الحشوات السنية على وشك الانقراض

TT

تخيل بأنك لست بحاجة لأن تجلس على كرسي طبيب الأسنان، الذي سيعمل حفارته في فمك بسبب نخر في احدى أسنانك. قد يكون هذا ممكناً طبقاً لمجموعة من الخبراء من المعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال الدكتور ميشيل الفانو من المعهد القومي للصحة: إن النخر هو عبارة عن التهاب، ونحن نعلم الآن بأنه يمكن وقف هذا الالتهاب من دون الحاجة لوضع حشوة فيه، إذا تم ذلك مبكراً بشكل كاف. وقد وجدنا أيضا أن مانعات التسرب والهلام الفلوري والملمعات والمواد الرغوية المستخدمة في طب الأسنان فعالة في إيقاف الانتان وفي بعض الأحيان يمكنها عكس التبدلات التي أحدثها الالتهاب، لكن الوقت مبكراً على أن نقول ان الحشوات السنية على وشك الانقراض، فما زالت الحشوات ضرورية لمعالجة النخور التي أصابت الأسنان.

ويقول الخبراء انه تم تحقيق خطوات واسعة في طب الأسنان وصحة الفم خلال العقود القليلة الماضية، فعن طريق المياه المفلورة واستخدام المستحضرات الحاوية على الفلور والتغيرات التي طرأت على النظام الغذائي، بما في ذلك الحد من تناول السكريات، قد انخفضت نسبة حدوث النخور السنية بمعدل ثلثين خلال الثلاثين سنة الماضية.

وتبقى نخور الأسنان مشكلة صحية رئيسية، فحوالي %20 من الأطفال بعمر 2 إلى 4 سنوات، لديهم نخور سنية، وبعمر السابعة عشر يعاني حوالي %80 من نخر واحد على الأقل، أما في أواسط العمر، فإن أكثر من ثلثي الكهول قد فقدوا واحدة على الأقل من أسنانهم الدائمة، وحوالي ربع المسنين فقدوا جميع أسنانهم الطبيعية.

وطبقاً لتقرير المعهد القومي للصحة، فإن أكثر من نصف الذين يعانون من نخور سنية هم من الطبقات المحرومة والفقيرة، وان الفئات التي تعاني من مصاعب اجتماعية واقتصادية تعاني من مشاكل صحية في الفم أكثر بثلاث مرات من الطبقات الأعلى في السلم الاجتماعي والاقتصادي، ويوصي المعهد بتوجيه الجهود والتوصيات الوقائية إلى الطبقات المحرومة والسكان الذين ما زالوا يتمتعون بصحة فموية جيدة.

ويقول أحد الخبراء ان معظم الناس يظنون خطأ بأن صحة الفم والأسنان لا ترتبط بالصحة العامة لبقية أجهزة الجسم، إلا أنها بالتأكيد ذات علاقة وثيقة، فلا يمكن أن تتمتع بصحة جيدة حتى تكون صحة فمك وأسنانك جيدة أيضا. ومعظم الناس لا يزورون طبيب الأسنان إلا عندما يشعرون بمشكلة أو يعانون من ألم في أسنانهم في الوقت الذي تكون فيه المشكلة قد وصلت إلى مرحلة متقدمة.