بين الخطأ والصواب

TT

* «رفرفة العين»

* رفرفة العين: هل تدل على مرض بالعين؟ من الخرافات الشائعة بين الكثير من الناس، الربط بين رفرفة العين التي تحدث للبعض وما سيحدث لهم مستقبلا، فإن حدثت الرفرفة في العين اليمنى فتلك دلالة على الخير وإن حدثت في اليسرى فتدل على الشر. وأيا كان التفسير فرفرفة العين حالة مزعجة لصاحبها.

وطبيا فإن رفرفة العين حركة لا إرادية، أي يصعب التحكم بها إراديا، وغير مؤذية، يحدث فيها تشنج وانقباض ثم انبساط غير طبيعي متكرر لعضلات جفن العين فترتجف بشكل مزعج نتيجة استثارة العصب المغذي لتلك العضلات. وعادة تستمر الحالة لمدة دقيقة واحدة أو اثنتين، وفي النادر أن تطول الفترة عن ذلك. قد يكون وراء حدوث رفرفة العين التعرض للتوتر العصبي أو الإرهاق، إلا أنه في الغالب لا يمكن التوصل إلى سبب محدد.

رفرفة العين حالة لا تتطلب أي علاج، ومع ذلك يمكن تقديم النصائح التالية للتخفيف من إزعاجها:

* عدم التركيز كثيرا في الحالة وتركها حتى تختفي تلقائيا.

* يمكن تدليك الجفن بلطف، فذلك يساعد على إيقاف الرجفة.

* الإخلاد إلى الراحة التامة مع شرب كميات وافرة من الماء.

* التقليل من تناول أية مشروبات تحتوي على الكافيين.

* الابتعاد عن الأسباب المحرضة على الرفرفة، إذا تم التعرف عليها.

* استخدام الكمادات الباردة للتخفيف من رفرفة العين، حيث تعمل على تقليص الشرايين وسحب الدم بعيدا عن العضلات حول العين.

* مراجعة الطبيب إذا استمرت الحالة لعدة أيام، فبإمكانه استخدام وسائل علاجية محددة لإيقاف حركة تلك العضلات المتشنجة مؤقتا ومن ثم عودتها إلى الوضع الطبيعي.

* أهمية حمض الفوليك للحامل والجنين

* من الأخطاء الشائعة عند كثير من النساء أن يحملن من دون تخطيط أو إعداد مسبق للحمل، وهذا يفقدهن فرصة إعداد أجسامهن بطريقة جيدة للحمل ولتجنب كثير من المشكلات لكل من الأم والجنين.

ولقد كانت وما زالت الدلائل العلمية تربط نقص حمض الفوليك عند الحامل بولادة أطفال لديهم عيوب خلقية في الدماغ والحبل الشوكي بنسبة أكبر من الحامل التي تناولت هذه الأقراص.

ولقد وُجد، في دراسة جديدة من النرويج، أن النساء اللاتي يتناولن أقراص حمض الفوليك بكمية إضافية خلال الأسابيع التي تسبق الحمل والأسابيع التي تليه كن أقل عرضة لإنجاب أطفال يعانون من مرض التوحد أيضا. إذن، فهذه الدراسة تضيف سببا إضافيا لفوائد أخذ حمض الفوليك في وقت مبكر قبل حدوث الحمل، بالإضافة إلى الأثر الوقائي الذي نعرفه ضد عيوب الأنبوب العصبي عند الجنين.

وتشير الإحصاءات في الولايات المتحدة إلى أن طفلا واحدا من كل 88 طفلا لديه اضطراب طيف التوحد، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وارتفع هذا العدد في السنوات الأخيرة لأسباب غير واضحة حول ما إذا كان ذلك يرجع إلى زيادة فعلية في عدد الأطفال الذين يعانون من الأعراض أم إلى زيادة تشخيص مرض التوحد من قبل الأطباء.

وهذه الدراسة الأخيرة توحي بفائدة جديدة لحمض الفوليك، على وجه الخصوص، الذي يؤثر على خطر ولادة طفل بالتوحد، ويوصي القائمون عليها بالآتي:

* على جميع النساء اللاتي يخططن للحمل أن يتناولن هذا الفيتامين بجرعة تتراوح بين 400 و800 ميكروغرام يوميا.

* التأكيد على أهمية البدء المبكر في أخذ أقراص حمض الفوليك، ويفضل قبل الحمل بفترة جيدة.

* يجب دعم الدقيق بحمض الفوليك لخفض مخاطر العيوب الخلقية.

* التأكيد على الآثار الإيجابية لحمض الفوليك على الجينات وإصلاح الحمض النووي، الذي يمكن أن يفسر دوره الوقائي في اضطرابات نمو المخ لدى الأطفال، بما في ذلك مرض التوحد.

الوسواس القهري مرض قابل للشفاء

* من الخطأ أن يترك الشخص الذي يطلق عليه «الموسوس» دون علاج طبي، فيظل يؤدي أعمالا ليس لها معنى على الإطلاق بشكل زائد عن الحد المعقول وتكرار القيام بها عددا معينا من المرات، كأن يستغرق في غسل يديه عدة ساعات، أو أن يكرر عدد مرات الاستحمام أو الاغتسال من الجنابة، الخوف الزائد عن الحد من العدوى أو الخوف من لمس الأشياء العادية بسبب أنها متسخة وقد تحوي جراثيم، التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد وإعادة المرور عليها للتأكد منها عدة مرات وكذلك ترتيب الأشياء بشكل منظم ودقيق إلى درجة الوسوسة.

وإذا استمرت هذه الأعراض دون علاج فقد تتطور إلى درجة أنها تستغرق جميع ساعات اليوم وتؤثر على حياة الشخص وعمله وتسبب له ضغطا عصبيا يحول دون أدائه للواجبات المنوطة به، وتؤثر في حياته الاجتماعية وفي علاقاته مع الآخرين.

إنه مرض الوسواس القهري، وهو مرض قابل للشفاء، وهو يصيب الأشخاص في جميع الأعمار ومن الجنسين. ولكن للأسف لا يتم تشخيص الحالة في وقت مبكر، حيث يذهب المريض إلى المشعوذين ويقضي معهم سنوات من عمره محروما من العلاج الطبي المناسب لحالته.

والصواب في هذه الحالة أن يتم استشارة الطبيب النفسي ليقوم بتشخيص الحالة مبكرا، والبدء في العلاج السلوكي أولا حيث ثبت جدواه في التخلص من هذا الوسواس.

أما الحالات المزمنة والمستعصية فإنها تحتاج إلى علاج دوائي مثل «مثبطات إعادة سحب السيروتونين الاختيارية» مثل دواء بروزاك وأقراص انافرانيل، حيث ثبتت فعاليتها.

ومن المستجدات في العلاج، وفقا لما نشر مؤخرا في المجلة الأميركية لعلم النفس، اكتشاف مادة الإنوسيتول (Inositol)، وهي من مجموعة فيتامينات بي، حيث ثبتت فعاليتها في علاج مرض الوسواس القهري ودون أي أعراض، وكذلك قدرتها على إعادة الحساسية والعمل إلى مستقبلات السيروتونين في المخ.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]