استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

زيادة نبض القلب

* ألاحظ أن لدي زيادة في نبض القلب وذلك عندما أقيس الضغط بالجهاز، بماذا تنصح؟

ع. الغامدي - المدينة المنورة.

- هذا ملخص رسالتك. ولم يتضح لي هل أنك تقيس الضغط بالجهاز الذي يوضع السوار فيه، في المعصم أم العضد، كما لم تذكر رقم نبض القلب الذي لاحظت ارتفاعه، وما إذا كانت لديك أي شكوى من أي أعراض مرافقة لحالة ارتفاع النبض.

وفي العموم، لاحظ معي أن النبض الطبيعي لعموم الناس حال الراحة البدنية والنفسية هو ما بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة. والنبضة المقصودة ليست تلك التي يشير إليها جهاز قياس الضغط، بل النبضة التي تشعر بها عندما تضع أصبعيك السبابة والوسطى على الشريان الذي في باطن المعصم، الذي يفحصه الطبيب ويضع أصبعه عليه لقياس النبض، والقياس المقصود هو تعداد عدد النبضات في دقيقة واحدة، وليس لمدة عشر ثوان مثلا وضرب الرقم في ستة.

وربما يكون النبض أقل من 60 في الدقيقة وهو طبيعي للأشخاص الرياضيين، وكذلك ربما ينخفض حال النوم إلى أقل من 60 نبضة في الدقيقة. وإضافة إلى هذين العاملين المؤثرين على تعداد نبض القلب، هناك عوامل أخرى قد ترفع من النبض فوق 100 في الدقيقة، مثل ارتفاع حرارة الجسم أو كبر حجم الجسم أو الانفعال العاطفي أو المجهود البدني أو تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين.

والمهم ملاحظة وجود أي أعراض مرافقة لارتفاع نبض القلب عن 100 نبضة في الدقيقة، مثل الخفقان، أي الشعور برفة كرفة الطائر في الصدر لتسارع نبض القلب، أو الدوار، أو الإغماء، أو ضيق التنفس، أو ألم في الصدر.

وهناك أمر تجدر ملاحظته، خاصة لدى من هم فوق الخامسة والأربعين، وهو ما يسمى «الحد الأعلى لنبض القلب لشخص ما»؛ بمعنى أن هناك حدودا طبيعية لأعلى رقم يتوقع أن يكون لنبض القلب حتى حال بذل المجهود البدني العنيف، وهو ما يحسب بطرح مقدار العمر من الرقم 220.. فمثلا لو كان عمر الشخص خمسين سنة، فإن أعلى ارتفاع طبيعي متوقع من نبض القلب حال ممارسة أعلى قدر ممكن من المجهود البدني هو 170 نبضة في الدقيقة.

والمطلوب هو التأكد من عدد نبضات القلب بفحص الطبيب للنبض وللقلب وضغط الدم، والبحث عن أي أسباب لارتفاع النبض، مثل فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية أو غيرها من اضطرابات الجسم. وإجراء رسم تخطيط كهرباء القلب، وربما قياس نبض القلب خلال 24 ساعة، وغيرها من فحوصات القلب التي بمجملها تمكن الطبيب من معرفة السبب.

عملية استئصال المرارة

* تم إجراء عملية استئصال المرارة لي قبل نحو سنتين، وما أزال أعاني من وقت لآخر من الإسهال، وأجرى الأطباء لي عدة فحوصات كلها ذات نتائج مطمئنة. هل من احتياطات في الأكل علي مراعاتها؟

أم وئام - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. ونتيجة لاستئصال المرارة، يعاني بعض الناس من تكرار نوبات الإسهال، التي قد تستمر بضعة أسابيع وربما بضعة أشهر دون سبب مرضي، أي دون وجود ميكروبات أو اضطرابات في الأمعاء. وغالبا السبب هو عدم انضباط عملية خروج السائل المراري الذي يفرزه الكبد ويخزن عادة في المرارة. ومعلوم أن هذا السائل يخزن في كيس أو جراب المرارة لكي يخرج منها ويسيل إلى الأمعاء بعيد تناول الطعام، خاصة الأطعمة الدسمة، ذلك أن سائل المرارة له دور إيجابي في تسهيل عملية هضم الدهون. وهذا السائل يحتوي على مواد ملينة، وبالتالي قد تتسبب في الإسهال عبر آليات عدة لا مجال للاستطراد في عرضها.

وفي العموم، لا توجد حمية خاصة لما بعد استئصال المرارة على كل الذين أجروا عمليتها اتباعها، ولكن نظرا لاحتياج الدهون إلى كميات من سائل المرارة لإتمام هضمها بشكل تام، وربما عدم توفر كميات سائل المرارة بكمية كافية حال الحاجة إليه، فإن هناك ضرورة لضبط كمية الدهون التي تحتوي عليها وجبة الطعام الواحدة، وإلا ستوجد كمية من الدهون غير المهضومة في الأمعاء، وبالتالي قد تتسبب في الغازات وانتفاخ البطن والإسهال.. بمعنى آخر، يجدر ضبط كمية الدهون التي بمقدور الجهاز الهضمي التعامل معها وفق ما هو متوفر من سائل مراري. وعليه؛ ينصح الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة والذين لديهم نتيجة لذلك اضطرابات في عملية الهضم لا سبب لها يتعلق بمرض في الأمعاء أو الميكروبات، بأن يخففوا من تناول الدهون والأطعمة الدهنية، والأطعمة الخفيفة الدسم هي تلك التي لا تتجاوز كمية الدهون فيها نحو 3 غرامات في الحصة الغذائية الواحدة.

ولاحظ معي أن كمية الدهون التي يمكن تناولها يوميا هي ما بين 60 إلى 70 غراما من الدهون. وهذه الكمية تتوزع في الأطعمة الدسمة على النحو التالي: البيضة الواحدة بها 5 غرامات دهون، وملعقة طعام من الزبد بها 11 غراما من الدهون، وملعقة طعام من السمن الحيواني بها 28 غراما من الدهون، وملعقة طعام من زيت الزيتون أو أي زيوت نباتية طبيعية غير مهدرجة بها نحو 14 غراما من الدهون.

وإضافة إلى تخفيف الدهون، يجب الحرص على تناول الأطعمة المحتوية على الألياف، وذلك بزيادة كمية تناولها بالتدريج، وتناول وجبات ذات كمية صغيرة أو متوسطة الحجم، وزيادة عدد الوجبات من ثلاث إلى خمس، كي تتوزع كمية الطعام الداخلة إلى الأمعاء والمطلوب هضمها. وأيضا ت