اسشتارات صحية

العمل الليلي ومخاطر الإصابة بالسرطان

TT

* قرأت في جريدة «الشرق الأوسط» عن تأثير العمل الليلي على الصحة، وطالما أنني أعمل كممرضة في المستشفى وأغلب أوقات دوامي في الليل، أود أن تزودونني ببعض المعلومات عن هذا الموضوع؟

س. أ ـ المغرب ـ تمكن العلماء من الحصول على أدلة جديدة تثبت أن للعمل الليلي المناوب أضراراً صحية كبيرة، فقد أشار تحليل للبيانات الصحية في الدنمارك إلى أن النساء اللائي يعملن في الليل ربما يتعرضن للإصابة بسرطان الثدي أكثر من غيرهن.

وتأتي هذه الدراسة في أعقاب أبحاث أشارت إلى أن العمل المناوب ليلاً يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. فقد قام الدكتور جوني هانسون من معهد دراسات السرطان في كوبنهاجن بدراسة السجلات الطبية والمهنية لأكثر من سبعة آلاف امرأة بين عمر الثلاثين والرابعة والخمسين، من اللائي شخصن بأنهن مصابات بسرطان الثدي.

ووجد هانسون بأن النساء اللائي يعملن في الليل معرضات للإصابة بسرطان الثدي بنسبة خمسين في المائة مقارنة بالنساء اللائي لا يعملن في الليل، كما اكتشف أنه كلما كان عمل النساء منتظماً في الليل لفترة طويلة، فإن فرص إصابتهن بسرطان الثدي تزداد، لكن سبب هذه العلاقة بين العمل الليلي والسرطان غير معروف حتى الآن.

غير أن بعض الدراسات أشارت إلى أن العاملين ليلاً ربما يلجأون إلى تعاطي المسكرات المحرمة، وهو سبب معروف من أسباب الإصابة بالسرطان. غير أن نظرية أخرى تقول إن المخاطر تزداد عند التعرض للأضواء غير الطبيعية، إذ يعتقد أن الأضواء غير الطبيعية تعرقل إفراز هورمون يدعى «ميلاتونين»، الذي عادة ما يفرزه الجسم في الليل. فقد أشارت الأبحاث إلى أن انخفاض مستوى هورمون ميلاتونين في الجسم، ربما يساعد على نمو الخلايا السرطانية، أو يساعد على إفراز الهورمون الأنثوي «اوستروجين»، الذي يُعتقد أن له علاقة بسرطان الثدي.

ويجادل الدكتور هانسون الذي نشرت دراسته في مجلة «ابيديميولوجي»، بأن تجربة النساء تقدم دليلاً يؤيد هذه النظرية، إذ تقل نسبة الإصابة بسرطان الثدي عندهن بنسبة خمسين في المائة عن المستوى العام عند النساء البصيرات، لأن هؤلاء النساء لا يستطعن أن يرين الأضواء الاصطناعية، وبذلك لا تترك هذه الأضواء أي أثر على إفراز هورمون الميلاتونين. وقال البروفيسور جوردون ماكفاي، المدير العام لحملة مكافحة السرطان في بريطانيا، إن هذه الدراسة غير حاسمة، وان مخاطر الإصابة بسرطان الثدي ليست كبيرة.. لكنه اضاف أنها من الأهمية بحيث لا يمكن تجاهلها، واضاف ان حقيقة كون الناس في منطقة حوض البحر المتوسط لا يعانون من مستويات عالية من سرطان الثدي، يدل على أن نظرية الميلاتونين ربما تكون غير صحيحة. وقال إن هناك الكثير من الهورمونات التي قد تكون لها علاقة بالعمل الليلي والإصابة بالسرطان.