التمييز بين اضطرابات الذاكرة الناتجة عن التقدم بالعمر والخرف

TT

كثيرا ما يتردد مرض الزهايمر في الأخبار، الذي اقترن دوماً بالتقدم بالعمر والخرف، وهذا خلق لدى الكثيرين من المتقدمين بالعمر قلقاً حقيقياً ناجماً عن خوفهم من احتمال أنهم قد يعانون من أعراض وعلامات هذا المرض أو الأنواع الأخرى من الخرف، وهذا ينطبق بشكل خاص على فقدان الذاكرة الذي يراه البعض كعلامة حمراء، أو راية حمراء للخرف، ومع ذلك فقد يعتبره البعض نتيجة حتمية للخرف.

ولا يزال هناك الكثير من الغموض الذي يكتنف أسرار الذاكرة، لكن لا بد من الإشارة هنا إلى أن هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة المنتشرة بين الناس. وعموما، فالنسيان البسيط ليس علامة على مرض الزهايمر إذا لم تصحبه أعراض أخرى أو إذا لم يتقدم ويتطور مع مرور الوقت. فقد يأخذ النسيان أشكالاً عديدة مثل عدم وضع الأشياء في المكان المناسب أو نسيان تناول بعض الأطعمة. أما المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر، فإنهم عادة ما يميلون إلى التعرض إلى فترات من فقدان الذاكرة، وذلك بسبب تطور وضع الدماغ إلى الأسوأ نتيجة لهذا المرض، وهذا يؤدي إلى اضطرابات في التفكير واضطراب في الحالة العقلية والحكم على الأمور. وتتأذى كذلك طرق الاتصال الاجتماعية والعواطف. ومن هنا، فقد يعاني المريض من اضطراب واضح وعنيف في الذاكرة كأن ينسى فجأة كيف يستعمل دفتر الشيكات، أو أن ينسى طريق العودة إلى البيت ليضيع في أي رحلة تسوق.

ومع هذا، فإن علاقة الذاكرة بالعمر علاقة فيها بعض الحقيقة، فتصدع الذاكرة بتقدم العمر قد لا يمكن إنكاره، فكلما تقدم الإنسان بالعمر صار الدماغ أقل سرعة في ما يتعلق بالذاكرة القصيرة، لكن يحافظ الدماغ بحد ذاته والذاكرة أيضا على عملهما السابق.

ما هي الأسباب المحتملة لفقدان الذاكرة؟..

هناك مقولة تقول إنك إذا سمعت صوت إطلاق نار سوف ترى دخان البندقية إذا ما نظرت في الاتجاه الصحيح، وهذه المقولة تنطبق بشكل أو بآخر على ما يجري في الذاكرة، فإذا ما عانيت من انقطاع مفاجئ في الذاكرة، فإن التفحص الدقيق في ظروفك قد يشير بدقة إلى سبب ذلك. وهذا التفحص الدقيق يجريه الطبيب الذي عليك مراجعته في الحال عندما تلاحظ انهيارات مفاجئة في الذاكرة. والأسباب المحتملة لفقدان الذاكرة هي: الاكتئاب والادمان على الكحول والأدوية والتوتر وسوء التغذية ونقص الفيتامينات، خصوصاً الفيتامين B12، والجفاف واضطرابات الغدة الدرقية واضطرابات النوم.

ومن الأدوية التي قد تؤدي إلى فقدان أو تراجع الذاكرة، خصوصاً إذا ما وصفت للمتقدمين بالعمر، فهي التالية وفقا لأسمائها التجارية: الرومت، اسندين، دالمين، هالدول انديرال، ميلاّرل، ميلتاون، باميلور، ببسيد، سيراز، سيمترل، تاغامت، فاليوم، كزانتاك.

وأخيراً لا بد من التنويه إلى أن تقوية «عضلات الذاكرة» مصطلح صحيح إلى حد ما في ضوء النظرية التي تقول إن الخمول الجسمي والعقلي يؤدي إلى بطء الذاكرة.

=