بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* صحة النوم

* من الأخطاء الشائعة أن أول شيء يضحي به البعض من الناس عند امتلاء التقويم بالمهام والأعمال والالتزامات هو السهر والحرمان من النوم ومواصلة العمل ليلا لإنهاء أكبر قدر من تلك الأعمال المؤجلة والمهام المتراكمة. والصواب أن النوم يشكل جزءا مهما من الصحة والعافية للكائن الحي ولا يمكن لأي عامل مهما كان، مثل الطعام الصحي أو ممارسة التمارين الرياضية، أن يعالج الآثار السلبية لعادات النوم السيئة.

وقد ربط الباحثون قلة النوم بعدد من المشاكل الصحية، ابتداء من فقدان الذاكرة المؤقت والمشاكل السلوكية، إلى زيادة الوزن وداء السكري وحتى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، على سبيل المثال لا الحصر.

فكيف يمكن للشخص أن يعرف أن نومه صحي وسليم أم لا! هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تؤثر على النوم، وعليه فتحسينها أو القضاء عليها سوف يقلل من التأثيرات السلبية للنوم السيئ، مثل:

* النوم في الظلام واستخدام ظلال تعتيم أو ستائر، لتقليل إفراز الميلاتونين والسيروتونين من الغدة الصنوبرية والسيطرة على الساعة البيولوجية.

* الحفاظ على درجة حرارة الغرفة، بحيث لا تزيد عن 70 درجة فهرنهايت (21 درجة مئوية). وتشير الدراسات إلى أن درجة حرارة الغرفة الأمثل للنوم ما بين 60 إلى 68 درجة (15.5 - 20 مئوية) أي باردة جدا.

* إبعاد الأجهزة الكهربائية ومنها منبه الساعة عن السرير بما لا يقل عن 3 أقدام للتخلص من القلق.

* استقلالية النوم في غرفة نوم منفصلة، خاصة إذا كان الشريك كثير التحرك ودائم الشخير.

* عدم ممارسة الرياضة قبل النوم مباشرة، وأن لا تقل الفترة بينهما عن 3 ساعات.

* عدم تناول المشروبات الكحولية أو الكافيين قريبا من موعد النوم فقد ثبت أنهما يؤثران على الدخول في مرحلة النوم العميق.

* تجنب مشاهدة التلفزيون، فقد ثبت أن الوهج الاصطناعي المنبعث من شاشات التلفزيون والكومبيوتر ومعظم مصابيح الضوء يبعث ضوء أزرق يحفز على الاستيقاظ، ويمكن أن يعطل إنتاج الميلاتونين وبالتالي ويؤثر على النوم.

* تجنب تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات، حيث يؤدي ذلك إلى تحسين مستويات السكر والأنسولين ومادة اللبتين leptin في الدم، فيساهم في تعزيز الصحة الجيدة بشكل عام.

* الفم والأسنان

* يعتقد البعض خطأ أن المحافظة على صحة الفم والأسنان تعني فقط الاحتفاظ بابتسامة بيضاء جذابة ومشرقة، والصواب أن الأمر يتعدى ذلك بكثير فهناك الكثير من الفوائد المتعلقة بالصحة البدنية والنفسية إضافة إلى تحسين نوعية الحياة التي يعيشها الفرد من نوم صحي وتلذذ بالطعام.

الأسنان المتسوسة واللثة النازفة والتجاويف الملتهبة بالفم لا ترتبط فقط بالمظهر القبيح بل ترتبط أيضا برائحة النفس الكريهة وهي مشكلة لها أبعاد صحية واجتماعية تؤثر بشكل كبير على الثقة بالنفس والنظرة الإيجابية للذات.

تنصح الجمعية الأميركية لصحة الفم والأسنان باتباع النصائح التالية:

- تدريب الأطفال منذ الصغر على السلوكيات الإيجابية للحفاظ على صحة الفم والأسنان.

- الحرص على زيارة طبيب الأسنان بصفة دورية.

- الحرص على تنظيف الأسنان بعد تناول الطعام وقبل النوم بالفرشاة والمعجون وتغيير فرشاة الأسنان كل ثلاثة شهور تقريبا، واستخدام خيط التنظيف مرتين على الأقل يوميا.

- يفضل استخدام غسول مناسب لتطهير الفم.

- الحرص على مضغ العلكة (اللبان) الخالية من السكر والمحتوية على xyletole زيليتول المضادة للتسوس.

- تجنب جفاف الفم بالإكثار من تناول الماء والابتعاد عن العقاقير المسببة لجفاف الفم مثل مضادات الاحتقان والهستامين والاكتئاب والمسكنات لأن اللعاب يساعد على تنظيف الفم والتخلص من بقايا الطعام بالإضافة إلى احتوائه على مواد كيميائية مقاومة للبكتيريا والفطريات الموجودة بالجسم.

- تجنب التوتر والقلق مما قد يصاحبه من عادات سيئة مثل التدخين وتناول الكحوليات والإكثار من تناول السكريات وطحن الأسنان مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات الفم واللثة والأسنان.

- الاهتمام بتناول غذاء متوازن يحتوي على الكثير من الخضراوات والفواكه وعلى البروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات الهامة لصحة الفم والأسنان خصوصا الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والماغنيسيوم وفيتامين «سي» ومضادات الأكسدة مع ضرورة تجنب السكريات والنشويات والدهون الضارة.

* درء مشاكل المعدة

* من الأخطاء الشائعة إهمال الكثيرين العناية بالجهاز الهضمي وإرهاقه بأنواع الأطعمة طوال اليوم إلى أن يصاب، خاصة المعدة، بالعجز عن أداء الوظائف بكفاءة وحيوية، ويكون ذلك محصلة عناء شهور وسنين.

والصواب أن لا ننتظر ظهور أعراض وعلامات مرضية ثم نبحث عن الحل والعلاج، بل يجب على الجميع عمل ما يشبه «الصيانة الدورية» للقناة الهضمية كي نتجنب حدوث المشاكل والأمراض.

إن المعدة هي أكثر من كونها أنبوبا لتمرير الأغذية، فهي تضم نحو 85% من جهاز مناعة الجسم لاحتضانها أكثر من 100 تريليون من البكتيريا التي تعيش فيها، سواء الجيدة منها أو السيئة، فهي تقوم بتحفيز إفراز عوامل مثل آي جي إيه IgA المنشطة للاستجابة المناعية. وتحقيق التوازن بين هذا الكم الهائل من الكائنات الحية الدقيقة يعتبر مفتاح صحة وسلامة جهاز المناعة.

وهناك مجموعة من المشاكل الصحية تظهر عند تأثر الجهاز الهضمي وعدم عمله بشكل جيد، مثل أمراض الحساسية والمناعة الذاتية.

وينصح خبراء التغذية وأمراض المناعة باستهلاك كميات من الأطعمة المخمرة بشكل يومي، فهي تعمل على تخليص الجسم من السموم chelators and detoxifier وتحتوي على مستويات عالية من البروبيوتيك، مما يجعلها مثالية لتحسين البكتيريا النافعة للجهاز الهضمي gut flora بالإضافة إلى المساعدة في تكسير وإزالة المعادن الثقيلة وغيرها من السموم من الجسم.

إن بكتيريا الأمعاء النافعة تؤدي عددا من المهام الضرورية في الجسم، مثل:

* امتصاص المعادن، وإنتاج مواد مغذية مثل مجموعة فيتامينات بي B وفيتامين «كيه - 2» K2 وفيتامين D «دي» وهما ضروريان لدمج الكالسيوم في العظام وإبعاده عن الشرايين، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي والجلطات.

* مكافحة السمنة ومرض السكري، وتنظيم امتصاص الدهون الغذائية.

* خفض مخاطر الإصابة بالسرطان.

* تحسين الحالة المزاجية والصحة النفسية.

* الوقاية من حب الشباب.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]