بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* علاج آلام الظهر من دون مسكنات قوية من الأخطاء الشائعة أن يتوجه كل من شعر بألم، مثل ألم أسفل الظهر، إلى تناول المسكنات القوية بوصفة طبية أو من غيرها، أو البحث عن مركبات الستيرويد المكلفة أو حتى يلجأ إلى الجراحة.

هناك ما يقرب من 30 في المائة من الأميركيين مثلا، يعانون من آلام الظهر المستمرة أو المزمنة في الوقت الراهن، وتقدر نسبة الذين سيعانون من هذه الآلام بنحو 80 في المائة من الأميركيين في مرحلة ما من العمر.

وتشير نتائج دراسة روجعت فيها ملفات 24000 أميركي، إلى أن آلام الظهر تشكل أكثر من 10 في المائة من زيارات الرعاية الصحية الأولية سنويا، وتكلف ما يصل إلى 86 مليار دولار لعلاجها. ونشرت الدراسة في موقع WebMed في 29 يوليو (تموز) 2013، ووجد فيها أن الكثير من العلاجات التي وصفت للمرضى لم تكن ضرورية، كما أنها فشلت في الوقت نفسه في معالجة المشكلة بنجاح.

ووفقا لدليل معالجة ألم الظهر، فإن العلاج الموصى به هو العلاج التحفظي أولا الذي لا يتعدى في معظم الحالات إعطاء الأسبرين أو أسيتامينوفين (تايلينول) مع العلاج الطبيعي، إلا أن معظم الأطباء لا يلتزمون بذلك وفقا لما نشر في مجلة الطب الباطني جاما (JAMA) بل يتسرعون في طلب الفحوصات المتقدمة مثل التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي التي تعرض المريض لخطر الإشعاع من دون داع ووصف المسكنات القوية كالمخدرات التي تؤدي للإدمان.

إن معظم حالات آلام الظهر تحدث نتيجة مشكلات ميكانيكية بسيطة تتعلق بضعف العضلات وأخطاء في أوضاع العمود الفقري وطريقة تحريكه، ويمكن تلافي ذلك بالآتي:

* ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقوية عضلات الظهر والبطن والمحافظة على استقامة العمود الفقري.

* ولمن يقضي ساعات طويلة جالسا، عليه الوقوف كل 10 دقائق، شفط البطن للداخل والرأس والرقبة في خط واحد مع العمود الفقري مرة كل ساعة.

* التأكد من مستوى فيتامين «دي» D و«كيه 2» K2 لمنع تليين العظام وهي الحالة التي غالبا ما تؤدي إلى آلام أسفل الظهر.

* «التأريض»، أي الاستلقاء على الأرض، وكذلك الوقوف والمشي حافي القدمين لاكتساب الإلكترونات الأرضية التي ثبت أنها من مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات.

* العلاج بالتدليك، فقد وجد أن التدليك المنتظم يستحث الخلايا على إفراز الاندورفين الذي يساعد على الاسترخاء وتخفيف الألم.

* عند الوقوف طويلا، يجب توزيع وزن الجسم على القدمين بالتساوي، وعدم الميلان لأحد الجانبين لتجنب إجهاد عضلات ظهرك.

* دعم الظهر في الجلوس والوقوف، وتجنب الانحناء فجأة، أو رفع ثقل من على الأرض أثناء الانحناء لتجنب الضغط على فقرات الظهر.

* ارتداء أحذية مريحة للنساء، وعدم ارتداء الكعب العالي لوقت طويل.

* شرب الماء بكثرة لتعزيز تروية الأقراص بين الفقرات والمحافظة على ليونتها.

* الإقلاع عن التدخين لأنه يقلل من تدفق الدم إلى أسفل العمود الفقري.

* الاهتمام جيدا بالنوم الكافي كما ونوعا، لأن الدراسات ربطت عدم كفاية النوم مع مشاكل الظهر والرقبة.

* النوم الصحي السليم من الخطأ أن يصر الوالدان على ابنهم الطالب بالنوم المبكر ومن ثم الاستيقاظ المبكر في حين أن بقية أفراد الأسرة لا يلتزمون بذلك، متجاهلين أضرار عدم النوم الكافي على الصحة ومدى تأثيره على التحصيل العلمي. ومن الخطأ أن يحول الواحد منا ليله نهارا بالأضواء الساطعة والأصوات الصاخبة، أو أن يحول نهاره ليلا بقفل الأضواء وخفت الأصوات، فذلك سوف يحرمه الكثير من عمليات التوازن داخل الجسم، وإن استطاعت أعضاؤه الحيوية العمل فلن تؤديه على النحو الأمثل وبالكفاءة المطلوبة.

ولقد ثبت أن نوعية الحياة التي يعيشها الفرد في ساعات اليقظة نهارا تحدد إمكانية الدخول في النوم وكذلك نوعية النوم في الليل. فلو حاول شخص النوم بعد نوبة من الغضب، أو بعد مشاجرة مع صديق أو خلاف مع شريك حياته، حتما سيجد صعوبة في الاسترخاء للنوم.

من المعروف أن الشخص يحتاج إلى 8 ساعات من النوم العميق المريح يوميا، وأن مما يساعد على ذلك وجود نمط حياة بسيطة وغير معقدة، واتباع نظام غذائي نباتي على الأقل في وجبة العشاء، فالطعام ذو الأصل النباتي هو أسهل في الهضم، وبالتالي أسرع بكثير للنوم الصحي.

قد يعاني البعض من وجود أحلام مزعجة خلال نومه، ولكنها تكون عادة نتيجة ما قمنا به من أعمال شاقة وتعرضنا له من ظروف غير سارة في ساعات النهار. وعليه فإن قيامنا بتصفية أفكارنا، وعدم التركيز في الماضي المؤلم واختيار الذكريات الطيبة منه، سوف يساعدنا على جعل أحلامنا حلوة وسعيدة!

* ننصح بالآتي:

- أولا، قبل الذهاب إلى الفراش، من المهم أن يجلس الشخص لبضع لحظات يتأمل خلالها ما دار في يومه من أعمال وأحداث، فيطمئن ويسعد للإيجابيات التي حققها، ويحدد أيضا كيف خسر أو أساء استخدام الطاقة الثمينة، ويعد نفسه بعدم تكرارها، ويعتذر للشخص الذي أساء إليه، إنه بعد ذلك سينام حتما بقلب نظيف مطمئن.

- ثانيا، وبعد الاستلقاء على السرير، يتخلى عن جميع الشواغل الدنيوية، ويطلق لنفسه العنان، ويسبح في الفضاء، ويسترخي بكامل حواسه، ويدخل في نوم عميق صحي.

- ثالثا، إن المتخصصين في طب النوم يؤكدون على أن تحسين نوعية النوم تتم من خلال تحسين نوعية أفكارنا، ويتم ذلك باستخدام التأمل كوسيلة لتحسين الحالة الذهنية.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]