أدوية معالجة الشقيقة تسبب الصداع الدائم على المدى البعيد

TT

يعاني حوالي 8 ملايين الماني من مرض الصداع النصفي او الشقيقة ويتناولون اطنان الادوية المضادة لهذا الالم الرهيب سنويا من دون حساب لاحتمال الصداع الناجم عن تناول هذه الادوية الذي يطلق عليه العلماء اسم «الصداع الناجم عن الأدوية».

ووجه البروفيسور زازا كاتسارافا، اختصاصي معالجة الألم من عيادة الامراض العصبية في مدينة آيسن الالمانية، اصبع الاتهام الى احد انجح الادوية السائدة في السوق والمستخدمة في معالجة الشقيقة، وهو «تريبتان» Triptane، اذ تكفي جرعات قليلة من هذا العقار المعروف لتحويل عذاب الصداع النصفي الى صداع دائم في الرأس خلال فترة قصيرة.

وجاء تحذير كاتسارافا هذا في مؤتمر اطباء الالم العالمي الذي انعقد في آيسن اخيرا وحضره اكثر من 2000 طبيب واختصاصي في معالجة الالم. وذكر الطبيب ان 1 الى %2 من الالمان يعانون من الصداع الناجم عن تناول الادوية، وان العدد يميل الى الارتفاع سنويا.

وقد اجرى كاتسارافا وزملاؤه فحوصهم على 100 مريض يعانون من الشقيقة او الالم النابض في الرأس، واستطاعوا من خلال مختلف انواع العلاج ان يشخصوا الصداع الدائم الذي تولد عند هؤلاء المرضى نتيجة تناول مختلف الادوية. واتضح ان تناول المسكنات (مثل الاسبرين والباراسيتامول والايبوبروفين) بشكل مستمر، يؤدي الى نشوء الصداع الدائم عند المرضى بعد 5 سنوات. ويؤدي الايرغوتامين الى حدوث الصداع الناجم عن الادوية بعد سنتين من المواظبة عليه، اما دواء التريبتان الذائع الصيت فيسبب الصداع الدائم بعد سنة واحدة من تناوله بجرعات معينة.

وبالأرقام يتسبب هذا الدواء بوجع دائم في الرأس اذا تناوله المريض بجرعات عددها 15 الى 18 في شهر واحد. وهي فاعلية سلبية عالية مقارنة بالايرغوتامين الذي يسبب الصداع بعد 40 جرعة، والمسكنات الاعتيادية التي تسبب الصداع بعد 100 جرعة، وامتدح كاتسارافا دواء «التريبتان»، وقال انه دواء رائع لمعالجة الم الشقيقة، إلا ان الاطباء لم ينتبهوا الى الصداع الناجم عن استخدامه المستمر. ويبدأ مفعول «تريبتان» الايجابي على ألم الرأس بعد 10 ـ 60 دقيقة حسب طريقة تناوله (الاقراص او التحاميل او بخاخ الأنف). ولا ينصح كاتسارافا بتناوله بأكثر من 10 اقراص في الشهر تجنبا للصداع الناجم عنه. ويمكن للمريض في حالة اصابته بنوبات الشقيقة لثلاث مرات بالشهر، ان يلجأ الى الادوية الوقائية مثل كابحات بيتا والكالسيوم وخافضات السيروتونيين بهدف تقليل عدد النوبات.

وذكر كاتسارافا امام المؤتمرين ان آلية نشوء الصداع الناجم عن الادوية غير واضحة، لكن ربما ان لذلك علاقة بالاستعداد الوراثي والعوامل النفسية والاجتماعية. وأكد ان معظم المعانين من داء الشقيقة هم من النشطين والكفوئين، وهذا ما يجعلهم يهرعون الى الاقراص حال شعورهم بشيء من الالم خشية ان تنتابهم النوبة وتعيقهم عن اداء اعمالهم. ويؤدي هذا الوضع بالطبع الى تجاوز الجرعات التي يصفها الطبيب وينجم الصداع الدائم عنها بالضرورة. وظهر من خلال الدراسة التي اجريت في آيسن وجود طريقة واحدة لانهاء الالم الناجم عن الادوية الا وهو التوقف في الحال عن تناولها. وهذا يسري بالذات على دواء «تريبتان»، خصوصا ان الفحوص اثبتت ان التخلي عنه اسهل بكثير من التخلي عن بقية ادوية معالجة الشقيقة.

=