استشارات

TT

علاج جرثومة المعدة

* أجريت تحليل الدم لجرثومة المعدة، ونصحني الطبيب بإجراء المنظار، هل يجب إجراؤه؟

عمر العتيبي - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. ولم يتضح لي هل لديك أي أعراض، أو لماذا تم إجراء تحليل الدم لجرثومة المعدة لك، وما الدواعي التي يجب أن يكون قد ذكرها الطبيب لك لكي تجري فحص المعدة بالمنظار.

وبداية، فإن جرثومة المعدة تدخل إلى المعدة عن طريق الفم، خاصة في فترة الطفولة، ووسيلة الانتقال هي عبر التلوث باللعاب أو البراز أو القيء لشخص لديه الجرثومة، ولذا فإن النظافة الشخصية أول وسائل الوقاية، والظروف التي ترفع من احتمال الإصابة بالجرثومة تشمل شرب المياه غير النظيفة أو العيش في بيئة سكانية مزدحمة أو العيش مع شخص مصاب بالجرثومة.

وجرثومة المعدة تستوطن المعدة وتنمو وتتكاثر فيها على الرغم من الظروف البيئية الصعبة والقاسية في المعدة، وتحديدا شدة حموضة إفرازات المعدة التي غالبا ما تقضي على أنواع كثيرة من البكتيريا. ووجود جرثومة المعدة في معدة الإنسان أمر شائع، وتذكر الإحصاءات العالمية أن نحو نصف سكان الكرة الأرضية توجد لديهم في معدتهم جرثومة المعدة. وغالبية هؤلاء الناس الذين تستوطن هذه الجرثومة في معدتهم لا يشعرون بأي شيء، وقد لا يشعرون بأي شيء طوال حياتهم جراء وجودها لديهم. ولذا، فإن وجود جرثومة المعدة في معدة الإنسان لا يعني أن ضررا ما يصيب الإنسان نتيجة لذلك، ولا يعني وجودها أن على الطبيب أن يعالجها لدى إنسان ما للقضاء عليها.

وليس معروفا ولا مفهوما طبيا لماذا تنشأ لدى بعض الناس مشكلات في المعدة نتيجة وجود الجرثومة في معدتهم وكثيرون غير لا يشعرون بشيء على الرغم من وجودها لديهم في معدتهم. وربما كما يعتقد بعض العلماء، أن لدى غالبية الناس قدرة على مقاومتها والحد من تأثيراتها السلبية، بينما يفتقد آخرون القدرة تلك، وبالتالي، يمكن أن تتسبب لهم جرثومة المعدة بالتهابات وقروح في المعدة أو الاثنا عشر.

وعليه، لو شعر المرء بأي أعراض، أو تسببت الجرثومة في التهابات أو قروح، فإن المعالجة والقضاء على الجرثومة يكون ضروريا، وذلك عبر الأدوية الخاصة للقضاء عليها. والأعراض المقصودة التي ربما تدل على أن الجرثومة قد تعيث فسادا في المعدة تشمل ألما أو حرقة في أعلى البطن، والقيء، وتكرار التجشؤ، ونفخ البطن، وتناقص الوزن. وتتأكد ضرورة مراجعة الطبيب حينما تصاحب هذه الأعراض أو أي منها صعوبات في بلع الأطعمة والمشروبات أو تغير لون البراز نحو اللون الأسود أو قيء مواد تحتوي على دم أو مواد سوداء اللون.

وهناك عدة وسائل يمكن للطبيب بها فحص مدى وجود الجرثومة لدى إنسان ما، وأضعف الوسائل تلك تحليل الدم، وأوثق منها إما تحليل البراز بطريقة خاصة، أو اختبار التنفس أو الفحص الميكروسكوبي لعينة من نسيج بطانة المعدة مأخوذة عبر المنظار.

ويعتمد قرار المعالجة الدوائية لحالات الأشخاص الذين تشير نتائج الفحوصات إلى وجود الجرثومة لديهم، على مدى وجود الأعراض كما تقدم. وهناك من الأطباء من يقرر معالجة الشخص حتى لو لم تكن لديه أعراض ما دامت نتائج التحاليل أثبتت وجودها لديه. وعلى الرغم من الاختلافات في وجهات النظر الطبية، فإن قرار المعالجة لا يمكن أن يكون لكل من لديه الجرثومة، لأننا سنعالج نصف سكان العالم بينما لا تتسبب الجرثومة في مضاعفات على المعدة أو الاثنا عشر إلا لدى أقل من 10% من الناس الحاملين للجرثومة في معدتهم.

الربو والليل

* زوجي لديه ربو، وعمره 48 سنة، وتزداد أعراض الربو حينما يصاب بالنوبة بالليل. ما السبب؟

أم فيصل - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. والمخاوف التي ذكرت في الرسالة لك الحق في الإحساس بها، ولا يستطيع أي طبيب أن يقلل من شأن الربو ومدى احتمالات خطورة نوبة الربو التي لا تتم معالجتها بالشكل الصحيح، والمؤدية إلى تحسين جريان حركة التنفس وخروج الهواء بالطريقة الصحيحة.

أزمة الربو أمر يجب عدم التعامل معه بقلة اهتمام، وما تفعلينه هو الصواب في عنايتك بزوجك وتذكيره بضرورة تناول الأدوية للوقاية من عودة الإصابة بنوبة الربو. وأحيانا يتراخى البعض في الاهتمام بصحته وتكون لديه زوجة معينة ومساعدة تساعده على الاهتمام بصحته، وهذه نعمة عليه. ولاحظي معي أن أفضل وسيلة لعلاج نوبات الربو هو منع وقوعها بالأصل عبر المتابعة الطبية وأخذ الأدوية التي تسكن أي تهيج في عمليات المناعة بالجسم، خاصة الرئة والشعب الهوائية فيها. والوسيلة الثانية هي معالجة بوادر ظهور نوبة الربو بكل اهتمام من بداية ظهورها ومنع تفاقم النوبة وتطورها، خاصة عند الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الميكروبية أو عند التعرض للظروف البيئية المهيجة لتفاعلات الحساسية، وهذا يتم وفق توجيهات الطبيب المعالج لكيفية العناية بمريض الربو والاهتمام به.

وبالنسبة للموضوع الآخر الذي تحدثت عنه في رسالتك، وهو علاقة وقت الليل بزيادة أعراض الربو، فإن هذا صحيح، وهناك عدة تفسيرات، ومعرفة هذه التفسيرات تتطلب العمل على التعامل معها.

ولاحظي معي أن مثيرات ظهور أزمة الربو لدى مريض الربو تشمل ربما وجود مواد مهيجة لتفاعلات الحساسية وموجودة في الوسائد أو أسرّة النوم أو على سطحها، أو الغبار المتراكم في أجزاء أخرى من غرفة النوم كأسطح خزائن الملابس أو تحت السرير أو غيرها من الأماكن التي تتطلب التنظيف الدقيق، أو ربما القطع المتطايرة من الفطريات التي قد تنمو دون أن نشعر في الحمامات أو على البلاط الذي يتعرض للرطوبة أو السوائل المائية. كما لاحظي معي أن مرضى الربو لديهم حساسية في التفاعل مع تغيرات الرطوبة أو الحرارة بالأجواء المحيطة بهم. ومنهم من قد يعاني من الحرارة المرتفعة أو البرودة المنخفضة أو جفاف الهواء وغيره.

وهناك سبب آخر ربما يتطلب عناية بإخبار الطبيب، وهو أنه ربما تكون الوسيلة العلاجية المأخوذة للوقاية من ظهور نوبة الربو أو المأخوذة لمعالجة نوبة ربو حالية، تفقد مفعولها بالليل نتيجة انتهاء مدة مفعول الدواء بالجسم، ولذا ربما على الطبيب وصف نوع تؤخذ منه جرعة إضافية بالمساء للحفاظ على توسع كاف في مجاري التنفس طوال ساعات الليل.

وهناك أسباب ربما تتعلق بوضعية المرء أثناء الاستلقاء للنوم، مثل انخفاض الرأس، مما يتطلب النوم والاستلقاء بزاوية أعلى باستخدام وسائد أعلى. أو ربما الاستلقاء يتسبب في تسريب محتويات أحماض المعدة عبر المريء إلى الحلق والرئة مما يتسبب في مزيد من السعال أو الحساسية للربو.

والمهم ملاحظة هذه العوامل ومدى تأثيرها واستشارة الطبيب المعالج في الجوانب المهمة منها.