استشارات

الرياض: د. حسن محمد صندقجي

TT

* السجائر الإلكترونية

* هل السجائر الإلكترونية آمنة بالمقارنة مع السجائر العادية، وهل هي مفيدة للإقلاع عن التدخين؟

محمود - الإمارات.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. السجائر الإلكترونية هي أجهزة تعمل بالبطارية ويبدو شكلها كشكل السيجارة العادية، وتعمل على إنتاج دخان يحتوي على مادة النيكوتين كي يستنشقه الشخص الذي يدخن من خلالها. ومصدر إنتاج هذا الدخان هو سائل يحتوي على مزيج من مادة النيكوتين ومواد عطرية بمختلف النكهات وسائل الغليسرين، إضافة إلى العديد من المواد الأخرى المكونة للمزيج السائل الذي يوضع في مستودع صغير داخل تراكيب جهاز السيجارة الإلكترونية. وبفعل الطاقة المستمدة من البطارية، يجري حرق السائل وإنتاج دخان يحتوي مادة النيكوتين بنكهات متنوعة، مثل النعناع والتفاح والفراولة، أي إننا نتحدث عن جهاز صغير يعمل تقريبا كعمل «نارجيلة إلكترونية» وسميناه «سيجارة إلكترونية»، باستبدال البطارية بالفحم، وباستبدال سائل يحتوي على نيكوتين مع غليسرين ونكهات، بورق التبغ المعجون في المعسل بالغليسرين والنكهات.

الفكرة من أساسها ليست حلا؛ بل بديل نظيف وأنيق، والضرر الذي ينتج عنها لا يقتصر على المدخن، بل يتعداه إلى من هم حوله ويستنشقون هواء الغرفة معه.

صانعو ومروجو السيجارة الإلكترونية يدّعون أنها «بديل آمن» لتدخين السيجارة العادية.. ولكن الهيئات الطبية العالمية المعنية بشؤون المواد المستخدمة من قبل الناس ذات العلاقة المباشرة بالصحة، مثل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، على وجه التحديد، تطرح تساؤلات مهمة حول مدى أمان استخدمها على الصحة بوصفها بديلا لتدخين السيجارة العادية. وحينما راجع الباحثون الطبيون في «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» نوعين من أكثر أنواع السجائر الإلكترونية شيوعا، وجدوا تفاوتا واضحا في كمية النيكوتين بين ما يقال إن السيجارة الإلكترونية تعطيه للجسم، وما تقوله الشركات تلك، كما وجدوا مواد كيميائية أخرى في دخان السجائر الإلكترونية، وبعض المواد تلك معلوم طبيا أنها ضارة بالجسم وبعضها يصنف على أنها مواد مسببه للإصابات السرطانية. وهو ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى إصدار تحذيرها حول احتمالات تسبب استخدام السجائر الإلكترونية في أضرار صحية وعدم الاعتراف بأمان استخدامها، أسوة بما عليه حال موقف الإدارة تلك من استخدام السجائر العادية. وينصح كثير من المصادر الطبية المعنية بتوفير المعلومات الصحية لعموم الناس، مثل نشرات أطباء «مايو كلينك» و«كليفلاند كلينك» وغيرهم، بعدم استخدامها لعدم وجود أدلة تدعم الادعاء بأنها آمنة لصحة الناس.

وعليه، لا توجد حتى اليوم أي أدلة علمية تدعم استبدال السجائر الإلكترونية بالسيجارة العادية للحفاظ على الصحة من أضرار السيجارة العادية، ولا على أنها وسيلة آمنة للإقلاع عن التدخين.

* الإرضاع والحمل

* هل بإمكان الحامل في طفلها الثاني أن ترضع طفلها الأول؟

أماني. ف - القاهرة.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية، الإرضاع ليس وسيلة فاعلة لمنع الحمل، ولذا فمن الممكن أن تحمل المرضع، ومن الممكن أن يستمر لديها إدرار الحليب مما يجعلها قادرة على إرضاع مولودها، أي أن تكون حامل في الطفل الثاني وفي الوقت نفسه ترضع طفلها الأول. وفي العموم، فإن الإرضاع خلال الحمل فعل آمن ما دامت الأم الحامل والمرضع في الوقت نفسه تهتم بالشؤون المتعلقة بتغذيتها، أي تناول الأطعمة الصحية المفيدة والغنية بالمعادن والفيتامينات والبروتينات وغيرها، وأن تحرص أيضا على تناول الكميات اللازمة من السوائل، وما دامت الأم الحامل والمرضع تتابع كذلك في عيادة متابعة الحمل. ومع هذا كله، ثمة إشكالية في شأن الحمل والإرضاع تتلخص في أن الإرضاع عامل مثير لنوعية متوسطة الشدة من الانقباضات في عضلة جدار الرحم، وهذه الانقباضات غير مؤثرة بشكل سلبي على الحمل إذا كان الحمل مستقرا ولا توجد به مضاعفات سلبية تهدد سلامة استمراره. أما إذا كانت ثمة مشكلات أو مخاوف طبية من ضمان استقرار الحمل، مثل حصول نزف مهبلي أو آلام في الرحم أو أن يكون قد سبق للمرأة أن ولدت بشكل مبكر في حمل سابق، فإن الطبيب سينصح الحامل بالتوقف عن ممارسة عملية إرضاع الطفل حفاظا على سلامة حمل الجنين الذي في رحمها. وهناك جانب آخر على الأم الحامل مراعاته، هو أنه وعلى الرغم من أن القيمة الغذائية لحليب ثدييها تكون جيدة خلال فترة الحمل، فإن طعمه قد يختلف على الطفل، كما أن كميته تقل تدريجيا مع تقدم الحمل، مما يفرض على الأم الحامل أن تفكر في البدء بتقديم الحليب الصناعي لطفلها. وكذلك ثمة جانب يتعلق براحة الأم الحامل نفسها، مثل آلام الحلمة، وهي أمر شائع لدى الحوامل بالعموم، ويزيد حال رضاعة الطفل من الثدي مباشرة. وعليه، فإن كل حالة تختلف عن غيرها، والطبيب الذي تراجع المرأة لديه لمتابعة حملها هو أقدر على الإجابة المناسبة الخاصة بحالة أم حامل تريد إكمال رضاعة طفلها الصغير. وهناك حالات تشير إليها المصادر الطبية لأمهات يرضعن في الوقت نفسه طفلين، أحدهما ولدته قبل الآخر، وهو أمر ليس غير ممكن الحصول أو لم يجر توثيق حالته طبيا.

* «سيكلوسبورين».. وتثبيط المناعة

* والدتي زرعت لها كلية، وتتناول عقار «سيكلوسبورين»، وأعطانا الطبيب نصائح حول كيفية تناوله، أرجو التوضيح؟

أبو خالد المطيري - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. عقار سيكلوسبورين أحد أنواع الأدوية التي تعمل على تثبيط نشاط عمل جهاز المناعة في الجسم، وهو أمر ضروري لضمان تقبل الجسم عضو الكلية المزروع لدى والدتك. ويوصف أيضا في حالات زراعة أعضاء أخرى للمرضى، كالكبد والقلب ونخاع العظم، ذلك أن جهاز مناعة الجسم ينشط بشكل قوي لمقاومة وجود جسم غريب فيه، مثل عضو مزروع في جسم إنسان وهو في الأصل مأخوذ من جسم إنسان آخر. وخلال عملية المقاومة هذه، تقوم عناصر جهاز المناعة، كالخلايا الدموية البيضاء بعملية رفض لهذا العضو المزروع في سبيل إتلافه وإزالته إلى خارج الجسم. ولذا، ولضمان نجاح عملية الزراعة ونجاح تقبل الجسم العضو الجديد المزروع ولضمان إعطاء فرصة للعضو المزروع كي يقوم بعمله، يجري إعطاء أدوية تثبيط المناعة لهؤلاء المرضي كي لا ينشط جهاز مناعتهم في رفض وإتلاف العضو المزروع، ومن هذه الأدوية المهمة عقار سيكلوسبورين. والواقع أن هذا ليس هو الاستخدام الوحيد لهذا العقار، بل يستخدم في حالات أخرى مثل حالات الصدفية العصية على العلاج وكذا بعض حالات الالتهابات الروماتيزمية للمفاصل وغيرها.

الإشكالية أن عقار سيكلوسبورين هو عقار قوي جدا، وله آثار جانبية حساسة، خاصة على عمل الكلى نفسها وعلى مستوى قوة مناعة الجسم وقائمة أخرى من الآثار الجانبية. ولكنه في الوقت نفسه مهم جدا لضمان نجاح عملية الزراعة لأي عضو، ولذا، فإن ثمة احتياطات مهمة لضمان تلقي المريض الكمية اللازمة منه وضمان مراقبة آثاره الجانبية وضمان فاعليته لنجاح عملية الزراعة. والمريض نفسه عنصر في نجاح استخدام هذا العقار والسلامة من آثاره الجانبية. ومن هنا، يقدم الطبيب خطة استخدام هذا العقار ونصائح حول كيفية ذلك. وأهم شيء في كيفية تناوله هو اتباع توجيهات الطبيب بدقة حول الجرعة، أي ألا يتناول المريض كمية أكبر أو كمية أقل مما نصح بها الطبيب، لأن الكمية الأعلى تعني ارتفاع احتمالات حصول الآثار الجانبية السلبية للعقار، والكمية الأقل تعني تدني استفادة الجسم منه وارتفاع احتمالات رفض الجسم العضو المزروع. والجانب الآخر المهم، هو إخبار الطبيب عن أي دواء آخر يتناوله المريض، لأن عقار سيكلوسبورين يتفاعل بشكل ربما يكون سلبيا مع عدد كبير من الأدوية. والأمر الثالث المهم، هو تناول نوع واحد من منتجات عقار سيكلوسبورين، لأنه يتوفر من إنتاج عدة شركات، وهذه الأنواع المختلفة المصدر قد تختلف في فاعليتها لدى مريض ما. وكذا الحرص على تناوله في الوقت نفسه من ساعات اليوم بشكل يومي. وهناك إرشادات أخرى تتعلق بكيفية استخدام «سيرينج» الحقنة التي يسحب فيها المريض الكمية اليومية السائلة من الدواء، وأبسط التعليمات تلك عدم غسل تلك السيرينج بل تغليفها بواقٍ للاستخدام في اليوم التالي، وعدم استخدام سيرينج بلاستيكية، بل زجاجية، وغيرها من الأمور التي هي في حقيقة الأمر مهمة من الناحية الطبية. ولذا من الضروري أن تفهم من الطبيب والصيدلي هذه الأمور وتدون ملاحظاتك حولها وتتبع إرشاداتهما.