بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

وسائل غير جراحية لعلاج السمنة

* مع زيادة نسبة المصابين بالسمنة وزيادة الوزن التي تتراوح ما بين ربع إلى نصف سكان العالم، انتشرت فكرة التخلص من الوزن الزائد بإجراء العمليات الجراحية المختلفة مهما كانت نوعيتها ودرجة خطورتها والتعليمات المشددة التي يجب عليهم الالتزام بها بعد العملية.

وبالطبع فإنه توجه خاطئ، فليست الجراحة هي الحل الأول لإزالة الكيلوغرامات التي اكتسبها الشخص، وإنما هناك وسائل أخرى يجب اتباعها أولا، كما أن قرار العملية يخضع لشروط يجب توفرها في المريض، وأولها أن تكون الحالة سمنة مفرطة، أي أن مؤشر كتلة أجسامهم (BMI) أكثر من 40 أو لوجود مضاعفات للسمنة تشكل خطرا على الحياة كالسكري وأمراض القلب واضطراب الدورة الدموية.

إن مشكلة السمنة هي مجموعة أخطاء سلوكية تعود عليها المريض وأخفق في تغييرها ثم أصيب باليأس من النجاح لحلها فتركها وظل وزنه يتزايد.

إخصائيو الطب النفسي لا يطالبون مثل هذا المريض بعمل المستحيل، بل ينصحونه بتخفيف تلك الأخطاء السلوكية التي أدت إلى السمنة، خصوصا لمن لم يصل بعد إلى السمنة المفرطة ولم يتجاوز مؤشر كتلة الجسم عنده 30.

ومن أهم الخطوات التي يجب تطبيقها قبل قرار العملية الجراحية:

• الانتظام في تناول الوجبات الرئيسية في مواعيد محددة وثابتة بقدر الإمكان، وعدم تناول وجبات إضافية بينها.

• تطبيق نظام غذائي صحي بالتعاون مع إخصائي التغذية.

• الحد من تناول الملح في الطعام، فهو من محفزات الشهية.

• عدم تجاهل وجبة الإفطار، وأن يكون الغداء الوجبة الرئيسية، والتخفيف إلى حد كبير في الكم والنوع لوجبة العشاء التي يجب أيضا أن يكون تناولها مبكرا.

• ترك عادة تناول المأكولات أيا كان نوعها أثناء مشاهدة التلفزيون، وخصوصا المباريات.

• ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق «الأيروبيك» بشكل يومي منتظم.

• مواصلة تطبيق نمط الحياة الجديد وعدم العودة إلى النمط الخطأ وخصوصا بعد إنزال الوزن.

• استشارة إخصائي الطب النفسي عند الحاجة.

أما العملية الجراحية فتظل خيارا فعالا للمرضى شديدي السمنة، لتخفيف أخطار السمنة التي تتمثل في الموت المبكر والإصابة بالأمراض والإعاقة كنتيجة مباشرة لحالتهم.

العناية بقدم السكري إن ارتداء مريض السكري حذاء مفتوحا أو المشي حافي القدمين، أو لعب الطفل السكري كرة القدم دون ارتداء حذاء صحي وآمن، يعتبر خطأ فادحا قد يكلف هذا الشخص فقدان طرف من جسمه أو حتى جزء منه بعملية البتر.

ويعاني ما نسبتهم 60% من المصابين بداء السكري من مضاعفات هذا المرض المزمن، وخصوصا التهاب الأعصاب السكري (Diabetic neuropathy)، فهم لا يشعرون بباطن أقدامهم وأطراف أصابعهم، وذلك بسبب ما أصابها من اعتلال عصبي سكري. وبذلك فهم معرضون للإصابة بالجروح التي تطول فترة التئامها مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى البكتيرية ثم الغنغرينا فالبتر.

أطباء السكري وعلاج قدم السكري ينصحون مرضى السكري بالآتي:

• الوعي الكامل للعناية بقدم السكري.

• فحص القدمين (الباطن والحواف) بشكل دقيق للتأكد من عدم وجود خدوش أو جروح لم يتم اكتشافها أو الإحساس بها.

• الحرص على نظافة القدمين وتجفيفهما بعد الغسل جيدا.

• تقليم الأظافر أولا بأول وأن تكون الأدوات المستخدمة معقمة وسليمة.

• عدم المشي حافي القدمين، وارتداء أحذية طبية مريحة.

• استعمال أحد الكريمات المرطبة للوقاية من جفاف جلد القدمين.

• الحذر من استخدام ماء ساخن لغسل القدمين، فلن يتم الإحساس جيدا بدرجة الحرارة المرتفعة مما يؤدي إلى الحروق.

مضاعفات الإجهاد المتكرر إن الإجهاد المتكرر (Repetitive stress injury - RSI) غالبا ما يصيب الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا مع ألعاب الكومبيوتر أو الفيديو، كما أن الحركات السريعة المتكررة لبعض الألعاب الرياضية مثل التنس يمكنها أن تؤدي أيضا إلى نفس الحالة من التوتر والإجهاد (RSI).

ويمكننا أن نلخص مجموعة من الإصابات التي تنتج عن التوتر المتكرر، ومنها:

• متلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome)، التي تنجم عن حدوث تورم في القناة الضيقة التي تتكون من العظام والأربطة في المعصم.

• اعتلال الجذور العصبية الموجودة بين الفقرات العنقية، وهي تمثل ضغطا للفقرات في منطقة الرقبة، والسبب الشائع لهذه المشكلة هو حمل سماعة الهاتف بين الأذن والكتف أثناء المكالمات الطويلة.

• التهاب اللقيمة في منطقة الكوع (Epicondylitis)، وهي حالة شائعة وتعرف أكثر باسم «مرفق التنس».

• أكياس العقد (Ganglion cysts)، التي تظهر فجأة في الرسغ بسبب تسرب مادة تشبه الهلام من المفصل أو الأوتار في منطقة المعصم.

• إصابة انعكاسية سيمبتاوية (Reflex sympathetic dystrophy)، وهي حالة مؤلمة تكون فيها اليدان جافتين ومتورمتين وضعيفتين.

• التهاب الأوتار (Tendonitis)، وهو عبارة عن التهاب في الأوتار التي تربط العظام مع العضلات.

هذه مجموعة من الإصابات التي تنجم عن التعرض للتوتر المتكرر، وبالتأمل فيها يمكننا تحديد سبل الوقاية.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]