بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

محقنة الفم الطبية للأطفال

* إن محقنة الفم الطبية هي الأداة المثلى لإعطاء الطفل دواءه. وهناك خطأ شائع وجسيم تقع فيه كثير من المجتمعات عندما تستخدم الأم ملعقة الأكل أو الشاي كمقياس لجرعة الأدوية السائلة (الشراب) لطفلها، فتقع حتما في الخطأ لعدم تمكنها من إعطاء الجرعة المطلوبة بالتحديد. ويكون لهذا التصرف العشوائي نتائج سيئة خاصة إذا كان الدواء أحد المضادات الحيوية، وتزداد الخطورة كلما صغر عمر الطفل.

ولتأكيد ذلك فقد أورد عدد من القنوات الإخبارية نتائج دراسة أميركية حديثة صادرة عن كلية الطب بجامعة تافتس بولاية بوسطن، إضافة إلى جامعة هنري دونانت باليونان محذّرة من مخاطر استخدام ملاعق الشاي والطعام لقياس جرعات الأدوية التي يتم إعطاؤها للأطفال نتيجة لعدم ملاءمة تلك الأدوات في تحديد جرعات الأدوية بالتمام، واحتمال إعطاء الطفل جرعة أقل أو أكثر بكثير من احتياجه من الدواء مما ينطوي على الكثير من المخاطر.

والصواب هنا أن يتم، لقياس جرعات الدواء، استخدام محقنة الفم الطبية ذات مؤشرات القياس والتي تضمن إعطاء الجرعة المطلوبة بدقة أكثر.

حدوث الحمل مع الإرضاع

* من الأخطاء الشائعة أن تستبعد المرأة حدوث الحمل طالما أنها ترضع طفلها المولود، وبذلك تعطي لنفسها الأمان ولا تستعمل أيا من وسائل منع الحمل في حالة عدم الرغبة في الحمل التالي مبكرا، إلا أنها تفاجأ بأنها حامل بعد إجراء فحص الحمل.

والصواب هنا أن لا تستبعد المرأة أن تحمل خلال شهور الرضاعة الطبيعية، خاصة بعد مرور فترة ستة أسابيع بعد الولادة مباشرة وهي الفترة الآمنة فعلا ضد الحمل.

والسر في ذلك يعود إلى هرمون الحليب «البرولاكتين» Prolactin Hormone الذي يزداد إفرازه أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، وهو يعتبر وسيلة طبيعية للحد من الخصوبة عند المرأة المرضعة حيث يعمل على تقليل قدرتها على الحمل من خلال تأثيره على عمل الهرمونات الأخرى الخاصة بالتبويض والحمل. إلا أن درجة نجاح هذه الوسيلة تعتمد على كمية إفراز الهرمون والذي بدوره يعتمد على استمرار الإرضاع وانتظامه طوال اليوم والليل.

وحدوث الحمل خلال فترة الإرضاع يكون بسبب عدم الانتظام في الإرضاع الطبيعي، وبالتالي حدوث خلل واضطراب في إفراز هرمون البرولاكتين. وهذه الحالة تسجل عادة مع الأمهات العاملات اللاتي يتعذر عليهن الإرضاع طوال النهار بسبب العمل وكذلك في الليل لحاجتهن للنوم والراحة.

وعليه فننصح المرأة الوالدة حديثا، والتي لا ترغب في حدوث الحمل مباشرة، باتباع إحدى الطريقتين التاليتين بجدية تامة:

1. إذا كانت ظروفها الاجتماعية تسمح لها بالإرضاع نهارا وليلا، فعليها أن تلتزم بعملية الإرضاع الطبيعي باستمرار على امتداد النهار والليل.

2. إذا كانت لديها ارتباطات عملية تعوق انتظامها في الإرضاع، فيجب أن تستشير طبيب النسائية والولادة في وصف إحدى وسائل منع الحمل التي تناسبها شخصيا.

الحمية الغذائية لدرء حصى الكلى من الأخطاء الشائعة عند مرضى حصى الكلى والذين لديهم استعداد لتكوين الحصى أنهم يعتمدون كلية على تناول الأدوية لمنع تكوين الحصى ولا يلتزمون بالحمية الغذائية على الرغم من تأكيد الطبيب عليها ونصائح أخصائي التغذية العلاجية بها. وقد أكدت معظم الدراسات أن لنوع الطعام تأثيرا إيجابيا أو سلبيا على تكوين حصى الكلى. ومن تلك النصائح ما يلي:

* الامتناع أو الإقلال من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل منتجات الألبان وسمك السالمون والحمص، التي تزيد من خطر تكوين الحصى.

* الامتناع أو الإقلال من الأطعمة التي تحتوي على الأوكزالات مثل السبانخ والفول السوداني والشوكولاته والشاي، التي تشارك في تكوين حصى الكلى والمرارة.

* الامتناع أو الإقلال من تناول البروتين مثل اللحوم بأنواعها حيث أثبتت الدراسات أن حصاة الكلية تكون أكثر لدى الناس الذين يتناولون اللحوم بشكل كبير.

* وأخيرا، ينصح الأشخاص الذين يعانون من حصى الكلى عادة بشرب لترين من الماء على الأقل حيث إنه قد يؤدي إلى المرور التلقائي للحصى التي لا يزيد قطرها عن نصف سنتيمتر.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]