بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

المسكنات.. وسلامتها

* متى يكون تناول المسكنات غير آمن؟ لقد اعتاد الناس منذ القدم على تناول مسكنات الألم من تلقاء أنفسهم. ولا بأس من تناول قرص أو اثنين ثم مراجعة الطبيب إذا لم يستجب الألم لها، ولكن الخطأ الجسيم يقع عندما يدمن الشخص على تناول المسكنات، وعندما يضاعف عدد الأقراص، أو يخلطها مع أدوية أخرى.

المسكنات هي مجموعة من العقاقير التي تخفف من حدة الشعور بالألم عن طريق منع إفراز مادة «بروستاجلاندين» المسببة للألم.

إلا أن كثرة تناول المسكنات بشكل عشوائي ومن دون استشارة الطبيب قد تؤدي إلى مضاعفات مرضية أشد من الألم الأساسي، مثل التهابات المعدة وتقرحاتها، قرحة القولون والاثنى عشر، كما تؤثر على وظائف الكلى والكبد وتسبب قصورا حادا بها، وأن الجرعات الكبيرة منها قد تسبب القيء والغثيان وطنين الأذن، وقد تؤدي بعض المسكنات إلى حدوث نزيف وزيادة في سيولة الدم.

وللوقاية من هذه المضاعفات الخطيرة، ننصح بالآتي:

* عدم مضاعفة جرعة الدواء عند عدم الشعور بالتحسن، فلن يخفف ذلك من شدة الألم، بل سيزيد من احتمالات حدوث المضاعفات، والأفضل الانتظار قليلا ريثما يبدأ مفعول الدواء.

* عدم الجمع بين أكثر من نوع واحد من المسكنات في الوقت الواحد، فقد يترتب على ذلك حدوث مشاكل في الجهاز العصبي مثلا تكون صعبة العلاج.

* عدم تناول دواء لمجرد أن شخصا آخر سبق أن جربه وأوصى بتناوله.

* عدم تناول أي شكل من الكحوليات مع المسكن في نفس الوقت، فقد ينتج عنها تشوش الوعي والإدراك.

* عدم قيادة السيارة عند تناول المسكن، خاصة إذا كان محتويا على مخدر.

* الانتباه إلى تاريخ الانتهاء المسجل على علبة الدواء، سواء عند شرائه أو تناوله.

* أن نتعود على قراءة التعليمات المرفقة مع الدواء، ففيها نبذة عن عمل الدواء والجرعة والآثار الجانبية وما إذا كان هناك أي تحذيرات أخرى.

السيطرة على سكري الحمل

* تصاب بعض النساء أثناء الحمل بارتفاع مستوى السكر في الدم ونطلق على الحالة «مرض سكّري الحمل»، وهي حالة تتطلّب حذرا وانتباها شديدين للمحافظة على صحة وسلامة كل من الأمّ والجنين، إلا أن بعض الحوامل يخطئن التعامل الجيد مع المرض فيقعن في مضاعفاته التي لن تقتصر على الأم فقط بل سوف تطال الجنين أيضا.

ومن الحقائق العلمية أن جسم المرأة ينتج، خلال فترة الحمل، هرمونات لها تأثير على إعاقة عمل الأنسولين. وعليه تنتج المرأة الحامل كميات إضافية من الأنسولين. إلا أن بعض النساء تظل لديهن كمية الأنسولين غير كافية، فتصبن بمرض سكّري الحمل، الذي يميل إلى الاختفاء مع نهاية الحمل.

يقدم أطباء النساء والولادة بعض التعليمات للنساء المعرضات لمرض سكّري الحمل، من أجل المحافظة على سكري الحمل في وضع «تحت السيطرة»، نذكر منها:

* على المرأة الحامل أن تستشير اختصاصي التغذية في وضع خطة غذائية تتناسب مع صحتها وصحة جنينها.

* على المرأة الحامل أن لا تكثر من تناول الحلويات، وأن تتناول وجبات طعام صغيرة ومتكرّرة على مدار اليوم، مع مراقبة وتسجيل كمية الكربوهيدرات.

* عليها أن تكثر من أكل الفواكه الطازجة، وكذلك الخضار والحبوب الكاملة.

* عليها ألا تخشى من ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لها حسب مراحل الحمل ولمدة 30 دقيقة على الأقل كلّ يوم. ويتم تصميم جدول بالتمارين المناسبة للحامل من حيث النوعية وعدد الحصص وذلك بمساعدة الطبيب.

* عمل فحص سكّر الدمّ بشكل منتظم مع تسجيل النتائج للمتابعة والتحكم الجيد.

* أخذ أدوية مرض السكّري الموصوفة من قبل الطبيب بدقة وعناية.

تشخيص الآلام المرتجعة

* من الخطأ أن يخلط الشخص بين مكان الألم الحقيقي والمكان الذي يشعر فيه بالألم، فكثير من الآلام التي تصدر من أعضاء الجسم المختلفة يشعر بها المريض في أماكن أخرى وهو ما يسمى بالألم المرتجع referred pain الذي يشعر به الإنسان بعيدا عن منطقة الألم الأصلي يسمع كما يقولون في مكان آخر. وخير مثال على ذلك التهاب البنكرياس الذي يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر، وألم التهاب المرارة الذي يشعر به الإنسان في كتفه الأيمن، والتهاب اللوز الذي يشعر الإنسان بألمه في أذنه لأن المنطقتين تغذيان بنفس العصب.

وعليه يتوجب على المريض استشارة الطبيب عند الشعور بألم حاد كما في مثل الحالات التالية:

* ألم في اليد اليسرى وفي الفك الأيسر وفي الكتف يزداد مع المشي وبذل أي مجهود عضلي، فقد تكون الحالة جلطة قلبية.

* ألم حاد وفجائي في الجانب الأيمن من البطن، فقد تكون الحالة انسداد القناة الصفراوية نتيجة وجود حصوة وحدوث انقطاع لإمداد الدم عن القولون.

* نوبات من المغص الحاد في كامل البطن، فقد تكون الحالة انسداد معوي، أو انسداد القناة الصفراوية بحصوة، وعادة ما يكون الألم متواصلا وقد يستمر لمدة 30 دقيقة إلى بضع ساعات.

* ألم مع عدم الارتياح في البطن يظهر ثم يختفي لبضعة شهور أو أعوام ثم يعاود الكرة، فقد تكون الحالة أعراض متلازمة القولون العصبي.

* ألم في البطن يأتي على فترات متقاربة قد تمتد لأسابيع أو أشهر، فقد تكون الحالة ارتجاع المريء أو قرحة الاثني عشر.

* ألم في منتصف البطن يتحرك إلى الجزء السفلي من الجهة اليمنى من البطن، فقد تكون الحالة التهاب الزائدة الدودية.

إن التشخيص المبكر لهذه الحالات يساعد في تجنب وقوع المضاعفات الأخرى وفي سرعة الشفاء.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]