعبوس في الوجه وضيق في فتحة العينين وربما خروج قطرة من الدمع، ومع تمدد العضلات تزداد سرعة نبضات القلب. وبالعموم، فإن غالبية فصيلة الفقريات يتكرر لديها فعل التثاؤب خلال اليوم، وبعضها ربما 10 مرات في الساعة، خاصة في ساعات الصباح الأولى، وقبل فترة النوم. ولدى البشر، يبدأ الطفل الجنين بعمر عشرة أسابيع بالتثاؤب.

وليس من المعلوم هل هو علامة على الإرهاق والتعب أم علامة على الملل أم علامة على النعاس وحلول وقت الخلود إلى النوم أم رسالة يوجهها المرء للغير. والشيء الأكيد، أن التثاؤب ليس بالضرورة مؤشرا على الحاجة إلى النوم، وإلا لماذا يتثاءب البعض بعيد الاستيقاظ وأخذ قسط كاف منه؟ ولماذا يتثاءب البعض في أوقات النهار التي يكون فيها بكامل يقظته؟ ولماذا يتثاءب البعض بمجرد رؤية أحدهم وهو يتثاءب.

ولأن التنفس بعمق، كما يحصل في التثاؤب، يهدف إلى تزويد الرئة بمزيد من الهواء المحتوي على الأكسجين ويخلص الرئة من كمية فائضة من غاز ثاني أكسيد الكربون، فإن البعض يعتقد أن التثاؤب فعل لا إرادي للجسم في محاولة لرفع نسبة الأكسجين في الدم حال انخفاضه أو في محاولة لتخليص الجسم من كمية متراكمة من غاز ثاني أكسيد الكربون. ولكن هذا أيضا غير صحيح، وهناك تجارب كثيرة لم تلحظ أن نقص أكسجين الدم يعني ارتفاع القيام بعملية التثاؤب أو أن ارتفاع الأكسجين في الدم يؤدي إلى نقص القيام بعملية التثاؤب، وكذا الشيء نفسه بالنسبة لانخفاض أو ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون.

كما لا يعرف بشكل دقيق لماذا التثاؤب حالة «معدية» وبمجرد رؤية إنسان يتثاءب ربما تثاءب البعض من حوله. ودون الخوض في عشرات النظريات المطروحة اليوم حول أسباب التثاؤب، التي لم يثبت صحة أي منها، فإن هناك بالفعل عدة أمراض عصبية من مظاهرها كثرة التثاؤب، ومنها مرض التصلب اللوحي المتعدد والتصلب الجانبي الضموري، وبعد التعرض للإشعاعات العلاجية، وبين الأشخاص الذين عولجوا من مرض الشلل الرعاشي، وقبل بدء نوبة الصداع النصفي. ويقل التثاؤب لدى مرضى الفصام العصبي. وأرجو أن يكون هذا كافيا للإجابة عن تساؤلك.

غاز الهيليوم في البالونات

* هل استنشاق غاز الهيليوم ضار؟

عبد العزيز الغامدي - جدة - هذا ملخص رسالتك التي تحدثت فيها عن ملاحظتك أنه في أحد الأفلام استنشق طفل غاز الهيليوم وبدأ بعدها الغناء بصوت ذي حدة عالية شبيهه بصوت «دونالد دك» في أفلام الكارتون، وسؤالك عن أضرار غاز الهيليوم حال استنشاقه ومدى تسببه بالفعل في تغيير نبرة الصوت. وهناك جانبان في سؤالك؛ الأول يتعلق بصوت الكلام، والثاني يتعلق بغاز الهيليوم.

وبداية علينا ملاحظة كيفية صدور الصوت من أحدنا حال الكلام أو الغناء أو الصراخ ولماذا يختلف الناس في نوعية الصوت الذي يصدرونه في تلك الأحوال، وصوت الكلام نتيجة للخصائص الفيزيائية للهواء ومكونات الغازات فيه، وشكل وحجم الحلق والفم والجيوب الأنفية واللسان والشفاه وتراكيب أخرى في مجرى الهواء الخارج من الرئة.. وإضافة إلى الصوت المعتاد للمرء، هناك تغيرات نجريها لكي نصدر أصواتا نقلد فيها آخرين.

والصوت يبدأ من جزء في الحلق يدعى الحنجرة، أو صندوق الصوت، حيث تهتز الحبال الصوتية في تلك المنطقة مع مرور الهواء بين تلك الحبال الصوتية.

ويعتمد اختلاف درجة الحدة وغيرها من صفات الصوت، على طول وسماكة ومرونة اهتزاز تلك الحبال ومدى خلوها من أي اختلال في شكلها. ولذا يكون صوت الرجال عادة أقل حدة من النساء نظرا لاختلاف طول وسمك الحبال الصوتية.

وغاز الهيليوم أحد الغازات التي هي أخف من الهواء، ولذا ترتفع البالونات المحتوية على غاز الهيليوم. ولذا أيضا، فإن سرعة الصوت في غاز الهيليوم هي أسرع بمقدار أكثر من الضعف مقارنة بسرعة الصوت في الهواء. وكلما زادت سرعة الصوت، زادت حدة الصوت.

واستنشاق «نفس» أو «نفسين» من غاز الهيليوم بالعموم غير ضار لو وقع بطريق الخطأ، ولكن يجب الحذر من تعمد استنشاقه، وهو ما يعني أن على منتجي الأفلام والمسلسلات مراعاة أن البعض قد يقلد الممثلين بجهالة، وبدلا من استنشاق كمية قليلة غير ضارة، فإن الأطفال ربما يتعمدون استنشاق أكثر دون دراية بأضرار ذلك. والسبب أن هناك كثيرا من التقارير الطبية المنشورة في عدة مجلات طبية تحدثت عن أضرار وقعت على أشخاص استنشقوا ذلك الغاز مما أدى إلى نقص في كمية الأكسجين في الدماغ نتيجة لنقص وصول الأكسجين إلى الرئتين حال تنفس قليل المحتوى بالأكسجين وعالي المحتوى بغاز الهيليوم، كما تم الحديث في الأوساط العلمية عن حوادث تلف في الرئة وحويصلاتها الهوائية نتيجة لاستنشاق غاز الهيليوم المضغوط واندفاعه إلى الرئة بقوة.

وهناك استخدامات طبية محدودة لمزج غاز الهيليوم بهواء التنفس في بعض حالات أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وفي حالات الارتفاع السريع خلال عملية الغوص، ولكن لا مجال لعرضها لعدم جدوى ذلك في مقام العرض هذا.