بين الخطأ والصواب

TT

* الوقاية من العمى

* قد يخطئ بعض الأشخاص من مستخدمي النظارات الطبية في تقدير مدى خطورة بعض الأعراض التي تصيب العين وتؤثر على وضوح الرؤية، معتقدين أن سبب ذلك يعود إلى النظارة نفسها، ويخططون لزيارة طبيب العيون، التي قد تؤجل إلى أسابيع أو شهور.

نعم، النظارة الطبية هي أحد أسباب عدم وضوح الرؤية وعدم القدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة، ولكنها ليست السبب الوحيد. فهناك أسباب أخرى قد تكون إشارة وتحذيرا من الإصابة بمشكلة أكثر خطورة، إذا لم تعالج فورا، فقد تؤدي إلى فقدان البصر.

ومن أهم أسباب اضطراب الرؤية وزغللة العين ما يلي:

* ارتفاع ضغط العين وما يسمى سارق البصر (المياه الزرقاء)، وهي حالة خطيرة لا تتحمل التأجيل.

* حالات إعتام عدسة العين (المياه البيضاء)، وهنا تبدو عدسة العين ضبابية أو غائمة وتحتاج إلى التدخل الجراحي.

* حالات الضمور البقعي.

* قصور النظر الشيخوخي، حيث يحدث تناقص في قدرة العين على التركيز ورؤية الأشياء القريبة مع التقدم في العمر.

* تغير درجة الرؤية عند المصابين بقصر أو بطول النظر، وهنا لا بد من إعادة الكشف وتغيير عدسات النظارة.

* متلازمة جفاف العين، خاصة عند مستخدمي شاشات الحاسوب لساعات طويلة، وهنا لا بد من استخدام أحد أنواع قطرات ترطيب العين، مع أخذ فترات راحة كل 20 دقيقة.

* هناك بعض الأمراض التي تترافق بتشوش الرؤية كالصداع النصفي أو إصابات الرأس.

* وهناك أيضا مجموعة من الأدوية التي تؤثر على وضوح الرؤية، مثل المهدئات وخافضات ضغط الدم، وهنا لا بد من الحذر عند تناولها بالنسبة لقيادة السيارة أو استخدام أي أدوات حادة.

وللوقاية من فقدان البصر ومكافحة العمى، يجب عدم تأجيل الذهاب إلى طبيب العيون عند الشعور بأي نوع من اضطراب الرؤية وفي أي مرحلة من العمر.

* الحمل والإجهاض والخصوبة

* تمر بعض النساء اللاتي تعرضن للإجهاض، بحالة نفسية من الاكتئاب والقلق والخوف من عدم استطاعتهن الإنجاب بعد ذلك. وهذا خطأ شائع، حيث إن غالبية من يتعرضن للإجهاض يتمكن من الحمل مرة أخرى والإنجاب بشكل طبيعي. وتشير الدراسات إلى أن نسبتهن تصل إلى نحو 85%. إذن، فإجهاض المرأة لا يعني عدم خصوبتها، حتى إن حصل وتزامنت الحالتان. أما إذا تعرضت المرأة للإجهاض المتكرر، فإنها تنصح بالتوقف عن الحمل مؤقتا (لبضعة أشهر) ريثما يتم تحديد سبب الإجهاض بواسطة إجراء مجموعة من الفحوص والاختبارات المعملية، ومن ثم معالجة السبب.

ويفيد أطباء النساء والولادة واختصاصيو الطب النفسي بأن إيقاف محاولات الحمل لفترة زمنية بعد الإجهاض مرتين أو أكثر - يعتبر أمرا في غاية الأهمية، وذلك لاعتبارات طبية ونفسية، نذكر منها ما يلي:

* أولا، لإعطاء الوقت الكافي لطبيب النساء والولادة لاستكمال الاختبارات الضرورية في مثل هذه الحالة من حيث التشخيص الدقيق وتحديد سبب الإجهاض ومعالجته.

* إخضاع المريضة للعلاج الهرموني لعدة شهور قبل محاولة الحمل، ويعتبر أيضا علاجا لتثبيت الحمل في الرحم.

* إخضاع المريضة للعلاج النفسي لما تعرضت له بسبب فقدان جنين أو اثنين بسبب الإجهاض.

* إعطاء المريضة وقتا كافيا لأخذ جلسات تحليل نفسي وسلوكي للتعافي من حالة لوم النفس بسبب الإجهاض.

* قد تحتاج بعض الحالات إلى علاج أسري يشترك فيه الزوجان معا، والمشاركة في مجموعات الدعم الخاصة بمثل هذه الحالات.

* الاهتمام بحذاء الطفل

* من الأخطاء الشائعة عند كثير من الأمهات، اعتقادهن أن ارتداء الطفل للحذاء هو أفضل وسيلة لتعليمه المشي مبكرا، وأن الحذاء الضيق على قدميه يحميه من السقوط، ويلاحظ أن الكثيرات منهن لا يعرن انتباها لنمو الطفل المستمر وذلك عند شراء أحذيته بأعداد كبيرة، ولكنها سرعان ما تصبح صغيرة على حجمه. إن أكثر ما يضايق الطفل هو الحذاء الصغير الضيق على قدميه، فيصبح عصبيا وعنيدا كرد فعل منه لإصرار أمه على ارتدائه الحذاء الضيق، لأنه ما زال جديدا، وتعبيرا عن رفضه وعدم ارتياحه، ناهيك بالمشاكل التي تصيب قدم الطفل وهو صغير، ولاحقا عندما يكبر.

ومن أهم تلك المشاكل التي تصيب الطفل وتؤثر عليه مستقبلا ما يلي:

* الشعور بعدم الراحة أثناء المشي، والتواء مفصل الكاحل، والتعرض للسقوط والإصابات، سواء كان الحذاء ضيقا أو كبيرا.

* طريقة مشية الطفل تكون غير سليمة قريبة من العرج وغير طبيعية فتؤثر عليه نفسيا بين زملائه وأقرانه.

* التعرض للخدوش والجروح في مقدمة أصابع القدمين ومؤخرة الكعبين.

* ومع طول الفترة الزمنية، يكون الطفل معرضا للإصابة بمشاكل في شكل القدم كالتقوس والالتواء.

* يكون الطفل معرضا في مستقبل حياته لمشاكل في العمود الفقري، مما يؤثر على استقامة قامته وعدم استطاعته الوقوف بطريقة صحيحة ومعتدلة.

والصواب أن الحذاء ليس وسيلة جيدة لتعليم الطفل المشي، ويفضل أن يبدأ خطواته الأولى في المنزل حافيا طالما كان بعيدا عن مصادر الخطر، وأن يكون الحذاء طريا مريحا، وأن يتم فحص مقدمة الحذاء باستمرار للتأكد من عدم الضغط على الأصابع.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]