دواء عشبي جديد لعلاج التهابات العين

* الدواء مركب من حبات صغيرة جدا توضع في الملتحمة * لا توجد تأثيرات جانبية تذكر للدواء * يؤدي إلى الشفاء خلال يومين إلى ثلاثة

TT

ازدادت وتيرة الابحاث على الاعشاب الطبية في الفترة الاخيرة. وقد ابدت العديد من كليات الصيدلة في الدول الغربية اهتمامها بالاعشاب نظرا لاحتوائها على مواد فعالة جدا لمعالجة الامراض. ويعتقد ان الاعشاب النادرة او حتى الاعشاب العادية قد تحتوي على مواد اساسية للمعالجة.

ومن الانجازات الطبية الجديدة في مجال طب الصيدلية والاعشاب انتاج عقار عشبي لمعالجة الالتهابات التي تصيب ملتحمة العين.

وقد ساهم الدكتور احمد عباس بشكل اساسي في تطوير هذا الدواء في جامعة اوفرن الفرنسية. ومن اجل استيضاح ما هو جديد في هذا المجال تحدثت «الشرق الأوسط» مع الدكتور احمد عباس الذي يعمل مدرسا في جامعة اوفرت بفرنسا وكان لنا معه الحديث التالي:

* هل يمكن ان تعطينا فكرة عن الدواء الجديد الذي طورته؟

ـ لقد طورت دواء جديدا وهو عبارة عن اقراص صغيرة يمكن وضعها في العين من دون ان تحدث تخرشاً او تعباً فيها.

وتحتوي هذه الاقراص على عشب دوائي، حيث اشارت التجارب المخبرية ولاول مرة الى نجاح هذا الدواء في شفاء العين من الالتهابات المختلفة واحمرارها، كما وجدنا في الاختبارات ان المواد الموجودة في الاعشاب المستخدمة تساعد على شفاء جروح العين الداخلية وتأثيراتها الجانبية قليلة جدا، وتكاد تكون معدومة.

اضافة لما سبق فإن الدواء الجديد يطلق في العين لمدة زمنية طويلة لذلك يعتبر من الادوية الطويلة التأثير.

* ما هي الابحاث الاساسية التي اجريتها على هذا الدواء؟

ـ بالطبع اجريت الابحاث في فرنسا، حيث لاحظت بان الاعشاب المستخدمة تحسن الدورة الدموية في العين وتقتل البكتيريا، خاصة البكتيريا الخطيرة والفطريات. ولم يجرب احد من قبل هذه الاعشاب في هذا النوع من المعالجة.

وشملت التجارب حقن عيون الارانب بمادة سامة تدعى «الاندوتوكسين»، حيث ظهرت التهابات شديدة في العين وادى ذلك الى ارتفاع نسبة خلايا الليكوسيت. بعد ذلك بدأت باعطاء الدواء الجديد مرة يوميا بجرعة صغيرة، حيث جرى قياس نسبة خلايا الليكوسيت فوجد انها انخفضت بعد 6 ساعات وعادت الى نسبتها الطبيعية بعد يومين فقط من بدء اعطاء الدواء في حين ان الارانب التي اعطيت ادوية وهمية لا تحتوي على المادة العشبية تطورت لديها الآلية الالتهابية بشكل شديد.

بعد ذلك اخذت اعين الارانب واجريت عليها دراسة نسجية «هيستولوجي» فوجد ان الاعشاب لا تؤدي الى اي تأثيرات جانبية تحول دون اعطاء الدواء.

* كيف يمكن الاستفادة من هذا الدواء في الاسواق العربية؟

ـ لن يكون الدواء متوفرا في الاسواق قبل ان تستكمل الدراسات السريرية عليه. ولا استطيع اعطاء معلومات تفصيلة عن هذا الموضوع الآن.

* هل جرب الدواء على المرضى سريريا؟

ـ نعم لقد بدأنا بوضع الدواء على الجروح السطحية في الجلد وقد كانت النتائج جيدة. كما بدأت التجارب بوضع الدواء لبعض المتطوعين الذين يعانون من التهابات واحمرار في العين. كذلك جرب الدواء على الذين يعانون من تلوث جرثومي، وقد جرى ضبط الجرعة المناسبة للعين عن طريق استخدام مقادير دوائية مختلفة لدى حيوانات التجارب حتى جرى التوصل الى المقدار المناسب.

* ماذا يحدث اذا زادت الجرعة عن حدها الطبيعي؟

ـ يمكن ان تؤدي زيادة الجرعة الى تخريش واحمرار العين، لذلك كان من المهم ضبط الجرعة بشكل مناسب.

* هل جرى عرض الدراسات السابقة في المؤتمرات العالمية؟

ـ سيجري عرض هذه الابحاث في مدينة فلورانس الايطالية في شهر ابريل (نيسان) المقبل، كذلك في مؤتمر متخصص لطب العيون في ولاية فلوريدا الاميركية.