بعض النصائح التي تحافظ على ديمومة أفكارك ومعالجة ضعف الذاكرة والنسيان

TT

يتكون الدماغ، هذا العضو المهم المستقر في الجمجمة، الذي يزن 9 باونات كمعدل، من شبكة معقدة من الخلايا والجذور والفروع المتعددة الوظائف. ويحوي الدماغ على مئات البلايين من الخلايا العصبية التي يطلق عليها اسم النيورونات، التي ترتبط مع بعضها بعلاقة شد وجذب عبر نهايات دقيقة تبدو كالجذور وتسمى المحاور Axones والاستطالات Dendrites العصبية. ورغم أن المحاور العصبية تميل إلى الاقتراب إلى أقصى حد ممكن من الاستطالات فإنها تحتفظ بمسافة فاصلة عنها. لهذا فإن على الذاكرة والأفكار الأخرى أن تتخطى الفجوات الشبكية، كما يركض الرياضي في سباق الحواجز.

ويمكن أن تتحول هذه الفجوات المشبكية المكروسكوبية إلى وديان طبيعية هائلة الحجم لو انعدمت فيها المواد المرسلة مثل الدوبامين ونورايبينفرين والسيروتونين لاسيتيلكولين. وتعجز حينها المعلومات عن التنقل من مكان إلى آخر وبلوغ المناطق المعنية في الدماغ، وهذا يعني، ببساطة، ان الإنسان عاجز عن بلوغ المعلومات المطلوبة (الذاكرة)، رغم انها محفوظة داخل دماغه.

وإذا كانت المرسلات العصبية هي المادة المساعدة على بث الذاكرة، فمن أية مادة تتكون هذه المرسلات؟ يعتقد العلماء ان مادة الجلوكوز هي الوقود الأساسي لعمل هذه المرسلات العصبية، إلا أنهم يعلقون أهمية خاصة ايضا على دور الفيتامينات والمعادن في تزويد هذه المرسلات بالمواد الخام اللازمة لعملها.

وربما يكمن هنا بالذات سر ضعف الذاكرة أو فقدانها أن الناس، خصوصا من الشعوب المترفة، يأكلون الكثير من الطعام، لكنهم يخطئون دائماً في اختيار النوع اللازم لتغذية هذه العمليات الدماغية. وقد يكون البعض واعياً إلى هذه الحقيقة وبتناول هذه المواد المغذية بانتظام، إلا أنهم قد لا يتناولونها بما يكفي وبما يسعف ذاكرتهم. ويتساءل بعض الأطباء ما إذا كان الحد الأعلى المقرر من قبل الجهات الصحية هو بالفعل الحد الكافي لتغذية دماغ الإنسان؟ وهذه ليست المشكلة الوحيدة، لأن تناول هذه المواد المهمة وفق الحد المطلوب قد لا يكفي لتغذية العمليات الدماغية في إنسان يعاني من مشاكل أخرى تتعلق بامتصاص وتمثيل هذه المواد. وهذه حالة يمكن أن تنشأ في أغلب الأحيان بين المتقدمين في السن وبين المعانين فعلاً من ضعف الذاكرة وحالة النسيان الدائم.

وتقول البروفيسورة سالي ستيبلر، استاذة الجامعة في المدرسة الطبية في دنفر ـ جامعة كولورادو، إن سوء امتصاص فيتامين ب ـ 12 من الأمعاء، وبالتالي تقلص تدفق هذا الفيتامين المهم إلى الدماغ، يصيب رجلاً مسناً واحداً من كل خمسة في الأقل. هذا يعني بكلمات أخرى ان الإنسان ليس بحاجة إلى أكثر من ضعف تغذية يضاعفها سوء امتصاص في الأمعاء كي يصاب بضعف الذاكرة.

* عوامل التغذية

* ابعد يدك عن زجاجة الكحول.. يقول البروفيسور مايكل عبادي، استاذ علم العقاقير وامراض الجملة العصبية في جامعة نبراسكا وكلية الطب في اوماها، إن الافراط في شرب الكحول المحرمة يفرط بخزين فيتامينات «ب» من جسمك، فهناك متلازمة كاملة من امراض نقص فيتامينات «ب» والزنك تظهر عند المدمنين وتسبب فقدان او ضعف الذاكرة لديهم.

وهذا ليس كل شيء، لأن تعاطي الكحول يأتي دائماً على حساب التغذية الجيدة، ويؤدي بالتالي إلى انخفاض المواد المغذية المطلوبة في طعامك وبدنك.

تناول طعاماً قليل الدهن.. إذ تظهر دراسة فارمنجهام الشهيرة حول القلب، انه كلما ارتفع ضغط دم الإنسان زاد اخفاقه في العديد من الفحوص والاختبارات الدماغية بما فيها الفحوص الخاصة بالذاكرة. ويعتقد الباحثون ان ضغط الدم العالي يؤثر سلباً في مجرى الدم إلى الدماغ، ولهذا من الضروري اتخاذ استراتيجية تغذوية معينة قادرة على خفض ضغط الدم. وإحدى الستراتيجيات المجربة هي الحرص على ألا يتجاوز حجم السعرات الحرارية القادمة من الدهن في طعامك نسبة %25 من مجموع الطاقة التي تتناولها.

* تفعيل الدماغ بواسطة فيتامين ب ـ 12

* حينما عولج 39 شخصاً من المعانين من الاعراض العصبية الناجمة عن نقص فيتامين ب ـ 12 بهذا الفيتامين، تحسنت بشكل ملحوظ، واحيانا دراماتيكي، اعراض فقدان الذاكرة والتعب والتلبّك. ويتسبب نقص ب ـ 12 بالعديد من المشاكل للجهاز العصبي، ويترافق ذلك بمناطق حارقة في القدمين، اضافة إلى فقدان الذاكرة القريبة المدى وضعف القابلية على الحساب.

ويفشل حوالي ثلث المسنين من عمر يتجاوز الستين عاماً في استخلاص فيتامين ب ـ 12 من الطعام الذي يتناولونه. ويعود السبب في ذلك إلى أن معداتهم ما عادت تفرز الحامض المعدي بشكل يكفي لتحطيم الطعام وتحويله إلى مواد مغذية أولية للدماغ والجسم. ولا ينفع هنا، في هذه السن، علاج هذه الحالات بواسطة المستحضرات الجاهزة لأن المعدة عاجزة ايضا عن امتصاصها، وذلك ينبئ الطبيب عادة، إذا ما ساوره الشك بوجود حالة نقص فيتامين ب ـ 12 وراء فقدان الذاكرة، الذي يعاني منه المريض، إلى منحهم التحاميل التي تتجاوز الجزء الأعلى من القناة الهضمية. ومن النادر أن يصيب نقص فيتامين ب ـ 12 الناس الذين يعمل جهازهم الهضمي بشكل جيد، وذلك لأن تناول منتجات اللبن بشكل بسيط يومياً أو تناول البروتين الحيواني يكفي لتعويض هذا الفيتامين المهم. وربما يتبقى الخطر الوحيد على الإنسان الصحيح الجسم من خلال الحمية الشديدة (الريجيم)، التي تقاطع منتجات الحليب واللحوم تماماً، لكن حتى في هذه الحالة، تقول البروفيسورة ستيبلر: لن يصاب الإنسان بنقص فيتامين ب ـ 12 إلا بعد عدة سنوات من هذه الحمية الشديدة.

ويفترض أن تكون منتجات الاجبان واللبن واللحوم غنية بفيتامين ب ـ 12، علما أن الجرعة اليومية المطلوبة هي 6 ميكروجرامات فقط.

* أدوية وعقاقير لشحذ الذاكرة

* Carnitine، يعزز وظائف الدماغ والقوى الجسدية وقدرة الاحتمال.

* Choline & Inositol، وهما مركبان من مجموعة فيتامين «ب» يعززان عمل الدماغ والجهاز العصبي عموماً.

* DMAE، يقوي الانتباه والتركيز.

* Ginkgo، تؤخذ حبوب هذا النبات عادة لتحسين المزاج وتحفيز الذاكرة وتنشيط الدماغ وابطاء تقدم السن.

* Gensing، ملك الأعشاب الصينية المقوية المعروف بقدرته على تحسين الملكة الدماغية.

* Gotu Kola، وهو مستحضر عشبي هندي معروف يتناوله الإنسان لرفع طاقاته وتحفيز ذاكرته.

* Gotu Kola & Ginkgo، قد يعزز نشاط الدماغ ويشحذ الذاكرة.

* Houerzine، يستخلص من الطحالب الصينية ويستخدم منذ زمن كمحفز للذاكرة، وأثبت كفاءته في الدراسات الدماغية.

* Lecithin، مادة غذائية طبيعية لمنع فقدان الذاكرة وحماية الكبد.

* Phosphatidil Choline، مادة تعزز المواد الكيماوية الفاعلة في عملية التذكر في الدماغ.

* Phosphotidil Serine، يدعم الوظائف الدماغية والذاكرتين البعيدة والقصيرة المدى.

* Pregnenlone، هورمون مهم قد يحفز أداء الدماغ والذاكرة.

* Vitamin E- Oil، كبسولات وجيلاتين معروف يساعد على حماية خلايا الدماغ من المواد الضارة.

=