الاستشارات الطبية

التأثيرات السلبية للنيكوتين

TT

* أنا رجل مدخن بشراهة منذ 10 سنوات وجدي دخن حتى وصل عمره 90 سنة ولم يحدث له شيء، فهل هذا يعني بأن الأسرة ليس لديها عامل وراثي بسبب الاصابات الناتجة عن النيكوتين؟

(نصري ـ السعودية)

* النيكوتين ليس الا مادة ضارة واحدة من مجموع مواد يحتويها الدخان ويتجاوز تعدادها الثلاثة آلاف مادة. الا ان النيكوتين هو السبب الاساسي للادمان على الدخان بسبب تأثيره المنعش والمهديء في ذات الوقت على الجهاز العصبي للانسان.

ويعتبر النيكوتين ساما حينما يتم تناوله بشكل مكثف وربما تتسبب سيجارة واحدة، حسب تقديرات المختصين، في الموت اذا ما لاكها طفل صغير بين اسنانه. اما المواد المسببة للأمراض السرطانية بشكل مباشر فهي السموم الاخرى التي يحتويها الدخان، ولذلك تسمح السلطات الصحية ببيع علكة النيكوتين دون الحاجة الى وصفة الطبيب، لتخليص الانسان من الادمان. فالسموم الاخرى مثل القطران والمواد المكثفة تنطوي على مخاطر اخرى: ان ما يستنشقه المدخن أو ينفخه او ما يتصاعد من السجائر الموضوعة في النفاضات يمكن مقارنته الى حد كبير، من ناحية المضمون، مع الدخان المتصاعد من احتراق الخشب او الزيت او الفحم. فالمواد الضارة المتطايرة عن التبغ تصنف في كافة الأحوال ضمن المواد التي يطلق عليها اسم الهايدروكربونات الاروماتية المتعددة الحلقيات التي تنفض وتعيد تشكيل وتركيب نفسها بتأثير الحرارة والعوامل الاخرى. وربما ان اخطر المواد سمية والتي تم الكشف عنها في دخان السجائر هي الاحماض النتريكية اضافة الى بعض المعادن واملاح هذه المعادن مثل النيكل والكادميوم.

عموما تعزى 25 ـ 30% من كافة الاصابات السرطانية التي تنتهي بالموت على المستوى العالمي الى التدخين. واصبحت علاقة التدخين بسرطان الرئة في حكم المفروغ منها من الناحية الطبية منذ فترة، هذا ناهيكم عن علاقة التدخين بمخالب السرطان التي تطبق على حنجرة الانسان وتجويف الفم والمريء والمعدة. ويعتبر المدخنون من اكثر الناس عرضة للاصابة بسرطان المثانة والطحال وربما الكلية ايضا. وتوجه اصابع الاتهام بشدة الى السموم المنطلقة من دخان السجائر، اضافة الى الفيروسات، في حالات الاصابة بسرطان الرحم. ودور التدخين في نشوء حالات اخرى مثل سرطان الدم وسرطان الامعاء الغليظة ما يزال موضع جدل، الا ان العالم يتعامل مع الدخان في هذه الحالة كمشبوه لم تثبت جريمته بعد. وطبيعي لا يسعنا هنا، ونحن نركز على الامراض السرطانية، ان ننسى دور التدخين في حصول وتفاقم امراض القلب والدورة الدموية.

* مخاطر الوفاة بسبب التدخين

* يموت عادة ربع المراهقين، الذين يبدأون التدخين في هذه السن ويعجزون عن الكف عنه، وهم في سن تتراوح بين 35 ـ 69 كما يموت ربع آخر منهم وهم في سن السبعين بسبب العواقب المباشرة للتدخين.

ونذكر من مخاطر التدخين الحتمية ما يلي:

1 ـ أمراض القلب والأوعية الدموية: مثل تخثر الدم في الاوردة الدموية والذبحات القلبية وارتفاع الضغط الشرياني.

2 ـ شيخوخة الجلد: اذ يقلل التدخين من مرونة كولاجين الجلد وبالتالي يؤدي الى التجعد.

3 ـ المعدة: تزداد امكانية حدوث القرحات واضطرابات القولون والأمعاء.

4 ـ زيادة التهابات الفم والبلعوم.

5 ـ رائحة الفم غير المرغوب بها.