«كورونا الجديد».. ربما انتقل من خفافيش «أجنبية»

يتكاثر بسرعة أكبر ويتغلغل في البروتينات التي تحذر الجسم من هجوم خارجي

TT

الكرة الأرضية تشهد اجتياحا من فيروسات جديدة، إذ أدى فيروس أنفلونزا جديد من نوع «إتش7 إن 9» (H7N9) إلى هلاك 36 شخصا منذ أن اكتشفه العلماء قبل عدة أشهر في الصين، في حين قاد فيروس آخر من عائلة فيروس الالتهاب التنفسي الحاد «سارس» (SARS) إلى وفاة 22 شخصا منذ العثور عليه في الجزيرة العربية الصيف الماضي. ومع ذلك، لم تكن السنوات الماضية مليئة بمشاهد الفزع حول العالم، إذ ظل الناس يتنقلون إلى الصين وإلى ربوع مكة المكرمة من دون أي تأخير! وهذا ما حدا بالخبراء إلى طرح سؤالين؛ هما: هل الهدوء أصبح نمطا من أنماط ردود الفعل؟ وهل الظهور المفاجئ في زمن واحد لمرضين يشير إلى وجود مخاطر أكثر؟

* أسباب الأمراض الجديدة

* ويجيب الخبراء بأن الإجابة عن هذين السؤالين هي في الواقع: نعم! «لقد قمنا بعمل عظيم في أنحاء الكرة الأرضية خلال الأعوام العشرة الماضية»، يقول الدكتور ويليام كاريش الطبيب البيطري للحيوانات البرية ومدير السياسات الصحية في «ائتلاف إيكوهيلث» الذي يرصد عمليات انتقال الأمراض البشرية - الحيوانية. ويضيف: «بالمقارنة مع فيروس (إتش 5 إن 1) H5N1 وفيروس (سارس)، فإننا قد توصلنا إلى الكشف عن الفيروسين الجديدين بشكل أسرع بكثير».

لكن العلماء يقولون إن عليهم التأهب دوما، لأن الأخطار داهمة، ولأن الأمراض الجديدة تظهر بسرعة لم يسبق لها مثيل، حتى إن بيتر داجاك، رئيس ائتلاف «إيكوهيلث»، وضع رقما محددا لظهورها وهو 5.3 مرض لكل سنة استنادا إلى بيانات من دراسات بين أعوام 1940 و2004.

وهو يعتقد، مع فريقه العلمي، أن أسباب ظهور الأمراض الجديدة تكمن في عوامل النمو السكاني، والتصحر، والاستخدام الزائد للمضادات الحيوية، والتحول إلى الزراعة على أساس صناعي، وانتشار أسواق بيع الماشية، واصطياد الحيوانات البرية وتناول لحومها، والسفر بالطائرات، إضافة إلى عوامل أخرى.

* نظرية الخفافيش

* وتظل بعض جوانب الأمراض الجديدة خطيرة، إذ إن الفيروس التاجي الذي ظهر في الجزيرة العربية المسمى «ميرس» (MERS) نسبة إلى مرض الالتهاب التنفسي في منطقة الشرق الأوسط، قد أهلك نصف المصابين بعدواه. وظهر أنه يتكاثر داخل المختبر بسرعة أكبر من تكاثر فيروس «سارس»، ويدخل إلى أعماق الرئتين بشكل أسرع، ويتغلغل إلى داخل تشكيلات البروتينات التي تحذر الجسم من هجوم خارجي.

وهذا هو السبب في ظهور قلق حقيقي من هذا الفيروس. وحتى الوقت الذي يتمكن فيه الخبراء من معرفة المواقع التي يقبع فيها الفيروس وكيفية انتقال عدواه، «فإننا نظل في وضع لا نحسد عليه في مجال توفير العلاج له»، وفقا لما قالته الدكتورة مارغريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية : «فها هي أجراس الإنذار تدق، وعلينا التأهب». وتظل أصول فيروس الكورونا الجديد غامضة تحير العلماء. ويفترض بعض العلماء أنه جاء من الخفافيش لأنه أقرب في تركيبته الجينية من الفيروسات التاجية التي تظهر لدى الخفافيش، وأبعد من تركيبة «سارس» والفيروسات التاجية الأربعة المعروفة لدى الإنسان. ولكن وبينما توجد تلك الفيروسات التاجية لدى الخفافيش في المكسيك وأوروبا وأفريقيا، فإنها لا توجد لدى خفافيش الجزيرة العربية، كما لا توجد لدى الجمال والماعز أو الحيوانات الأخرى التي يمكنها نقلها إلى الإنسان.

* خدمة «نيويورك تايمز»