أهم التبدلات الجسدية التي تحدث للمرأة أثناء فترة الحمل

TT

تحدث تبدلات فيزيولوجية مهمة جداً لدى المرأة أثناء فترة الحمل، ويجب التفريق ما بين التبدلات الطبيعية والتبدلات غير الطبيعية، لذلك وجدنا أنه من المفيد استعراض بعض التغيرات الجسدية المهمة لدى المرأة أثناء تلك الفترة ونذكر منها:

* الثدي: نتيجة للدفق المستمر من الاستروجين والبروجسترون، يتضخم الثدي بينما الغدد المفرزة للحليب داخل الثدي يزداد حجمها. ان تضخم الثدي مسؤول عن زيادة الوزن عند المرأة الحامل بمقدار 500 غرام، ومعظم هذه الزيادة في حجم الثدي يكون على حساب زيادة كمية الدسم.

كما انه استجابة لزيادة التروية الدموية في الثدي، تتضخم هالة الثدي وتزداد اتساعا وتصبح اكثر تصبغاً واغمقاقاً، وقد تبقى على هذه الحال حتى بعد الحمل. كذلك الغدد الجلدية التي تحيط بهالة الثدي، حيث تدعى بغدد مونتغمري، التي تتضخم وتصبح اكثر امتلاء بمواد زيتية تساهم في ترطيب وتليين هالة الثدي والحليمة أثناء الحمل.

* البطن: يتمدد ويتسع البطن متماشياً مع تمدد واتساع الرحم أسبوعا بأسبوع. في الأسبوع 12 يكون الرحم بكامله داخل الحوض ومع بداية الاسبوع 20 يصبح قعر الرحم في مستوى السّرة، وفي النهاية يتمدد ليصل الى قاعدة القفص الصدري. ونتيجة لازدياد حجم الرحم المطرد تنضغط الاعضاء المجاورة: المثانة، الكلية، الامعاء والمعدة، الحجاب الحاجز، الاوعية الدموية في البطن، مؤثرة على وظيفة هذه الاعضاء. ومع اقتراب موعد الولادة ينخفض البطن قليلا للأسفل نتيجة لتداخل الجنين في الحوض، وبدء عملية دخوله في القناة الحوضية.

* الخطوط الحملية: بعض النساء الحوامل يتطور لديهن أثناء الحمل ما يُسمى بالخطوط او الشقوق الحملية، هذه الخطوط اكثر ما تظهر على البطن والثدي والاطراف العلوية والمناطق الالوية والمنطقة الغمدية وتأخد اللون الزهري المحمر أو البنفسجي.

تظهر الخطوط الحملية في %50 عند النساء الحوامل، خاصة في النصف الأخير من الحمل. ولا تعتبر الشقوق الحملية علامة دالة على زيادة الوزن، إنما على الأغلب تحدث نتيجة لتمطط الجلد مترافقا مع زيادة طبيعية في الكورتيزون.

* العد: بعض النساء أثناء فترة الحمل يصبن بالعد (حب الشباب)، خاصة في الفترة الباكرة من الحمل. وهذا يعود الى زيادة في افراز البروجسترون، حيث ينبّه غدد الجلد على افراز محتوياتها ومعظمها مواد زيتية.

* تصبغات الجلد: تعتبر تصبغات الجلد من الاعراض الشائعة واكثر ما تظهر حول الخدين والذقن ومنطقة الأنف. هذه المناطق قد تصبح اكثر اغمقاقا نتيجة لازدياد افراز هورمون البروجسترون والاستروجين. ولا بد أنك لاحظت ان المناطق الجلدية المتصبغة في الاصل مثل هالة الثدي والطيات المهبلية والاشفار، تصبح متصبغة اكثر في الحمل. وحتى بعد الولادة، تبقى هذه المناطق غامقة اكثر مما كانت عليه قبل الحمل. في حين التصبغات الموجودة في اماكن اخرى من الجلد تميل لأن تزول وتتلاشى تدريجياً.

* انتفاخ وامتلاء الوجه: %50 من النساء الحوامل تبدو عليهن علامات انتفاخ الاجفان وانقباح الوجه، خاصة في الصباح. ويحدث الانتفاخ بشكل طبيعي نتيجة لزيادة الدوران الوعائي، لكن إذا ترافق الانتفاخ مع زيادة الوزن بمعدل 2500 غرام في الاسبوع، من الضروري مراجعة الطبيب المختص. ان ازدياد الوزن المفاجئ مع انتفاخ الوجه والاجفان يدلان على احتباس مفرط للسوائل، واحيانا يترافق مع ارتفاع الضغط الشرياني.

* الحكة العامة: تقريبا ثلث الحوامل يعانين من حكة بطنية أو حكة شاملة للجسم. الحكة الشاملة تختفي تلقائيا واحيانا يفيد استخدام مطريات البشرة وتجنّب التعرض للحرارة، فإذا لم تفد هذه الاجراءات فمن المستحسن مراجعة الطبيب المختص، حيث يصف اعتماداً على الحالة المعالجة بالأدوية الطبية، أو المعالجة بالأشعة فوق البفنسجية.

الحكة الحملية الشديدة تظهر فقط في الحمل، خاصة في الاشهر الاخيرة، ولحسن الحظ تعتبر الحكة الحملية غير شائعة.

* ازرقاق القدمين: خاصة في الطقس البارد، وتحدث هذه الظاهرة نتيجة لزيادة في افراز هورمون الاستروجين في بعض النساء الحوامل. وتعتبر هذه حالة سليمة تزول بعد الولادة.

* الدوالي الوريدية: واحدة من أصل خمس من النساء الحوامل تُبدي صفات الدوالي الوريدية، خاصة في الطرفين السفليين. وتظهر الدوالي الوريدية في كل أنحاء الجسم أثناء الحمل على شكل وردة متضخمة زرقاء كاستجابة فيزيولوجية لزيادة الدوران الوعائي في الجسم. واكثر ما تلاحظ هذه التغيرات في الأوردة القريبة من سطح الجلد كما في الطرفين السفليين.

لا تعتبر الدوالي الوريدية مشكلة حملية خطيرة، لكن قد تشكو بعض النساء الحوامل من حكة وحرقة وحس عدم ارتياح في الطرفين السفليين.

* الأظافر: تنمو اظافر اليدين والقدمين بشكل اسرع في فترة الحمل، لكن نتيجة لتأثير الهورمونات الحملية واحياناً لفقر الدم المصاحب للحمل، تصبح الاظافر ناعمة وسهلة التكسر ومثلمة.

* العين: تميل المرأة الحامل أثناء فترة الحمل لاحتباس كميات زائدة من السوائل، مما يؤدي الى تسمك القرنية بنسبة %3، واكثر ما يلاحظ هذا في الاسبوع العاشر من الحمل ويستمر لفترة 6 اسابيع بعد الولادة. وينخفض الضغط داخل العين بمعدل %10 مما يؤدي الى حدوث تشوش رؤية.

واذا كنت تستعملين عدسات لاصقة، خاصة العدسات القاسية، فقد تشعرين بحس عدم ارتياح في الرؤية، وعلى الرغم من ذلك، لا داعي لتغيير العدسات اللاصقة اثناء الحمل لأن الرؤية تعود طبيعية بعد الولادة.

* الفم: ان الحمل لا يزيد تنخر الاسنان كما هو شائع، وعلى أي حال، فإن زيادة الدوران الوعائي تجعل اللثة اكثر ليونة ورخاوة مما يسبب نزفاً خفيفاً، خاصة اثناء تنظيف الاسنان، فإذا استمرت هذه المشكلة، أو كانت كمية النزف اكثر غزارة فمن المستحسن مراجعة العيادة السنية.

=