نجاح علمي قد يؤدي إلى استنساخ الإنسان

إضافة الكافيين إلى السوائل المحيطة بالخلايا عززت عملية الإخصاب وميلاد أجنة مستنسخة

دمج نواة خلية الجلد مع البويضة
TT

في اختراق علمي وصف بأنه حدث قد يمهد لاستنساخ البشر، نجح فريق من العلماء بالولايات المتحدة في الحصول على خلايا جذعية جنينية بشرية، بعد توظيفهم تقنيات الاستنساخ التي اعتمدها العلماء البريطانيون في استنساخ أول حيوان لبون (ثديي) هو النعجة دولي عام 1996.

وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تمكن فيها العلماء من «حصاد» الخلايا الجذعية الجنينية التي يمكن تحويلها إلى خلايا متخصصة لمختلف أنواع الأنسجة بهدف علاج مختلف الأمراض.

وقام باحثون في جامعة أوريغون للصحة والعلوم باستخلاص خلايا من جلد طفل صغير يعاني مرضا جينيا، عمره 8 أشهر، ثم وضعوا أنويتها، التي تحتوي على التركيبة الجينية الكاملة للطفل، داخل بويضات بشرية تم استبعاد أنويتها الخاصة بها. ثم حفزت البويضة كهربائيا بهدف تخصيبها - بدلا من تخصيبها بالحيوان المنوي - وتم الحصول على عدد من الأجنة المماثلة تماما للطفل ذي الثمانية أشهر. وتمكن الباحثون من استخلاص الخلايا الجنينية البشرية من تلك الأجنة، بعد أن تكاثرت الخلايا بشكل أكثر من أي وقت مضى.

ولم يضع الفريق العلمي برئاسة البروفسور شهرت مطاليبوف - وهو أميركي ينحدر من أحد الشعوب الإسلامية في روسيا قدم إلى العمل عام 1995 - البويضات داخل أرحام النساء، لأن الفريق لا يتبنى توجهات الاستنساخ البشري، بل توجهات الاستنساخ العلاجي، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة «سيل» (الخلية).

وقال الفريق، الذي عمل أفراده في تجارب على القرود، إن التقنية التي وظفوها لن تؤدي إلى ميلاد أطفال مستنسخين، خصوصا أن الأبحاث على القرود في هذا المجال لم تكن مثمرة على عكس عمليات الاستنساخ على حيوانات أخرى مثل الخراف والفئران.

وقد ظل العلماء حول العالم يجربون على مدى أكثر من 10 أعوام تقنيات للتوصل إلى الخلايا الجذعية الجنينية بهذه التقنية من دون حدوث أي اختراق، رغم ادعاء باحثين كوريين عام 2005 الحصول عليها، الذي ثبت فيما بعد أنه مزاعم كاذبة.

وكانت النجاحات السابقة لا تؤدي إلا إلى تكاثر أعداد قليلة من خلايا الأجنة المستنسخة، إلا أن التقنية الجديدة التي تم فيها تحسين عملية تحفيز الإخصاب واستخدام الكافيين بإضافته إلى السوائل المحيطة بالخلايا لتقوية العملية أدى إلى تكاثر الخلايا بشكل أكثر.

وتعليقا على الحدث الخارق، يرى قلة من العلماء إمكانية توظيف هذه الطريقة للحصول على الخلايا الجنينية الجذعية على المدى القريب أو حتى المنظور، ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن جون جيرهارت، رئيس معهد الطب التجديدي في جامعة بنسلفانيا، أن «أهمية الطريقة تكمن في تقنيتها، وفي علامتها في تاريخ الأبحاث، لأن الكثير من المختبرات حاولت تجريبها من دون أي نجاح يذكر».

وقد أدى الإعلان عن هذا النجاح إلى استنكار عدد من العلماء البحث، مشيرين إلى أنه سيقود حتما إلى الاستنساخ البشري، وذلك بأخذ خلايا أي شخص وإنتاج جنين منه يمكن إنجابه لاحقا، كما أشاروا إلى وجود وسائل أخرى لا تثير الجدل تتيح للعلماء حاليا إعادة برمجة وظائف الخلايا البالغة (وهي في الغالب المأخوذة من الجلد) وإعادتها «إلى طفولتها» لكي تنضج مرة أخرى تحت توجيه العلماء. وقالت منظمة «هيومان جينيتكس أليرت» البريطانية المختصة بتوعية الناس بمخاطر علوم الجينات البشرية، إن كل الأجنة، ومنها التي يتم إنتاجها مختبريا، يمكنها النمو لتصبح إنسانا كاملا، وهو ما يجعل استخدامها في التجارب الطبية أمرا غير أخلاقي.