استشارات

اضطرابات الدورة الشهرية

TT

* أشكو من عدم انتظام الدورة الشهرية.. بم تنصح؟

وعد - الأردن - هذا ملخص رسالتك التي لم يتضح لي منها عمرك، وتاريخ الولادات السابقة أو أي إجهاض، أو وجود أي أعراض مرضية أخرى لديك، وغيرها من المعلومات المهمة. ولكن بالعموم، لاحظي معي مجموعة من الأمور التي توضح كثيرا من جوانب الدورة الشهرية.

بداية، الدورة الشهرية ببساطة هي مجموعة من التغيرات التي تحصل في جسم المرأة البالغة بشكل متكرر في كل شهر، والغاية منها هي تهيئة الظروف لإتمام عملية الإخصاب والحمل. وفي كل شهر، ينتج أحد المبيضين بويضة، وهذا ما يسمى عملية الإباضة. وفي الوقت نفسه تحصل تغيرات هرمونية في جسم المرأة لتهيئة الرحم وجسم المرأة بالعموم، لاستقبال البويضة ونجاح عملية تلقيحها بماء الرجل إذا ما حصل جماع. وإذا ما حصل تلقيح، وبدأت عملية الحمل، توقفت الدورة الشهرية. وإذا لم يحصل ذلك، تكررت الدورة في الشهر التالي.

هذه هي النقطة الأولى. أما النقطة الثانية فهي معرفة المرأة لما هو الطبيعي في شأن الدورة الشهرية، كي تعرف بالمقابل ما هو غير الطبيعي، لأن كل امرأة تختلف عن الأخرى. الطبيعي أن يبدأ حساب بدء الدورة الشهرية من بدء خروج دم الحيض، وتنتهي الدورة الشهرية في يوم بدء خروج دم حيض الدورة التالية. وتتراوح مدة الدورة كاملة بشكل طبيعي بين 21 و35 يوما، وتتراوح مدة أيام خروج دم الحيض ما بين يومين إلى سبعة أيام. وفي سنوات بداية ظهور الدورة الشهرية قد تطول مدة الدورة الشهرية، ثم تستقر في الغالب لمدة أقصر.

ووصف الدورة الشهرية المنتظمة يقصد به أن يحصل بدؤها في نفس الوقت من كل شهر، وتستمر لنفس المدة تقريبا. أما خروج دم حيض خفيف أو شديد، أو مصاحبة ذلك بآلام خفيفة أو شديدة، فتختلف النساء فيه، والطبيعي في هذه الأمور هو ما اعتاد حصوله لدى امرأة بعينها، ويختلف من امرأة إلى أخرى.

ومن المفيد أن ترصد المرأة معلومات الدورة الشهرية لديها وتسجلها، إما كتابة أو باستخدام برامج كومبيوتر في الهاتف أو الكومبيوتر الشخصي. وتحديدا، يوم بدء خروج دم الحيض، ويوم توقفه، ودرجة شدة خروج الحيض من خلال عدد الحفائظ النسائية، وأي خروج للدم في غير أوقات خروج دم الحيض، وشدة الآلام، وأي تغيرات ملاحظة في الجسم.

إن أسباب اضطرابات انتظام الدورة الشهرية متعددة، كاضطرابات استقرار الحالة النفسية، والعمر، والحمل والرضاعة، وتناول أدوية منع الحمل، واضطرابات الأكل، وتقلبات الوزن، ووجود تليفات في الرحم أو التهابات ميكروبية، أو ضعف نشاط المبيضين، وغير ذلك.

ولذا من الضروري معرفة متى على المرأة مراجعة الطبيب بشأن اضطرابات الدورة الشهرية، وهو ما يكون إذا توقفت الدورة لمدة تصل إلى 90 يوما، أو ملاحظة ظهور الاضطرابات بطريقة غير معهودة للمرأة، أو أن يستمر خروج دم الحيض لمدة تتجاوز سبعة أيام، أو أن كمية دم الحيض كبيرة بطريقة غير معهودة، أو وجود الآم شديدة بطريقة غير معهودة، أو أن مدة الدورة أقل من 21 يوما أو أكثر من 35 يوما، أو أن ثمة نزيفا فيما بين فترات الحيض المعهود.