«التفادي الانتقائي» لا يُقلل الإصابات بالأمراض الجنسية المُعدية

الشبان والشابات يعتقدون واهمين بقدرتهم على تمييز المصابين

الشبان والشابات يتوهمون احيانا سلامة الجنس الآخر من الامراض الجنسية
TT

إقدام بعض، من الشباب والشابات، على الانفلات في إقامة العلاقات الجنسية المتعددة، والاعتقاد آنذاك أن اتباع أسلوب «التفادي الانتقائي» Selective Avoidance كفيل بمنع الإصابة بأحد الأمراض الجنسية، إنما هو وهم ولا أساس له من الصحة على أرض الواقع. هذا ما خلص إليه الباحثون من الولايات المتحدة في دراستهم الأخيرة الصادرة ضمن عدد يناير من «أرشيفات طب الأطفال والمراهقين».

* أمراض جنسية

* وتأتي هذه الدراسة بعد إشارة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة في تقاريرها الأخيرة، والصادرة في نوفمبر الماضي، إلى عودة ارتفاع الإصابات بالأمراض الجنسية الرئيسة الثلاثة، وهي الكلاميديا والسيلان والسفلس، خلال العام الماضي. وأكدت المراكز أن الأمراض الجنسية تشكل خطراً صحياً عاماً مهماً، على حد قولها. وأن حوالي 19 مليون إصابة جديدة تحصل في كل عام، نصفها بين منْ هم ما بين 15 و 24 سنة من العمر. هذا ولا يزال الكثيرون يعتقدون أنهم قادرون على التمييز بين منْ هي، أو هو، سليم من أحد الأمراض الجنسية، وبين منْ هي، أو هو، مُصاب بأحدها، وبالتالي يعتقدون أن اتباع وسيلة «التفادي الانتقائي» يقلل أو يمنع إصابتهم بأي من الأمراض المتنقلة عادة، وفي الغالب، عبر الممارسة الجنسية.

وبالرغم من عدم وجود أي إرشادات طبية أو نصائح يُمكن الاعتماد عليها، إلا أنه لا تزال لدى البعض «مقاييس» و«معايير»، متفاوتة العناصر، في «تمييز» منْ هو «ملوث»، ومن الممكن الإصابة بأحد الأمراض نتيجة لمعاشرته، ومنْ هو «نظيف» ولا يُمكن أن يكون لديه أحد الأمراض تلك كي ينقلها للآخرين. والدراسة الأميركية الجديدة تضع حداً لعبث اتباع تلك النظرية، وتُبرهن على أن لا ضمان من مجرد الشكل أو المهنة أو البيئة. بل تقول إن تلك الاستراتيجية لا تعمل. وتعيد التأكيد على ضرورة العودة إلى اتباع وسائل الوقاية من الإصابة بأحد الأمراض الجنسية عند ممارسة تلك العملية مع الآخرين أياً كانوا. وشمل الباحثون في دراستهم 715 مراهقة وشابة، من الأميركيات ذوات العرق الأفريقي. وتبين للباحثين أن أكثر من ثلثهن استخدمن استراتيجية «التفادي الانتقائي» كوسيلة لحماية أنفسهن من الإصابة بأحد الأمراض الجنسية المُعدية.

ووصف الباحثون هذه الوسيلة بأنها عدم ممارسة الجنس في مواقف وظروف معينة نتيجة للقلق والاهتمام باحتمال الإصابة بأحد الأمراض المنتقلة عبر الإيصال الجنسي، وغالباً نتيجة الشك في إمكانية أن يكون الشريك المُحتمل مصاباً بأي منها.

* طرق وقائية

* وقال الباحثون إن بعضاً من المراهقين يرون في هذه الوسيلة اختياراً يُشكل بديلاً منطقياً للامتناع التام عن ممارسة الجنس Complete Abstinence أو استخدام الواقي الذكري Condom.

وفي نتائج دراستهم توصل الباحثون إلى أن هذه الطريقة شائعة بين أولئك الشابات، إلا أنها غير فاعلة في الوقاية من الأمراض الجنسية. ذلك أن النتائج بينت أن انتشار الإصابات بأمراض جنسية شائعة، مثل الكلاميديا والسيلان، كان متساوياً بين المراهقات والشابات اللواتي اتبعن هذه الطريقة في الوقاية وبين مثيلاتهن ممن لم يتبعنها.

وقال الدكتور رالف دي كليمنت، الباحث في الدراسة والطبيب بجامعة أميوري في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، الفتيات لا يمتلكن وسيلة جيدة للتفريق بين شركاء خطرين، للتسبب بالإصابة بالأمراض الجنسية، وشركاء غير خطرين. وأضاف بأنهن يعتقدن ذلك، أي القدرة على التمييز، إلا أن نتائج الدراسة تشير إلى أنه بالرغم من اهتمامهن بمن سيكون الشريك في العملية الجنسية، إلا أن النتيجة هي تساوي الإصابات بالأمراض الجنسية.

وقال الباحثون في مناقشة دراستهم إن النتائج تقترح بأن يتم حث الشابات على عدم الاعتماد على استخدام طريقة «التفادي الانتقائي»، بل أن يتم حثهن على طلب استخدام الواقي الذكري، وبشكل صحيح في كل الأحوال.

كما ناقش الباحثون في دراستهم كيفية تعليم الشابات على أن يكن أكثر ميلا إلى التأكد الجازم في علاقتهن، وعلى الإصرار باستخدام الواقي الذكري. وتبين للباحثين أن الشابات أكثر خوفاً من مناقشة ضرورة استخدام الواقي الذكري، وكن أكثر ميلاً لاتباع وسيلة «التفادي الانتقائي» الفاشلة في حمايتهن من الإصابة بالأمراض الجنسية.