بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

«لسعة الثلج»

* يتفاعل الناس مع برودة فصل الشتاء بردود فعل مختلفة، خاصة الذين تظهر عليهم علامات مثل تغير لون الجلد إلى الشحوب والازرقاق مع الإحساس بالبرودة وأحيانا التنميل، ونادرا فقدان الإحساس.

هناك من الناس من يعاني من اضطراب في الدورة الدموية بالأطراف، وتنقبض لديه الأوعية الدموية الطرفية عندما يتعرض لطقس بارد فيقل التدفق الطبيعي للدم في اليدين والقدمين مسببا الإحساس بالبرودة وتغير لون الجلد إلى الأبيض قليلا لقلة الدم الواصل، وإلى الأزرق قليلا لقلة الأكسجين المغذي لتلك الأنسجة.

وهذا ما يعرف بـ«ظاهرة رينود» RAYNAUD›S PHENOMENON وهي حالة منتشرة وتكثر الشكوى منها في الشتاء. وفي الحالات المتقدمة من هذا المرض يتحول لون الطرف إلى اللون الأحمر بسبب المزيد من الانقباض في الأوعية الدموية والإحساس بأعراض مشابهة لـ«لسعة الثلج».

ولمقاومة هذه الظاهرة والتخفيف من أعراض «لسعة الثلج» نوصي بالآتي:

1- تدفئة الأطراف (اليدان والقدمان) جيدا عند الخروج والتعرض للهواء البارد وكذلك أثناء النوم، ويمكن لبس الجوارب الثقيلة التي تساعد على انبساط الأوعية الدموية وجريان الدم فيها.

2- استخدام بعض الكريمات المرطبة لمقاومة الجفاف وتقشر البشرة وما قد يحدث من جروح وخدوش.

3- تجفيف الأطراف، خاصة أصابع القدمين وما بينها، بعد غسلها.

4- وبالنسبة لمرضى السكري، يجب عليهم العناية بأطراف الأصابع عند تقليمها والحرص على عدم إصابتها بالجروح.

5- يجب استشارة الطبيب على الفور في الحالات التالية:

- إصابة الأطراف بخدوش لا تستجيب للكريمات.

- وجود جروح في منطقة الأظافر عند مرضى السكري.

- حالات «ظاهرة رينود» المتقدمة لأخذ الرأي الطبي في إمكانية الاستعانة بأحد الأدوية التي تساعد على تحسين الدورة الدموية الطرفية.

- استشارة الطبيب المختص حول احتمال التدخل الجراحي لتحسين جريان الدورة الدموية.

تدخين الأطفال مسؤولية الوالدين

* من السلوكيات الخاطئة في أي مجتمع انتشار عادة التدخين بين أفراده، خاصة بين صغار السن والمراهقين من الشباب وهم يمثلون الفئة الأكثر تعرضا لأخطار التدخين ومضاعفاته.

فبالنسبة للأطفال الصغار، فقد ثبت أن تدخين الوالدين بجوارهم يؤدي إلى بطء نموهم، ويزيد من احتمالات إصابتهم بالتهابات القصبة الهوائية والرئتين وعسر التنفس، والربو والسعال، إضافة إلى الإصابة بأورام الدماغ وسرطانات أخرى.

كما أن جميع الدراسات التي أجريت في هذا المجال تشير إلى أن تدخين الأطفال المراهقين أنفسهم قبل سن 15 عاما وما بعدها يعرضهم مرتين أكثر لخطر الموت مبكرا، ويؤدي إلى تدهور صحتهم العامة، والتأثير على قدراتهم الذهنية، وإصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي، وخطر الإصابة بتصلب الشرايين المبكر وزيادة عوامل التعرض لأمراض القلب والشرايين مستقبلا.

ولوقاية الأطفال من خطر التدخين نقدم المقترحات التالية:

- على الوالدين المدخنين الامتناع عن التدخين في حضور الأطفال وكذلك المرضى حتى لا يتسببا في إلحاق الأذى بهم، وكذلك عدم التدخين في أي غرفة بالمنزل أو السيارة وجعلها منطقة خالية من الدخان ويكون التدخين فيها محظورا.

- يجب أن يكون الوالدان قدوة لأطفالهم في كل سلوك حسن ومنه عدم التدخين.

- اتباع قواعد التواصل الجيد مع الأبناء ومناقشة مضار التدخين وإيضاح مدى الخطورة الصحية الناتجة عنه.

- زرع الثقة في نفس الطفل وعدم اللجوء إلى مبدأ التخويف والترهيب.

- التعرف الجيد على أصدقاء الأبناء وحمايتهم من قرناء السوء.

- الابتعاد مع الأبناء عن الوجود في الأجواء التي يكون فيها التدخين مسموحا في الأماكن العامة وتوضيح سبب ذلك.

- معرفة رأي الأبناء في التدخين من فترة لأخرى بطريقة غير مباشرة.

البشرة النضرة شتاء

* تختلف أنواع البشرة من شخص لآخر من بشرة جافة إلى دهنية وأخرى حساسة وثالثة خليط من كل ذلك، وقد يتغير النوع لدى الشخص نفسه من وقت لآخر، خاصة عند النساء لاعتبارات تكوينية وأخرى فسيولوجية تمر بها خلال مراحل حياتها.

وبالنسبة للمرأة، فإنها أكثر الناس معرفة بنوع بشرتها والأمور التي تثيرها وتهيجها خاصة إذا كانت بشرتها حساسة. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نرى البعض منهن يتعرضن لتلك المثيرات أو المهيجات مثل أشعة الشمس أو أصناف معينة من الأطعمة أو حتى مستحضرات التجميل.

بالنسبة للبشرة الحساسة فإنها الأسرع تأثرا وتهيجا واحمرارا عند تعرضها بشكل مباشر للعوامل الخارجية كاختلاف حالة الطقس أو عند استخدام بعض أصناف العطور ومستحضرات التجميل، أو التعرض للعوامل الداخلية كتناول أصناف محددة من الأطعمة أو الأدوية أو التعرض للعوامل النفسية كالتوتر والقلق.

وللمحافظة على بشرة نضرة وصافية يوصي أطباء الأمراض الجلدية واختصاصيو التجميل بالآتي:

- عدم التعرض للعوامل الخارجية المثيرة للبشرة كأجواء الطقس الباردة والمتقلبة حاليا.

- الابتعاد عن مستحضرات التجميل المنشطة لإفرازات البشرة واستبدال مرطبات ملطفة بها، واختيار المستحضرات المخصصة للبشرة الحساسة.

- الإقلال من تناول المنبهات بكثرة مثل القهوة والشاي والأكلات الحادة المذاق.

- في حالة تهيج البشرة، استخدام كمادات باردة لتخفيف الاحمرار والتورم، ويمكن الاستعانة باستعمال كريم يحتوي على هيدروكورتيزون.

- عند الاستحمام، التأكد من أن الماء فاتر وليس ساخنا لأن الماء الساخن من مهيجات البشرة.

- تجنب الإرهاق النفسي ومواجهة المواقف الانفعالية بهدوء واستشارة الطبيب النفسي إن لزم ذلك.

- شرب الماء بكمية كافية لترطيب الجسم بشكل عام ومنه البشرة.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]