استشارات

TT

ارتخاء الصمام المايترالي

* تم تشخيص إصابتي بارتخاء الصمام المايترالي، وكنت أشكو من خفقان في نبض القلب، وقال الطبيب إنني لا أحتاج لإجراء عملية جراحية. سؤالي هل سأحتاج لها مستقبلا؟

سعيد م. - الإمارات.

- هذا ملخص رسالتك. الصمام المايترالي، للتوضيح، أحد صمامات القلب المهمة، وهو الذي يسهل جريان الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ويمنع عودة جريان الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر حال انقباض البطين الأيسر.

ارتخاء أو انسدال ورقات الصمام المايترالي ليس حالة خطيرة طالما كان التسريب في الصمام المايترالي بسيطا. وعادة لا يتطلب مجرد وجود ارتخاء في هذا الصمام أي معالجة دوائية أو أي تغيير في سلوكيات نمط الحياة أو تجنب تناول أي أطعمة إلا ما كان ضارا بالصحة العامة للجسم.

والشعور باضطرابات في نبض القلب هو أحد الأعراض المرافقة لارتخاء الصمام المايترالي، وهناك أعراض أخرى مثل آلام في الصدر وصعوبة التنفس والدوار.

ويتركز الاهتمام الطبي على مدى وجود تسريب في الصمام المايترالي مع الارتخاء فيه، أو وجود اضطرابات مرافقة في نبض القلب، ولذا تكون معالجة طبيب القلب مرتبطة بوجود أي منها. أما قرار الحاجة إلى العملية الجراحية فيكون مبنيا على درجة التسريب في الصمام المايترالي، وقوة عضلة القلب، وسلامة الصمام من الإصابة بالالتهابات الميكروبية. ولذا فالمهم هو المتابعة مع طبيب القلب واتباع إرشاداته ونصائحه حول طريقة المعالجة.

آلام الثدي

* عمري 31 سنة، وأشكو من آلام في الثدي الأيمن، هل السبب وجود سرطان فيه؟

أم أيمن أحمد - القاهرة.

- هذا ملخص رسالتك، ولاحظي معي أن آلام الثدي هي من الشكوى الشائعة بين النساء، والآلام قد تكون مستمرة أو تظهر وتختفي، وقد يكون الألم شديدا أو متوسطا أو حتى خفيفا ولكنه مزعج للمرأة. وبالعموم، من النادر أن يكون ظهور ألم الثدي مؤشرا على وجود الورم السرطاني، ولكن يجب التنبه إلى أن الشكوى من هذه النوعية للألم يجب أن تتم العناية بها طبيا. بمعنى أن الفحوصات للنسوة اللاتي يشكين من ألم الثدي تشير إلى تدني نسبة وجود ورم سرطاني كسبب للألم، وهذا لا يعني أن الورم السرطاني لا يتسبب بألم الثدي.

وطبيا، يصنف ألم الثدي ضمن نوعين، نوع دوري ونوع غير دوري. والمقصود بالألم الدوري ذلك الألم الذي له علاقة واضحة بالدورة الشهرية، وعادة ما تصفه المرأة بأنه ألم غير محدد أو على هيئة الشعور بثقل في الثدي. وعادة يرافق الألم الدوري تغير دوري في حجم الثدي، وتشعر المرأة به في الثديين كلاهما، وينتقل الشعور به إلى منطقة الإبط أحيانا. وغالبا في الأسبوعين الأخيرين من الدورة الشهرية، أي ما قبل بدء خروج دم الحيض. وبالذات لدى الشابات في العشرينات والثلاثينات، كما قد يحصل قبل الوصول إلى مرحلة بلوغ سن اليأس.

أما الألم غير الدوري، الذي لا علاقة له بالدورة الشهرية وتغيراتها الهرمونية، فغالبا ما تصفه المرأة بأنه ألم شد، أو حرقة، وتشعر به المرأة في ثدي دون الآخر، وأكثر لدى النسوة اللاتي بلغن اليأس من المحيض.

ولكن لاحظي أيضا أن الألم قد لا يكون من الثدي، بل من أنسجة خارج كتلة الثدي نفسه، مثل الشد أو التمزق في عضلات القفص الصدري أو الأضلع أو الجلد أو غيرهم.

والمهم ملاحظة أن من الضروري زيارة الطبيب إذا استمر الألم بشكل يومي لعدة أسابيع، أو أنه ثابت في منطقة محددة من الثدي، أو أنه يزداد ويسوء مع مرور الوقت، أو أنه مزعج لدرجة مؤثرة.

ولم تتضح لي من رسالتك معلومات مهمة قد تفيد في معرفة السبب، مثل مدى تناول بعض أنواع الأدوية، مثل حبوب منع الحمل أو حبوب علاج الاكتئاب أو غيرها. كما أن السبب ربما حجم الثدي أو تركيبة مكونات الثدي، بمعنى وجود أكياس أو كتل دهنية. أو إصابة الثدي برضوض أو إجراء جراحة سابقة في الثدي.

النوع الثاني من السكري

* عمري 48 سنة، وتم تشخيص إصابتي بالسكري قبل شهرين. ما السبب، هل هي الوراثة؟

أحمد الحربي - المدينة المنورة.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية لاحظ معي أن السكري يقسم إلى نوعين، النوع الأول، نوع رقم واحد، وهو الناتج عن عدم إفراز البنكرياس للإنسولين، وغالبا يصيب الأطفال وربما البالغين. والنوع الثاني، أي نوع رقم اثنين، وهو الناتج عن عدم إفراز البنكرياس للكمية اللازمة من الإنسولين، أي نقص إفراز الإنسولين من البنكرياس، وهذا غالبا يصيب البالغين وربما كما هو حاصل اليوم يصيب حتى الأطفال.

ومشكلة ظهور الإصابة بمرض السكري ناجمة عن عدم قدرة الجسم على التعامل بكفاءة مع سكر الغلوكوز وتصريف استخدام هذا السكر الحيوي لمصلحة استفادة الجسم منه. ويدخل سكر الغلوكوز الجسم من الأطعمة السكرية والنشوية التي نتناولها بشكل طبيعي يوميا، أي سكريات الفواكه، والسكر المضاف إلى الحلويات، ونشويات البطاطا والخبز والمعكرونة، والأرز، وغيرها. ونحن نحتاج إلى تناول هذه السكريات والنشويات لأنها مصادر للطاقة التي تحرك أجسامنا والتي تجعل الأعضاء في الجسم تعمل بكفاءة.

وتمتص الأمعاء السكريات على هيئة بسيطة في التركيب الكيمائي، وغالبا على هيئة الغلوكوز. وبعد دخول الغلوكوز إلى الدم يجب إدخاله إلى الخلايا في أنسجة الجسم المختلفة، خاصة أنسجة العضلات. إلا أن إدخال الغلوكوز إلى الخلايا يحتاج إلى الإنسولين، ولذا إذا نقصت كمية الإنسولين، أو لم يوجد بالجسم إنسولين، فإن نسبة السكر هذا ترتفع في الدم، وبالتالي سيتسبب بمشاكل عدة في الجسم، خاصة مع مرور الوقت.

مصدر إنتاج الإنسولين هو البنكرياس. ونقص كمية الإنسولين في الجسم هو إما نتيجة لعدم قدرة البنكرياس البتة على إنتاج الإنسولين، أو أنه ينتج كمية من الإنسولين تكون غير كافية.

وفي النوع الأول من السكري فيحصل تلف في الخلايا البنكرياسية التي تنتج الإنسولين. وبالتالي لا ينتج الجسم الإنسولين. وهذا النوع غالبا يصيب الأطفال، ولا علاقة له بالوراثة.

أما في النوع الثاني، فيكون هناك ارتفاع في احتياج الجسم للإنسولين، أي عند ارتفاع في حجم الجسم، زيادة الوزن أو السمنة وزيادة كمية الشحوم في الجسم بالذات، ولأن الخلايا الشحمية هذه تتطلب مزيدا من الإنسولين فإن البنكرياس سيعمل فوق طاقته لإنتاج كمية أعلى من الإنسولين. ومع الوقت، يتعب البنكرياس ولا يستطيع تلبية طلبات الجسم المتزايدة للإنسولين، وتظهر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وهناك سبب آخر لظهور الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وهو نشوء حالة من مقاومة أنسجة الجسم للاستجابة للإنسولين، أي يوجد إنسولين، ولكن لا تتعامل خلايا الجسم معه ولا تستجيب لمفعوله. وللتشبيه التقريبي، فإن الإنسولين هو مفتاح لقفل بوابة الخلية، وإذا لم يفتح الباب لن يتمكن سكر الغلوكوز من دخول الخلية.