بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* بدائل لعلاج الحساسية الموسمية

* من الأخطاء الشائعة استعمال أدوية الحساسية، فور الشعور بأعراض الحساسية الموسمية الشائعة مثل العطاس، سيلان الأنف، احتقان الحلق، الكحة الجافة، حكة العين.. إلخ. ولا شك أن استخدام وتناول هذه الأدوية سواء مضادات الهيستامين، مضادات الاحتقان، وبخاخات الأنف وحقن الحساسية، بطريقة عشوائية سيكون له آثار جانبية كبيرة.

نوبات حساسية فصل الربيع تؤثر على ما يقارب الـ25 مليون أميركي، وفقا لتقارير المجلس الأميركي للحساسية والمناعة. وتعتبر حبوب اللقاح المحمولة بواسطة الهواء هي المسبب الأكثر شيوعا.

ولتفادي الأعراض الجانبية للأدوية ولتخفيف أعراض الحساسية الموسمية سريعا، يُنصح بالآتي:

* اتباع نظام غذائي صحي متكامل يعتمد على الأغذية العضوية المثالية.

* لقد ثبت أن الوجبات السريعة تزيد من خطر إصابة الطفل بالربو والحساسية وأن الأطعمة المعدلة وراثيا (genetically engineered foods)، وهي منتشرة في النظام الغذائي الأميركي، تسبب الحساسية الغذائية. وكذلك المواد المضافة للأغذية. وعليه فتجنب مثل هذه الأطعمة يمكن، على الأقل، أن يحد من المخاطر الصحية المحتملة.

* تحسين مستوى فيتامين «دي» D في الجسم: حيث تشير البحوث إلى أن نقصه قد يكون السبب الكامن وراء الإصابة بالربو. ويمكن الحصول عليه بالتعرض لأشعة الشمس الآمنة أو عن طريق قطرات فيتامين «دي3» D3 بالفم. والتأكد من أن مستواه بين 50 - 70 نانوغراما - مليلتر.

* ممارسة الرياضة.

* تحقيق التوازن بين دهون أوميغا 3 وأوميغا 6. لتحسين وظيفة نظام المناعة على النحو الأمثل.

* الوخز بالإبر: فقد وجد من بعض الدراسات أن المرضى الذين أخذوا علاجا بالوخز بالإبر أسبوعيا كانت لديهم مشاكل في التنفس أقل بكثير مقارنة مع الذين لم يتلقوا هذا العلاج.

* توصي الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو وعلم المناعة باستخدام وعاء نيتي neti pot لغسل تجويف الأنف والجيوب الأنفية، وهو يساعد على إخراج حبوب اللقاح وغيرها من المهيجات، مما يحسن عملية التنفس.

* استخدام بدائل علاجية أخرى لتخفيف أعراض الحساسية الموسمية، ومن أحدثها استعمال قطرات الحساسية التي توضع تحت اللسان، وقد ثبت أن مفعولها يكافئ عمل بخاخات الأنف وهي تستخدم على نطاق واسع في أوروبا.

* الأمل والتفاؤل يعززان الصحة

* من الخطأ أن يفقد الشخص الأمل ويظل ينظر للأمور بتشاؤم مستمر، فإن ذلك لن يؤثر فقط على مسيرة حياته وإنما يعود بتأثيرات سلبية على صحته النفسية بشكل خاص.

المتخصصون في علم الاجتماع وعلم النفس يضعون مجموعة من الاستراتيجيات المهمة من أجل البقاء بصحة جيدة جسميا وعاطفيا، نذكر منها ما يلي:

* تناول الطعام الجيد: فقد ثبت أن كل ما نأكله يؤثر تأثيرا مباشرا على مزاجنا ومستويات الطاقة في أجسامنا. وتناول الطعام بطريقة صحيحة يساعد الجسم والدماغ ليكونا أكثر تركيزا.

* النوم السليم: فهناك ربط بين الحرمان من النوم والاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب ثنائي القطب، في حين أن الحصول على النوم الجيد نوعا وكما ينمي الكثير من الخصائص الشخصية الإيجابية مثل التفاؤل وزيادة الثقة بالنفس، وكذلك زيادة القدرة على حل المشاكل الصعبة.

* تناول العناصر الغنية بأحماض أوميغا - 3 الدهنية، فانخفاضها يزيد من مخاطر تقلب واضطرابات المزاج والإصابة بالاكتئاب.

* التعرض لأشعة الشمس العادية، وهو أمر ضروري لإنتاج فيتامين «دي» D، الذي يرتبط انخفاض مستواه بالاكتئاب، إضافة إلى أن التعرض المنتظم للشمس في حد ذاته يعتبر طريقة آمنة لتعزيز المزاج والطاقة من خلال إفراز هرمون الاندورفين.

* الأمل والتفاؤل، فهو يزيد من الشعور بالسعادة في داخلك والتغلب على الشعور بالإجهاد بشكل أكثر فعالية.

* التواصل مع الآخرين، فمحبتهم وودهم فيه تعزيز لمزاج أكثر إيجابية.

* الامتنان لمن يستحق، يزيد القدرة على التعامل مع الإجهاد، ويكسب عواطف أكثر إيجابية، ويمكن من تحقيق الأهداف بطرق أسهل.

* اجعل لك هدفا في الحياة تسعى لتحقيقه، يصبح لحياتك النفسية معنى جديد يدعم صحتك الجسمية والنفسية.

* مارس الرياضة بانتظام، فإنها تعزز مستويات المواد العصبية- الكيميائية المفرزة من المخ مثل سيروتونين، دوبامين، ونورادرينالين، مما قد يساعد في عزل بعض آثار الإجهاد وأيضا تخفيف بعض أعراض الاكتئاب، والحد من التوتر والشعور بالسعادة.

ببناء هذه العادات الصحية يمكننا المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية لحد كبير.

* أشعة الشمس.. صديقة للبشرية

* إن من الأخطاء الشائعة حديثا أن أشعة الشمس عدوة للبشرية ويجب تجنبها لمنع الإصابة بالسرطان. والصواب ما أظهرته البحوث الطبية والعلمية أن خطر الإصابة بـ20 نوعا من السرطانات الخطيرة، ومن بينها «الثلاثة الكبار» سرطان الثدي والبروستاتا والقولون، يمكن تقليله بالتعرض المنتظم لأشعة الشمس.

كما وجد أن خطر سرطان الجلد يزيد، كلما قل التعرض لأشعة الشمس، ففي عام 1900. كان نحو 75 من سكان الولايات المتحدة يعملون في الهواء الطلق أما اليوم، فلا تتجاوز نسبتهم عن 10 فقط. ومع انخفاض التعرض لأشعة الشمس بشكل كبير، فإن سرطان الجلد melanoma يزداد أضعافا مضاعفة حتى يصل إلى 2500! ومن المدهش أن الزيادة كانت بين العمال في الأماكن المغلقة وليس العاملين في الهواء الطلق.

إن 78% من جميع الأورام الخبيثة تحدث في مناطق الجسم التي نادرا ما تتعرض لأشعة الشمس مثل الأعضاء الجنسية، باطن القدمين، في الفم وفي الإبطين - وجميعها مناطق ضئيلة أو معدومة التعرض لأشعة الشمس. ومن العوامل المسببة الأخرى زيادة استخدام الواقيات من الشمس.

إن ضوء الشمس يحسن الصحة ويقلل خطر السرطان. ومن إيجابيات أشعة الشمس أيضا، ما أظهرته الدراسات من أن انخفاض مستويات فيتامين «دي 3» D3. يرفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية 2.4 مرة أكثر من الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين «دي». كما وجد أن الرجال الذين لديهم أدنى مستويات من فيتامين «دي» لديهم خطر ارتفاع ضغط الدم ست مرات أكثر من أصحاب المستويات الأعلى، وثلاث مرات أكثر عند النساء. وفي دراسة مثيرة للاهتمام أجريت لنساء لديهن ترقق (هشاشة) العظام، زادت لديهن كتلة العظام بنحو 3.3 وقل خطر الكسر إلى السدس بعد أخذ حمام شمس لمدة عام، كما زاد مستوى فيتامين D بنسبة 400 عند المتشمسين.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]