نصائح حول استخدام مسكنات الألم.. بأمان

مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية تؤدي إلى احتمالات تكوّن جلطات الدم

TT

حاول أن تقلل من خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة الدماغية، أو حتى الموت المفاجئ.

تستخدم مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية Nonsteroidal anti - inflammatory drugs (NSAIDs) (مسكنات الألم) على نطاق واسع لتخفيف الألم وتقليل الالتهابات وتهدئة الحمى. وتتوفر بعض مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية منخفضة الجرعة دون وصفة طبية، ومنها: «إيبوبروفين» ibuprofen (أدفيل Advil ومورتين Motrin) و«نابروكسين» naproxen (أليف Aleve). وهذا الأمر يجعل الناس يعتقدون أنها آمنة تماما. ولكن في بداية استخدام مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية، كانت هناك أسباب نظرية تدعو للاعتقاد بأنها ربما نادرا ما تسبب مشاكل صحية للقلب. إلا أن الشعور بالقلق تعاظم عام 2004 عندما تم اكتشاف أن مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية التي تحتوي على مادة «روفيكوكسيب» (Rofecoxib) مثل «فيوكس» (Vioxx ) تعمل على زيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية. ومنذ ذلك الحين، تم سحب عقار «فيوكس» والكثير من مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية الأخرى من الأسواق.

* مخاطر صحية

* لقد وجدت دراسات أخرى أن جميع المسكنات الحالية، باستثناء الأسبرين، تحمل بعض المخاطر لأولئك الأشخاص المصابين بأمراض القلب. وكشفت دراسة نشرت في الدورية الأميركية للطب في يناير (كانون الثاني) 2012 عن أن المسكنات قد ترفع مستوى ضغط الدم وتتعارض مع أدوية خفض ضغط الدم المرتفع. كما أشارت دراسة مختلفة، نشرت في الدورية ذاتها يوم 16 من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2012 إلى أن خطر الإصابة بأزمة قلبية ثانية قد زاد بين مرضى القلب الذين يتناولون مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية بانتظام بعد تعرضهم للأزمة القلبية الأولى بنسبة 41 في المائة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى زيادة خطر الوفاة عند هؤلاء المرضى بنسبة 63 في المائة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

من المرجح التعرض لخطر الإصابة بالأزمات القلبية وخطر الوفاة نظرا لتأثير مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية على خلايا الدم، مما يؤدي إلى تكون جلطات الدم، في الوقت الذي يجب فيه أن يظل الدم في حالة من التوازن المستمرة بين السيولة والتخثر. ويقول الدكتور إليوت أنتمان، طبيب القلب في مستشفى بريغهام والنساء التابعة لجامعة هارفارد، والذي أعد بيانا علميا لجمعية القلب الأميركية عام 2007، محذرا الأطباء من الأضرار المحتملة لمضادات الالتهابات غير الاستيرويدية: «إن قدرة الدم على التجلط تعد أمرا مفيدا في حال جرحت نفسك، ولكن إذا حدث تجلط في موضع يوجد فيه ضيق في شرايينك التاجية، فربما ستعاني أزمة قلبية. إن مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية تعمل على زيادة قابلية الدم للتخثر».

* استخدام آمن

* أصبح توجيه المرضى إلى الطريق الأسلم لاستخدام هذه الأدوية أمرا ملحا في ظل الاستخدام واسع النطاق لهذه المسكنات للتخفيف من آلام العضلات والمفاصل والالتهابات. لقد شكلت الكثير من المنظمات الطبية الرئيسية «اتحاد الاستخدام الرشيد لمضادات الالتهاب غير الاستيرويدية» (Alliance for Rational Use of NSAIDs) وموقعه الإلكتروني هو «www.NSAIDAlliance.com»، من أجل توعية الأطباء من واصفي الدواء، وكذلك مستخدميه. كانت رسالة الاتحاد واضحة، وهي: تناول أقل جرعة من المسكنات على مدى أقصر فترة زمنية ممكنة تمكنك من التخلص من الألم والشعور بالراحة.

وبالإضافة إلى ذلك، يوصي الاتحاد بمحاولة اللجوء إلى المسكنات الأقل خطورة، مثل «نابروكسين»، وعدم الانتقال إلى تناول مضادات أخرى إلا في حالة ثبوت عدم فعاليتها.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه التعليمات لا تنطبق بأي حال من الأحوال على الأسبرين. يقول الدكتور أنتمان: «يعد الأسبرين مسكنا جيدا، مع العلم أنه من مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية، ونحن نوصي بتناول مرضى القلب له بصورة منتظمة للوقاية من تصلب الشرايين». ويضيف قائلا: «يمكن تناول مضادات الالتهابات غير الاستيرويدية الأخرى لبضعة أيام لتخفيف الألم، ولكن الاستمرار في تناولها ليس بالفكرة الجيدة».

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».