بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

نمط الحياة وحصى الكلى من الأخطاء الشائعة أن يتجاهل كثيرون دور نمط الحياة الخاطئ الذي يعيشونه، لأنه قد يكون سببا رئيسا في إصابتهم بحصوات الكلى، فلا يسعون لتغييره أو تحسينه.

إن آخر الأبحاث تفيد بأن واحدا من كل 10 أشخاص تتكون عنده حصى الكلى في مرحلة ما خلال حياته، وأن هذا المعدل يتزايد باطراد. كما تبين أن أكثر من نصف مليون شخص يذهبون إلى أقسام الطوارئ، كل عام، بسبب حصى الكلى.

ومن الواضح ارتباط خطر الإصابة بحصى الكلى ارتباطا وثيقا بالنظام الغذائي، والتمارين الرياضية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة. أما عن التاريخ العائلي، فإنه يشكل فقط نحو 25 في المائة من تكون الحصى، مما يجعل الوراثة عاملا مساهما بسيطا.

لقد عززت الأبحاث الجديدة أيضا هذا الاتجاه، وكان آخرها دراسة شملت أكثر من 84000 من النساء في مرحلة ما بعد سن اليأس، حيث تبين أن اللاتي مارسن الرياضة كن في خطر أقل بـ31 في المائة من بين المصابات بحصوات الكلى. ومما يثير الاهتمام في هذه الدراسة أن خطر حصوات الكلى انخفض حتى مع من مارسن أقل قدر من النشاط البدني. وعلى وجه التحديد، فقد أظهرت الدراسة انخفاض الخطر عند من مارسن رياضة المشي لأقل من ثلاث ساعات في الأسبوع، ومن عملن في تنظيم الحديقة لأربع ساعات في الأسبوع، ومن ركضن باعتدال لساعة واحدة فقط أسبوعيا.

وبالنسبة للتغذية، فقد أظهرت الدراسة أن النساء اللاتي تناولن أكثر من 2200 سعر حراري في اليوم الواحد زاد خطر إصابتهن بحصى الكلى بنسبة وصلت إلى 42 في المائة، مثلهن مثل من كن يعانين من السمنة.

يذكر أنه على الرغم من أن البدانة تزيد مخاطر حصى الكلى، فإن العمليات الجراحية الخاصة بفقدان الوزن عن طريق تغيير تشريح القناة الهضمية تجعل تكون الحصوات أكثر شيوعا أيضا، فبعد جراحة فقدان الوزن، نجد أن مستوى الأكسالات يصبح مرتفعا بكثير عن المستوى الطبيعي. والمعروف أن حصوات الأكسالات هي النوع الأكثر شيوعا من بين حصوات الكلى البلورية.

أهم علامات حصى الكلى:

* المغص الكلوي، الناتج عن الحصوات كبيرة الحجم التي تسبب تهيجا أو انسدادا في المسالك البولية، مع ألم شديد أيضا في أسفل الظهر. هذا النوع من الألم يعد من العلامات الأساسية لحصوات الكلى.

* ألم ثابت في البطن أو الجوانب.

* نزول دم في البول.

* غثيان أو قيء.

* حمى وقشعريرة.

* تعكر قوام البول.

وعليه يجب على الشخص الذي يشك في أن لديه حصى الكلى أن يطلب المساعدة الطبية قبل أن تتأثر أنسجة الكلى ووظائفها.

وللحد من مخاطر حصى الكلى، يجب الإكثار من شرب الماء، والتأكد من الحصول على عنصر المغنسيوم بالكمية الكافية، وتقليل تناول السكر بما في ذلك الفركتوز والمشروبات الغازية، وتجب ممارسة الرياضة.

* علاج حالات ضعف البصر من الخطأ أن ينصح البعض بالإكثار من تناول أغذية معينة، مثل الخضراوات الورقية والجزر، بوصفها علاجا مباشرا لأمراض العيون، خاصة ضعف البصر، فليس هناك أي دليل علمي يدل على أنها تحسن أو تحمي الرؤية لدى الذين لا يعانون من سوء التغذية.

لقد نفى صحة ذلك أخيرا البروفسور نيل بريسلر Neil Bressler أستاذ طب وجراحة العيون في «معهد ويلمر» للعيون في «كلية جونز هوبكنز للطب»، وأضاف أن اتباع النظام الغذائي الصحي قد يساعد في السيطرة على زيادة الوزن، المرض الذي يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته الخطيرة على العين بإصابتها باعتلال الشبكية السكري الذي يتلف الأوعية الدموية في الشبكية في الجزء الخلفي من العين. أما ضعف الرؤية كقصر وطول النظر فلا علاج لهما غذائيا أو دوائيا سوى خيار استخدام النظارات الطبية ذات التقنية العالية، أو الجراحة بالليزر.

وبالنسبة لتصحيح الرؤية بالليزر الذي يعيد تشكيل القرنية (وهي الجزء الدائري في مقدمة العين) لعلاج حالات قصر النظر، أو طول النظر، أو الاستغماتيزم، فهناك نوعان رئيسان لهذه التقنية: طريقة الليزك التقليدي، وفيها يقطع الجراح شريحة من سطح القرنية ثم يستخدم الليزر لإعادة تشكيل القرنية. وطريقة اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي PhotoRefractive Keratectomy (PRK)، وفيها يقطع الجراح طبقات ميكرونية رقيقة من الأنسجة الخارجية للقرنية. وقد حققت التقنيات الحديثة نتائج جيدة، وصلت إلى حصول 9 من 10 من المرضى الذين خضعوا لعمليات الليزك على قوة إبصار ما بين 20/ 20 و20/ 40.

ولا بد من تحذير من تجاوزت أعمارهم الأربعين قبل إجراء عمليات تصحيح النظر، من أن جراحة الليزر بجميع أنواعها قد لا تغني الشخص عن النظارة أو العدسات اللاصقة، ذلك لأن هذا الإجراء لا يمكنه تصحيح طول النظر الشيخوخي أو منعه. لذلك سيظل الشخص بحاجة إلى الاستعانة بنظارات القراءة.

نصائح حول ما يجب عمله وما لا يجب للعناية بالعين:

* إن أسعد الناس بنتائج جراحة تصحيح الرؤية هم أولئك الذين لا يمكنهم العمل دون النظارات.

* ينصح باختيار جراح العيون المعتمد الذي يعمل بمركز يجري ما لا يقل عن 250 عملية في السنة.

* إن كلتا الطريقتين الليزيك و«PRK» هما على الدرجة نفسها من الجودة، واختيار إحداهما يعتمد في الغالب على سمك القرنية.

* أما لمستخدمي النظارات الطبية، فهي على أنواع، ويجب أن تتوفر فيها مواصفات خاصة، واختيار أحدها يعتمد على درجة ضعف الرؤية.

* لدرجات الضعف البسيط، يمكن استخدام عدسات بلاستيكية عادية.

* لدرجات الضعف العالية، لا ينصح باستخدام البلاستيك العادي لأنها ستكون سميكة، وإنما ينصح باستخدام عدسات من الزجاج أو نوع خاص من البلاستيك يكون رقيقا وخفيفا.

* لضعف البصر المزدوج بين قصر البصر وطول النظر الشيخوخي، ينصح باستخدام عدسات متدرجة القوة توفر رؤية عالية الوضوح للمسافات المختلفة.

* عمل الفحص الدوري للعينين حسب توصية الطبيب، يكشف مبكرا عن أي اضطراب يحدث فيهما، وينقذ من العمى في كثير من الحالات.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]