بين الخطأ والصواب

TT

* ارتفاع معدل ضربات القلب

* من الأخطاء الصحية الجسيمة في حياتنا اليومية، تعود الكثيرين على قلة الحركة والجلوس الطويل، وما ينجم عن ذلك من زيادة الإجهاد والتوتر الذي يتسبب بدوره في ارتفاع معدل ضربات القلب، والشعور كأنك تجري حتى وإن كنت جالسا، فهل حقا أن ارتفاع معدل ضربات القلب يدعو للقلق؟

يجيب على ذلك الدكتور ماغنوس ثورستن جنسن Dr. Magnus Thorsten Jensen، طبيب قلب في مستشفى جامعة كوبنهاغن جنتوفتي، بـ«ربما» حيث العلاقة بين ارتفاع معدل ضربات القلب ومتوسط العمر المتوقع قوية جدا وذات دلالة إحصائية.

ووفقا لبحث حديث للدكتور جنسن شمل 2800 رجل من منتصف العمر وما بعده، تمت متابعتهم لمدة 16 عاما، فقد ثبت ارتباط ارتفاع معدل ضربات القلب بالموت المبكر، حتى لدى أولئك الأصحاء والذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم. كما وجد أن زيادة معدل ضربات القلب أثناء الراحة للرجال بمقدار 10 نبضات- دقيقة ترفع خطر الموت المبكر بنسبة 16% مقارنة بمن معدل نبضات قلوبهم 50 نبضة في الدقيقة أو أقل، والمعدلات من 71 إلى 80 نبضة- الدقيقة ترفع الخطر لأكثر من 50%، والمعدلات بين 81 إلى 90 نبضة تضاعف الخطر، وهكذا.

ولتحسين (أي تقليل) معدل ضربات القلب أثناء الراحة، يؤكد د. جنسن على اثنين من الاستراتيجيات الأكثر أهمية وهما الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بشكل منتظم، فممارسة التمارين هي جزء مهم من الأسلوب الصحي للحياة جسديا وعقليا، مهما كان العمر، وهي تساعد على:

* صحة القلب وكفاءته، عادة، يكون معدل نبضات القلب عند ممارسي الرياضة بانتظام أقل بكثير من عدم الممارسة.

* تحسين نوعية النوم.

* الحد من مخاطر صحية كثيرة، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، ومرض السكري من النوع الثاني، والاكتئاب والخرف المبكر والسرطان والوفاة المبكرة.

* منع السقوط والكسور خاصة عند كبار السن.

* تحسين المزاج والمظهر بشكل عام.

* دوائر العين الداكنة

* هل من علاج لـ«عيون الراكون»؟ من الأخطاء الشائعة، أن يعتقد البعض أن الدوائر الداكنة التي تظهر تحت العين ستظل دائمة وليس لها علاج، ويعانون منها لسنوات وتَجعلُهم يبدون منهكين ومتعبين.

إنها حالة شائعة، ويطلق عليها «عيون الراكون» وهي دوائر سوداء اللون تقع تحت العينِ، ويعاني منها الكثيرون ولكن بدرجات متفاوتة. ومن الطبيعي أن تكون الذين ولدوا بعيون غائرة، دوائر عيونهم مظلمة، كذلك نتيجة الاصطباغ بعد الولادة أَو بسبب آثار جانبية لبعض الأدوية أو نتيجة هضم البروتين الناقصِ وترسبات الكربونِ. ومن الأسباب الأكثر شيوعا لتغييرِ لون الجلدِ والانتفاخات تحت العيونِ حساسية الجلد. كما أن الأرق المزمن وقلة النومِ وإجهاد عضلات العين يلعب دورا في ظهور الدوائر الداكنة والمظلمة.

ولقد وجد أن التعرض للشمسِ يمكن أَن يسبب ظهورا مبكرا لآثار الشيخوخة حول العيون ويضعف الجلد الذي يمكن أَن يساهمَ في الدوائر المظلمة.

ومن النصائح المفيدة لتقليل الدوائر السوداء أو المظلمة حول العين ما يلي:

* تنظيم النوم ليلا بما لا يقل عن ثماني ساعات، مع النوم والرأس مرتفعا قليلا.

* ترطيب الوجه وحول العينين بـ«كريم» عيون مغذ ومانع للتأكسد، ويمكن استعمال الشاي الأخضرِ وخلاصة بذور العنب، وفيتامينات سي، إي، وكي.

* غسل الوجه بالماء البارد جدا في الصباحِ.

* تجنب فَرك العين، فهو يؤدي إلى تكسير الأوعية الشعرية الصغيرة جدا تحت الجلد مسببا الانتفاخ وتغيير اللون.

* التغذية الجيدة الغنية بالخضراوات والفواكه وشرب الماء بكثرة، وتخفيض كمية ملحِ الطعام.

* الإقلاع عن التدخين، فالتدخين من أسباب المشاكل الوعائية الدموية.

* العرض على اختصاصي الجلد فهو خير من يستشار في هذه الحالة.

* فوائد البكاء

* قد تكون له فوائد لا نعلمها. ويعتبر البكاء أحد التعبيرات التي تظهر على الإنسان في الظروف الصعبة التي تمر به، نتيجة تعرضه لحادث أليم أو موقف محزن، أو ضياع عزيز أو فقدان خليل. ويصاحب البكاء دائما سيلان الدموع، وهو يدل على الرقة والضعف وهو ما فطرت عليه المرأة ولذلك يتجنب الرجل بعنفوانه وجبروته أن ينهار باكيا.

هناك تأثير أو علاقة مثيرة للاهتمام حول ردة الفعل البيولوجية المرتبطة بالإجهاد والتوتر وهي أن الدموع التي تذرف بسبب ردود الفعل العاطفية، مثل الحزن أو السعادة البالغة، تحتوي على نسبة عالية من هرمون قشرة الغدة الكظرية adrenocorticotropic hormone (ACTH) - وهي مادة كيميائية ذات علاقة بالإجهاد.

ولا يمكن إنكار العلاقة بين الإجهاد والصحة البدنية فلقد وجد في عدد من الدراسات أن هناك روابط بين التوتر الحاد أو المزمن ومجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك انخفاض وظائف نظام المناعة، وزيادة الاستجابة للإصابة بالالتهابات، وارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكولسترول، التعرض لحدوث تغييرات في كيمياء الدماغ ومستويات السكر في الدم والتوازن الهرموني، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان وزيادة نمو الأورام.

وتفسر إحدى النظريات أن البكاء عند الحزن والدموع المفرزة تساعد الجسم على إطلاق وإفراز بعض من مواد الإجهاد الكيميائية الزائدة، مما يساعد على الشعور بمزيد من الهدوء والاسترخاء.

إذن فالبكاء هو استجابة صحية لحالة نفسية ضاغطة تقمع الآثار السلبية للتوتر على الجسم، إضافة إلى ذلك فنحن بحاجة، في حياتنا اليومية، إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم، والحصول على قسط كاف من النوم ليلا، وتخصيص وقت للتأمل فهي جميعها تشكل «صمامات للترويح عن النفس» يمكنها أن تساعد على إدارة الإجهاد والتوتر الذي نواجهه يوميا.

د. عبد الحفيظ خوجة استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]