مراقبة ازدياد حموضة المعدة بالأجهزة الحديثة تقلل الحاجة للمواد الظليلة والتنظير الهضمي

TT

يستخدم الأطباء البريطانيون في مستشفى «رويال لندن»، جهازاً لقياس حموضة المعدة على مدار الـ 24 ساعة خلال اليوم، وذلك بهدف التعرف إلى طبيعة الألم في المعدة وعلاقته مع المفرزات الهضمية.

الجهاز عبارة عن بطارية ووحدة تحكم إلكترونية تأتي على شكل راديو الجيب، وهذا الجهاز موصول بسلك خاص يحتوي في رأسه على جهاز حساس لنقل المعلومات إلى وحدة التحكم الكومبيوترية، حيث يُدخل هذا السلك إلى المعدة عن طريق الأنف ويُثبت بعد وصله بالجهاز الخارجي الذي يمكن تثبيته على حزام البنطال العادي. والجهاز مزود بأزرار تحكم أيضا، حيث يمكن للمريض أن يضغط عليها عندما تنتابه نوبات الألم الهضمية خلال الحياة اليومية.

والجدير بالذكر، ان وضع الجهاز لا يؤثر في الحياة اليومية للمرضى، إذ يمكن للشخص المعني ان يمارس حياته بشكل طبيعي مثل الطعام والشراب والنوم، لكن يمكن أن يعاني المريض من بعض المضايقات البسيطة الناتجة عن السلك المزروع في المعدة عن طريق الأنف، إذ يعاني العديد من شعور تخريشي في الفم والعطاس، وشعور بالتقيؤ أحياناً نتيجة لاحتكاك السلك بالغشاء المخاطي الموجود في مؤخرة البلعوم، لكن بشكل عام فإن هذه الازعاجات محمولة من أجل الوصول إلى تشخيص سليم لألم المعدة.

وقال الدكتور ديفيد ايفانس الذي يقود فريق البحث، والذي يجرب هذا الجهاز في المستشفى، إن هدف الجهاز هو تحديد أسباب القلس المريئي، أي ارتداد إفرازات المعدة الحامضة إلى أسفل المريء. وبالتالي يحدث نتيجة لذلك، التهاب مزمن أسفل المريء وبداية المعدة، بالاضافة إلى تقرح. ووجد ان هذا الالتهاب لفترة طويلة جداً من الزمن قد يؤدي إلى تبدلات خلوية غير طبيعية، وبالتالي تصبح إمكانية حدوث الأورام أكثر احتمالاً.

وزيادة حموضة المعدة تصيب ما لا يقل عن %15 من السكان بشكل عام، وتترافق بعدم ارتياح وألم متقطع، بالاضافة إلى اضطرابات هضمية.

ويزود الجهاز الجديد الأطباء بمعلومات قيمة جداً عن تبدلات الضغط داخل المريء والمعدة، وعن تبدل الإفرازات. ويمكن دراسة المعلومات المزودة للجهاز بالتفصيل، وذلك لوجود برنامج يسمح بإعادة سرد المعلومات وتحليلها.

وسيقلل الجهاز من نسبة استخدام المواد الظليلة، أو المشعة، لكشف آفات المريء والمعدة. كذلك يمكن أن يقلل الحاجة إلى التنظير الهضمي، وما يمكن أن يترافق منه من مخاطر مثل انثقاب المريء والتهابه.. إلخ.

ويحدث التهاب المريء السفلي نتيجة لوجود فتق حجابي انزلاقي للمعدة داخل الصدر، أي ارتخاء في معضرة، أو فوهة المعدة الخارجية نتيجة لاتساع فتحة دخول المريء في الحجاب الحاجز، ويمكن أن يحدث الانفتاق نتيجة قصر المريء الولادي، حيث تنشد المعدة للأعلى ويحدث الفتق. وتؤدي الحالة إلى عسرة في البلع مع حدوث ألم عند تناول الطعام وشعور بالحرقة خلف القص والصدر. وغالبا ما تحدث آلام في الذراع اليسرى وأسفل الحنك شبيهة بالآلام التي تحدث لدى مرضى الذبحة القلبية. لذلك من المفيد إجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة السبب قبل الحكم على الألم على أن مصدره القلب.

وتفيد مضادات الحموضة في تخفيف حدة الالتهاب، لكن العلاج يعتمد على الحمية الغذائية وأخذ الطعام على خمس أو ست دفعات يومياً، وتخفيف الوزن والنوم على مخدة عالية بدرجة 45 درجة مئوية عن مستوى الأرض، وقد تحتاج المعالجة إلى إجراء عملية جراحية.

=