حالات الإغماء لدى الأطفال

تحدث بسبب التهاب المخ أو أمراض مثل السكري

TT

الإغماء حالة من فقدان الوعي المؤقت لمدة قد تكون قصيرة أو طويلة، ولا يتمكن فيها المريض من التيقظ أو الانتباه للمؤثرات الصوتية أو الحركية أو الاستجابة للألم. وتنقسم حالاته إلى إغماء خفيف يستجيب فيه المريض للمؤثر المؤلم بحركة لا إرادية من قدميه أو يديه، وهناك أيضا إغماء عميق يتحول إلى غيبوبة، وفيها لا يستجيب المريض مطلقا لأي مؤثر. ولا يعنى الإغماء أن المخ توقف عن العمل، ولكنه يعني أن المخ يعمل بمعدل أبطأ كثيرا من المعتاد.

* أسباب الإغماء أسباب الإغماء لدى الأطفال كثيرة ومتعددة، ولكنها لحسن الحظ نادرة الحدوث، وقد تكون ناتجة عن إصابة أو خلل في المخ نفسه أو الأغشية المحيطة به. ويمكن أن يحدث الإغماء نتيجة سبب أولي ومباشر، أو نتيجة لمرض أو إصابة أخرى، ولذا يعد سببا ثانويا لحدوثه. ومن الأسباب الأولية لحدوث الإغماء:

- العدوى في الغشاء المبطن للمخ مثل الالتهاب السحائي الذي يحدث نتيجة عدوى بكتيرية في الأغلب وأحيانا فيروسية.

- التهاب المخ الذي يمكن أن يحدث نتيجة لإصابة فيروسية أو يمكن أن يحدث بوصفه نوعا من أنواع الحساسية بعد انتهاء العدوى الفيروسية، لأي من أجهزة الجسم المختلفة، ويسمى «التهاب المخ ما بعد العدوى» post infectious encephalitis.

- نتيجة لنزف في المخ سواء كان نتيجة لارتطام الرأس أو التعرض لحادث، أو نتيجة لمرض معين.

- نوبة الصرع المستمرة status epilepticus أو في حالة وجود بعض الأورام بالمخ.

وهناك العديد من الأسباب الثانوية لحدوث الإغماء، مثل:

- نقص الأكسجين الواصل إلى المخ أيا كان سبب هذا النقص سواء نتيجة أنيميا (فقر الدم) شديدة، أو في حالات حدوث فشل في الدورة الدموية وهبوط شديد.

- نتيجة لخلل شديد في أجهزة الجسم الأخرى مثل الجفاف الشديد الذي يمكن أن يحدث لأي سبب يتسبب في فقدان الجسم كمية كبيرة من السوائل مثل النزلة المعوية أو زيادة مرات التبول بشكل مبالغ فيه، كما في حالات زيادة معدل الغلوكوز في مرض السكري diabetic ketoacidosis.

- في حالات الفشل الكلوي الحاد، وارتفاع نسبة البولينا والكريتانين نتيجة لعدم تمكن الكلى من القيام بوظائفها والتخلص من هذه المواد.

- في حالات الفشل الكبدي الحاد أيضا.

- يمكن أن يتسبب التسمم في حدوث الإغماء.

* التشخيص هناك العديد من الفحوصات الطبية التي يمكن إجراؤها لمعرفة سبب الإغماء مثل:

- قياس نسبة الغازات الموجودة في الدم مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ومدى تركيزها، حيث إن نقص الأكسجين بشكل حاد يمكن أن يكون من الأسباب المهمة.

- كذلك قياس نسبة الغلوكوز في الدم، حيث يمكن أن تتسبب الزيادة أو النقص بشكل حاد في معدلات الغلوكوز بالدم في حدوث الإغماء، خاصة في حالات مرض السكري الذي لا يخضع للعلاج، وفي أحيان نادرة يمكن أن يكون الإغماء لدى الأطفال، أول ما يلفت الانتباه إلى وجود مرض السكري حيث يكون أول عرض ملحوظ.

- عمل تحليل لوظائف الكلى وقياس معدلات البولينا والكرياتينين وما إذا كان هناك فشل كلوي من عدمه، الذي يمكن أن يحدث أحيانا بشكل حاد أو مزمن.

- إجراء تحليلات لمعرفة ما إذا كان هناك مصدر للعدوى في الجسم يمكن أن يتسبب في حالة من التسمم في الدم. وتشمل هذه التحليلات عدّا كاملا لكريات الدم الذي يفيد في حالة زيادة كريات الدم البيضاء بوجود عدوى بالجسم، وكذلك يفيد أيضا في معرفة وجود أنيميا من عدمها، ويمكن أيضا إجراء اختبار سرعة ترسيب الذي يؤكد وجود عدوى بالجسم.

- يمكن أيضا إجراء بذل للنخاع الشكوى الذي يفيد في حالات الالتهاب السحائي والتهاب المخ.

- يمكن أيضا إجراء أشعة مقطعية أو بالرنين المغناطيسي على المخ للكشف عن وجود نزف بالمخ أو أورام أو خراج.

* علاج الإغماء الإغماء حالة طوارئ تهدد الحياة، ويمكن أن تتسبب في الوفاة، ويجب أن يجري علاج الإغماء في المستشفى في غرفة الرعاية المركزة، ويجب أن يجري العلاج فورا بغض النظر عن معرفه السبب، ثم بعد معرفة السبب يجري علاجه مباشرة.

يبدأ العلاج بالتأكد من فتح الفم وتنقيته من أي شيء بداخله سواء إفرازات أو أجسام غريبة أو أي شيء يعوق دخول الهواء إلى الجسم، ثم بعد ذلك يجري إعطاء الأكسجين في تركيز 40% إلى الطفل لتصحيح نقص الأكسجين في الجسم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، وفى هذه الأثناء يجري تركيب جهاز وريدي لإعطاء الطفل الأدوية والمحاليل عن طريق الحقن. تجري العناية بالجهاز التنفسي عن طريق امتصاص الإفرازات والسوائل التي تكون في الجهاز التنفسي العلوي حتى لا تتسبب في الاختناق، ويجري أيضا عمل تدليك للصدر لتحفيز التنفس. كما تجري العناية بالجهاز الهضمي عن طريق إعطاء مضادات الحموضة والملينات وتركيب أنبوبة عن طريق الأنف إلى المعدة لإعطاء الأغذية المختلفة من خلالها.

وتجري العناية بالجلد وتحريك الطفل في الفراش باستمرار حتى لا يصاب الطفل بقرحة فراش جراء قضاء فترات طويلة في الفراش دون حركة، فضلا عن ضرورة توفير الجو المعقم والمضادات الحيوية لتجنب العدوى.

وهناك احتياطات خاصة يجري التعامل معها تبعا لسبب الإغماء، مثل التشنجات، تبعا لسبب هذه التشنجات سواء كان عدوى بكتيرية أو فيروسية أو لمرض معين في المخ أو خلافه، ويجري إعطاء أدوية مضادة للتشنجات عن طريق الحقن الوريدي.

* اختصاصي طب الأطفال