أستشارات طبية

TT

* بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

* الرعاف لدى الأطفال

* أصيب ابني البالغ من العمر سبعة أعوام بالرعاف أكثر من مرة، وبالأخص أثناء اللعب، ما الأسباب وما هو العلاج؟

أم نبيل - الإسكندرية ـ هذا ملخص سؤالك. أولاً أود أن أطمئنك بأن الفحوص ونتائج التحاليل المرفقة كلها جيدة ومطمئنة جدا، فلا داعي للقلق. أما عن الشق الآخر من السؤال فأجيبك بأنه يندر حدوث نزيف الأنف أو الرعاف في الأطفال دون عمر السنتين وتزداد هذه النسبة بعد هذا العمر ثم تقل بعد سن البلوغ ويلعب العامل الوراثي دوراً في بعض الحالات فقط وليست كلها. عادة ما يحدث نزيف الأنف في الأطفال ما بين عمر الثالثة والعاشرة. وتسعون في المائة من الحالات غير معروفة الأسباب أما العشرة في المائة الباقية فعادة ما تكون لأسباب موضعية في الأنف أو لأمراض عامة قد تصيب الجسم.

ومن الأسباب الموضعية، حدوث ضعف بالأوعية والشعيرات الدموية في الغشاء المبطن للأنف. أو أن يصاب الغشاء المبطن للأنف بخدوش جراء إدخال الطفل لإصبعه أو لأي جسم غريب بالأنف.

كما يؤدي جفاف الغشاء المبطن للأنف لحدوث الرعاف، الأمر الذي يحدث لدى تعرض الطفل لتيار هواء جاف. كما يحدث بسبب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية أو تضخم اللحمية أو حساسية الأنف التي تؤدي إلى تراكم الإفرازات التي تجف مسببة قشورا تؤدي الى ضعف بالأوعية والشعيرات الدموية في الغشاء المبطن للأنف.

أما الأمراض العامة التي تسبب الرعاف والتي قد يكون منها ما هو وراثي، فهي أمراض سيولة الدم ونقص فيتامين سي (C) أو فيتامين كي (K)، أو ارتفاع ضغط الدم.

عند حدوث الرعاف أهم ما عليك فعله هو المحافظة على هدوء الطفل جالساً والضغط على الأنف مع انحناء الرأس إلى أسفل لتجنب نزول دم في البلعوم، ثم ضعي كمادات باردة على الأنف والجبهة وفي معظم الحالات يتوقف النزيف خلال دقائق قليلة تلقائيا.

أما في حال عدم توقف النزيف فتوضع نقط قابضة للأوعية الدموية بالأنف، أما إذا استمر النزيف فيجب نقل الطفل إلى المستشفى.

* الزواج وقصور الغدة الدرقية

* أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، أشكو من نقص هورمون الغدة الدرقية، هل من تأثيرات لهذا المرض في الزواج؟

ريهام اليماني _ السعودية ـ هذا ملخص سؤالك. قصور نشاط الغدة الدرقية يعني طبيا أن الغدة الدرقية لا تفرز ما يكفي من الهورمون الدرقي أو ما يعرف بالثيروكسين، وهو أكثر أنواع الاضطراب الدرقي انتشارا، ويصيب النساء بمعدل خمسة الى عشرة أضعاف إصابة الرجال. وتؤدي الاصابة بهذا القصور الى إبطاء عملية الأيض (التمثيل الغذائي) في الجسم ويؤدي ذلك الى الشعور بالإعياء والتعب والتبلد الذهني وأعراض أخرى سبق ذكرها في ملحق الصحة أهمها بالنسبة لك عدم انتظام الدورة الشهرية، الأمر الذي قد يؤخر حدوث الحمل بعد الزواج.

وبالتالي كل ما عليك هو المواظبة على تناول العلاج التعويضي (الثايروكسين) بصورة منتظمة ومتابعة الفحوص الدورية لمراقبة مستويات الهورمونات الدرقية لديك لتحديد الجرعة المثالية التي يحتاجها الجسم من دون زيادة أو نقصان.

وفي حال حدوث حمل، فقد تحتاجين الى إجراء المزيد من الفحص الدوري لهورمونات الغدة خلال فترة الحمل وذلك لاحتياج جسم المرأة الحامل الى جرعات أكبر من هورمون الثايروكسين التعويضي تتراوح ما بين ثلاثين الى خمسين في المائة. كما هو الحال أيضا لدى تناول حبوب منع الحمل المحتوية على هورمون الإستروجين الذي يقلل من كمية هورمون الثايروكسين الحر في الدم، فعليه يجب زيادة جرعة الثايروكسين عند الحاجة.

أما بالنسبة لاستفسارك عن نوعية الأطعمة التي قد تساهم في تنشيط الغدة، فأحب أن أوضح هنا، أنه يعتمد انتاج الهورمونات الدرقية كميات كبيرة من اليود، فاليود عنصر اساسي في تكوين هورمون الغدة الدرقية، حيث يحتوي كل جزء من هذا الهورمون على 3 او 4 ذرات من اليود. ويتم نقل اليود الى الغدة الدرقية عن طريق خلاياها المجهزة بجهاز نشط أو مضخة خصيصا للقيام بهذا الأمر، ويوجد اليود في المأكولات البحرية وملح الطعام والخبز ومنتجات الألبان ومختلف الأغذية الأخرى. كما ينبغي تأكد النساء الحوامل من ان الفيتامينات التي يتعاطينها قبل الوضع تحتوي على اليود الضروري لعمل الغدة الدرقية. وقد اظهرت دراسة حديثة ان حوالي ثلث فيتامينات الحوامل لا يحتوي على اليود، والقليل من الفيتامينات الباقية تحتوي على جرعة كاملة وتحتاج الحوامل والمرضعات من 220 الى 290 ميكروغرام يود يومياً مقارنة مع 150 ميكروغراماً يحتاج اليه البالغون الآخرون.