الذين يتعرضون لثلاثة أحداث مؤلمة يصابون بالسكري

TT

ان عملا غير مريح او حياة عائلية مضطربة يمكنهما ان يفعلا اكثر من ان يبقياك قلقا وحائرا طيلة الليل. ان بامكانهما ان يعرضاك للمرض بطرق مختلفة لا يمكنك توقعها. اظهرت الابحاث الحديثة ان الشدة يمكنها ان تؤثر في كل شيء بدءا من شفاء الجروح الى فعالية لقاح الانفلونزا. لقد اظهرت هذه الابحاث المجراة على مختلف الصعد مدى تغير التفكير العلمي حول تأثيرات الشدة في السنوات القليلة المنصرمة. حتى وقت قريب تجاهل الاطباء والعلماء فكرة ان الشدة يمكنها ان تمرضك. فهم لا يعترفون الا بالدلائل والبراهين، ولم يكن بامكان اي باحث ان يقوم بتقديم هذه البراهين والدلائل. اما اليوم فيمكن للعلماء ان يقيسوا تأثير الهورمونات المنطلقة اثناء الشدة على الجهاز المناعي. وفكرة الدكتورة استر سترينبرغ، التي تدير ابحاث المركز القومي حول كيفية قيام الهورمونات الدماغية، بما فيها تلك المنطلقة اثناء الشدة بالتأثير في الامراض في كتابها «التوازن الداخلي». ان الحوادث العصبية تحرض اطلاق شلال من الهورمونات والمواد الكيميائية الاخرى التي تؤدي لزيادة ضربات القلب وتجعل انتباهك اكثر تركيزا، ورؤيتك اكثر وضوحا. لكن اذا ما طال امد الشدة بعدم قدرتك على السيطرة عليها او انها استمرت فترة طويلة فإن هذه الهورمونات ستستمر بالتدفق من الاعصاب والغدد، وبالتالي هي نفسها التي كانت تحفزك وتدفعك قدما ستؤدي لاحباطك واعاقتك.

وقد قام عدد من الدراسات الحديثة بقياس هذا التأثير ووجد علاقة قوية بين الشدة وعدد من الحالات الطبية التي تشمل:

* الداء السكري الكهلي: فقد وجدت دراسة اجريت في امستردام ان الاشخاص الذين شهدوا على الاقل ثلاثة احداث غيرت حياتهم كموت الزوج او انهيار مالي، زاد احتمال اصابتهم بالنمط الثاني لداء السكري بحوالي %60 مقارنة بنظرائهم الاقل تعرضا للشدة.

* اضطرابات الذاكرة: قام باحثون باعطاء اشخاص حبوبا لزيادة مستوى الكورتيزول في دمائهم، وهو هورمون يفرزه الجسم استجابة للشدة، وبعد اجراء اختبارات الذاكرة، كانت نتائجهم اسوأ من نتائج الذين اعطوا حبوبا كاذبة.

* الانفلونزا: في دراسة اجريت في جامعة اوهايو شملت رجالا ونساء بأعمار تتراوح بين 53 و 89 سنة، وجد ان اولئك الذين يعانون من الشدة بسبب دورهم في العناية بمرضى الخرف، كان لديهم احتمال اكتسابهم وقاية سريعة من لقاح الانفلونزا نصف احتمال غير المعرضين لتلك الشدة.

* شفاء الجروح: في ابحاث اجريت في ولاية اوهايو الاميركية لوحظ وجود تركيزات منخفضة من المواد الكيميائية المناعية المفيدة في جروح نساء يعانين من الشدة. وقد زادت مدة شفاء هذه الجروح بنسبة %24 بالمقارنة مع جروح النساء اللواتي لا يعانين من الشدة.

وفي الدراسة الاخيرة التي قامت بها البروفيسورة جانيس كيكولت ومساعدوها بقياس مستوى احد منتجات الجهاز المناعي ويدعى السيتوكين عند 36 امرأة احدثت لديهن بثورا على سواعدهن. وكانت نصف النساء الخاضعات للدراسة يقمن بالاعتناء بأقارب مصابين بداء الزهيمر وصنفوا بأنهن يعانين من درجة عالية من الشدة، وهنا احتاجت جروحهن لفترة اطول بتسعة ايام لتشفى.

وقالت البروفيسورة جانيس كيكولت مع ان الشدة النفسية التي يعاني منها القائمون على رعاية المسنين والمعوقين كانت ملحوظة، الا انها لم تكن خارج نطاق التجارب والخبرات الطبيعية، وبذلك لا يحتاج الامر لان تكون الشدة مروعة وباعثة على اليأس لنرى آثارها على الجهاز المناعي، ويرى بعض الباحثين ان الشدة ذات علاقة بالذبحات القلبية وارتفاع التوتر الشرياني، بالاضافة لقدرتها على جعل الاشخاص عرضة لأي شيء بدءا بالرشح وانتهاء بالسرطان والايدز.

ويعتقد الخبراء بأن تقنيات الاسترخاء المختلفة يمكن ان تساعد على ازالة الشدة وتعزيز الجهاز المناعي. لكن ليست هناك وصفة سحرية وموحدة يمكن تطبيقها على الجميع، فالبعض يستفيد من الركض او التأمل في حين تكون هذه الفعاليات مملة وتزيد الشدة عند البعض الآخر، فعلى كل شخص ان يبحث عن الطريقة المجدية لديه.

=